د. أيمن الجندى .. اللى يحضر العفريت يصرفه

«اللى يحضّر العفريت يصرفه!»
  بقلم   د. أيمن الجندى    ٩/ ٥/ ٢٠١١

وصلتنى هذه الرسالة المفيدة والطريفة من «د. مجدى سعيد» تعقيبا على مقال «استعادة الأمن خلال أسبوعين». تقول الرسالة:

«ما زلنا نذكر جميعا ما قاله رئيس الوزارة الإيطالى: (لا شىء جديد.. إنهم المصريون يكتبون التاريخ). لكن مع سعادتنا بعظمة الثورة المصرية التى أبهرت العالم فيجب ألا ننسى أنها خلّفت الآتى:

  • أكثر من خمسة آلاف سجين طليق حتى الآن.
  • ٢٦ قسم شرطة على مستوى مصر محروقة تماما.
  • كم هائل من الأسلحة المتسربة من الأقسام إلى أيدى البلطجية.
  • أداء أمنى ضعيف جدا.

فإذا أضفنا مناطق عشوائية شديدة الفقر فمن الطبيعى أن تؤدى كل هذه المعطيات إلى كارثة كبرى.

إذن لابد من عودة الأمن إلى البلد ولكن كيف؟ المشكلة ليست فى عدد الضباط الذين قدموا استقالاتهم، ولا فى قلة الإمكانيات مثل سيارات الدوريات، ولا فى الطلبات المشروعة لرجال الشرطة فى تحديد عدد ساعات العمل ورفع الرواتب. المشكلة الحقيقية أنه لابد من التفرقة بين البلطجى والثائر، وبالتالى التفرقة بين الضابط الذى يطلق الرصاص على متظاهرين، والضابط الذى يستخدم القوة فى وجه بلطجية يهاجمون المواطنين العزّل أو أقسام البوليس لإخراج المسجونين! إذ كيف يستطيع أن يقوم بواجبه وهو مُهدد بأن يُقدم بعد ذلك للمحاكمة بتهمة التجاوز فى حق المواطنين!

لا يمكن أن ننزع من جميع ضباط الشرطة الشرفاء حق الدفاع الشرعى عن النفس ضد الخارجين على القانون والبلطجية الذين يروعوننا.

المشكلة أن عددا كبيرا من هؤلاء الضباط الأسوياء آثروا السلامة خوفا من أصحاب الحناجر الجاهزة بالتهم التى تبدأ من التجاوز فى حق المواطنين إلى معاداة الثورة المصرية. (ملحوظة: حينما حدث اعتداء البلطجية على مستشفى المطرية كانت الشرطة موجودة، ولكن مغلولة اليد! خوفا من أن يتهموهم بعد ذلك بالاعتداء على المواطنين!).

والحل أنه لابد من تشريعات عاجلة تعطى بعض الثقة والأمان لأفراد الأمن حتى نجد منهم ما نطلب، ولا نخاف من التجاوزات فقد مضى عهدها إلى غير رجعة.

البلطجية والمسجلون خطرا ومعتادو الإجرام لابد من توقيع أقصى العقوبات عليهم لتصل إلى الإعدام لأنهم يُعدون من (المفسدين فى الأرض). هذه ليست مسؤولية الأمن فقط، ولكنها مسؤولية الثوار أيضا.

لذلك أتوجه بنداء عاجل إلى شباب الثورة قائلا: لقد قمتم بأعظم عمل فى تاريخ مصر، فلا تتركوا من يلبس عباءتكم الآن يعبث بالمستقبل. لقد كنا نستمع إليكم فى بداية الأحداث بانبهار وتقدير لمستواكم الفكرى والثقافى. لكننا الآن نعانى من أفعال وتصريحات هؤلاء المتصنّعين الذين يرون أنها (هوجة)، وأن (تقطيع الهدوم) واتهام الشرفاء والرفض لمجرد الرفض وقطع الطريق فى قنا، واقتحام أقسام الشرطة وتكسير المحاكم، والبلطجة على الأطباء والمستشفيات من أعمال الثوار. نرجوكم تصدوا لأمثال هؤلاء، فتلك مسؤوليتكم، لأنه كما يقول المثل العامى: «اللى يحضّر العفريت يصرفه».

aymanguindy@yahoo.com

المصدر جريدة المصرى اليوم

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق