Sun, 17/04/2011 - 08:00
أقول ذلك لأن إهمال «الاقتصاد» لحساب «السياسة» قد يعجل بالجزء الثانى من الفيلم الذى يتم تصويره (ثورة الجياع)، وعادة الجزء الثانى يكون رديئاً وتصبح عندنا ثورتان: واحدة للحرية وواحدة للخبز.. وقد كانت آفة ثورة 19 أنها أهملت الجانب الاجتماعى، وآفة ثورة 52 أنها أهملت الجانب السياسى،
لذلك عندما لاحت أزاهير الصبا وزقزق العصفور صحانا اكتشفنا الزحام داخل السجون والطوابير أمام المخابز.. فقد يجمع الله «الشقيقين» بعدما.. يظنان كل الظن ألا تلاقيا، واللهم لا شماتة.. إذا استمر تدهور الحال ونزيف المال فسوف يتوجه المواطن فى الخريف المقبل إلى ماكينة صرف النقود فتخرج له هواء عبارة عن نسيم الحرية مادام البعض يؤمن بالمثل القائل «بدلاً من أن تعلمنى الصيد ودينى السينما»..
فالذى لا يتظاهر فى العمل يتظاهر بالعمل، وآخر مرة سمعت فيها حد بيقول لحد «عيب» كانت فى أوبريت «عواد باع أرضه للأمير الوليد».. بعد الدم يأتى العرق وإلا سوف تأتى الدموع، حيث لا يفرق الجوع بين مسجل خطر ومسجل ماجستير، ويكفينا أيام الجمعة والعطلات وساعات حظر التجول وفواصل الإعلانات،
فليس صحيحاً أن دولة عربية هى التى رشحت هذا الضابط لرئاسة الجمهورية لنعرف قيمة «مبارك»، وليس صحيحاً أن التليفزيون هو الذى رشح هذا الدكتور لأمانة الجامعة ليتخلص منه بناء على رغبة المشاهدين.. ولكن الصحيح أن تدور «ماكينة» المصانع قبل أن تتعطل «ماكينة» النقود.
galal_amer@hotmail.com
المصدر جريدة المصرى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق