حوار هادئ بين مؤيد ومعارض لـ (الثورة الثانية)

حصلت الشروق على نسخة من حوار بين شخص يدعى هلال المصري، وصديق له يدعي محمد مصطفى، دار حول الموقف من الثورة الثانية، المقرر لها غداً الجمعة. وأكد المصري أنه أرسل هذا الحوار ليؤكد على "أننا كمصريين شركاء في البلد ومن حق أي شخص أن يُعبر عن رأية شريطة أن يكون التعبير دون "تخوين" للآخرين..

وإليكم نص "الحوار"...

ـ مؤيد: "هتشارك في ثورة جمعة الغضب الثانية؟".

ـ معارض: "مش هشارك وما فيش حاجة أسمها ثورة ثانية".

ـ مؤيد: "ليه مش هتشارك المفروض ننزل نحمى ثورتنا؟".

ـ معارض: "آه ما أنا مش هشارك عشان أحمى ثورتنا".

ـ مؤيد: "إزائ مش هتشارك وبتقول أنا بحمى الثورة؟".

ـ معارض: "لأن أهداف الثورة الثانية هي الالتفاف على ثورة الشعب الأولى".

ـ مؤيد: "وضح لو سمحت؟".

ـ معارض: "تقدر تقولي أية هي أهم أهداف الثورة الثانية؟".

ـ مؤيد :أهم أهدافها تعيين مجلس رئاسي، وجمعية تأسيسية لعمل دستور جديد؟".

ـ معارض: "طيب مين حقه يعين مجلس رئاسي مدني وتعيين جمعية تأسيسه لعمل الدستور جديد؟".

ـ مؤيد: "الثوار".

ـ معارض: مين الثوار؟، أنا عارف إن دي ثورة شعب وشارك فيها كل طوائفه ولا ثورة فئة معينة؟".

ـ مؤيد: "ثورة شعب.. وأنا أقصد الشعب".

ـ معارض: "طيب والشعب هيعين مجلس رئاسي مدني إزائ؟".

ـ مؤيد: "ممثلين عن كل القوى الوطنية هتشارك في اختيار المجلس".

ـ معارض: "والقوى الوطنية دى بتمثل "كام %" من الشعب؟، والناس هيكون دورها أية؟، فين رأى العامل والفلاحين والموظفين وكل مواطن بسيط "لا أخواني ولا ليبرالي ولا سلفي ولا تبع أي حزب"؟.

ـ مؤيد: "يعنى أنت عاجبك المجلس العسكري يفضل موجود؟".

ـ معارض: لا مش عاجبنى عشان كدا أنا مش حابب أشارك في أي إعتصامات ممكن تأخر الانتخابات وبالتالي تطول فترة حكم المجلس العسكري وعشان أنا أقسمت إني هحترم نتيجة الاستفتاء ودافع عن اختيار الشعب المصري".

ـ مؤيد: "ليه هو الاستفتاء كان على المجلس العسكري؟".

ـ معارض: "لا الاستفتاء كان الجدول الزمني المحدد في التعديلات لتسليم الجيش سلطاته للسلطة المدنية المنتخبة من الشعب".

ـ مؤيد: "بس الاستفتاء حصل فيه تجاوزات كتير!".

ـ معارض: "حصل تجاوزات من أنصار الطرفين، وعلى العموم الشعب قال رأيه في أول استفتاء حر ونزيه وماينفعش نتجاهل رأى الشعب ولا نقول انه مش فاهم".

ـ مؤيد: "يعنى أنت مش عايز مجلس رئاسي مدني ولا موافق بس بشرط الشعب هو اللي يختاره بالاقتراع المباشر".

ـ معارض: أنا مش حابب ننتقل من فترة حكم مؤقتة "ضعيفة" لمجلس رئاسي مؤقت "أضعف"، أنا شايف الحل في انتخابات برلمانية "سريعة" لو كنا عاو زين يحكمنا حد قوي ودائم ومتفق عليه ومن اختيار الشعب ومع ذلك هحترم رأى الشعب لو أختار مجلس رئاسي.
ـ مؤيد: "بس الانتخابات هتجيب إخوان عشان هما أكتر ناس منظمة حاليا".

ـ معارض: "طيب الأخوان مين هيختارهم ـ الشعب ولا حد تانى".

ـ مؤيد: " أكيد الشعب".

ـ معارض: "يبقي نحترم رأى الشعب مهما كان وماتنساش إن الإخوان أعلنوا إنهم مش هيترشحوا بأغلبية في البرلمان".

ـ مؤيد :"طيب هننزل عشان نعمل دستور جديد يحفظ حق كل مواطن مصري".

ـ معارض: "مين من حقه اختيار اللجنة التأسيسية اللي هتعمل الدستور الجديد".

ـ مؤيد: "الشعب هو اللي من حقه يختار".

ـ معارض: "طيب والشعب هيختار أزاي"؟.

ـ مؤيد: "تقصد أية"؟.

ـ معارض: "أقصد إنه بالعقل والمنطق يستحيل أن يختار الشعب 100 أو 200 شخصية من بين عشرات الآلاف من الشخصيات القانونية بالاقتراع المباشر".

ـ مؤيد: "والحل"؟.

ـ معارض: "الحل الوحيد إن الشعب يختار نوابه في البرلمان وبعد كدا نواب البرلمان هما اللي يختاروا اللجنة وهذا ما أقرته التعديلات الدستورية".

ـ مؤيد: "طيب ودماء الشهداء ترضى إنها تضيع هدر".

ـ معارض" :طيب أولا: فيه ناس إنضرب عليها نار قدامى وشوفت ناس أتصابت قدام عيني وشفت منظر الدم في التحرير ومقدر كويس أوى دم الشهداء وحاسس إن لو نزلت دم الشهداء فعلا هيروح هدر".

ـ مؤيد: "ليه إن شاء الله؟، هو إحنا نازلين نرجع مبارك؟".

معارض: "لأ ولكن الشهداء ماتوا عشان الحكم يكون للشعب، والشعب فقط صاحب القرار في تعيين مجلس رئاسي وتعيين لجنة لعمل الدستور، ودول استشهدوا عشان يشيلوا مبارك ويجيبوا حد مش هيمارس يمارس نفس سياسية مبارك في إقصاء الشعب عن كل حقوقه السياسية".

ـ مؤيد: "طيب أنا هنزل عشان أرفض التجاوزات اللي حصلت من المجلس العسكري ضد المتظاهرين وعشان أرفض الاختبارات اللي عماليين يختبرونا بيها كل شوية".

ـ معارض: "يعنى أية اختبارات؟".

ـ مؤيد: "يعنى شوية يفرجوا عن زكريا عزمي وبعدين يحبسوه تانى وكأنهم يختبرونا".

ـ معارض: "أنا مطمئن لنزاهة القضاء المصري وماينفعش إننا نكون القاضي والجلاد.. والمفروض نسيب القضاء يأخذ مجراه ونحترم دولة القانون ومع ذلك أنا معاك في قلقك وأنا ضد استعمال القوة مع المتظاهرين أو محكمتهم عسكريا".

ـ مؤيد: "يعنى أفهم من كدا إنك هنتزل؟".

ـ معارض: "لأ".

ـ مؤيد: "ليه تانى؟".

ـ معارض : "لأن أنا مش أحب حد يستغل وجودي في أي مظاهرة عشان ينفذ مخططة ويتكلم بلساني.. ولو نزلت هاخد لافتاتي وقول عليها لا للمجلس الرئاسي المُعيين ولا لجمعية وضع الدستور المعينة".

ـ مؤيد: "طيب وأية المشكلة؟".

ـ معارض: "المشكلة إنه أكيد هيحصل احتكاك بين الرافضين للمطالب الفئوية وبين المؤيدين اللي عايزين يفرضوا رأيهم واللي فاكرين نفسهم أوصيا على الشعب".

ـ مؤيد: "لو حصل احتكاك الجيش موجود".

ـ معارض: "الجيش ساعتها هيكون وجودة مرفوض من بعض الناس وهيتهموه إنه متواطئ أو على الأقل منحاز وممكن تحصل وقتها فتنة كبيرة ويكون فيها ضحايا كتير خصوصا لو تم استفزاز الجيش لأقصى درجة وأنا مش عايز دم المصريين يروح هدر عشان مطالب فئة معينة عايزه تخطف الثورة ومش عايز أشوف منظر أي اشتبكات في التحرير بين الثوار".

ـ مؤيد: "لكن أنا هشارك عشان أُكد على مطالب الثورة ومش هقبل حد يأخر الانتخابات ويفرض رأيه على الشعب ولا هقبل حد يفرض مجلس رئاسي مدني على الشعب ولا هقبل تعيين جمعية لوضع دستور".

ـ معارض: "وأنا مش هشارك لأن المطالب الرئيسية للثورة الثانية مطالب فئوية ومش مطالب شعبية ولأني ضد استغلال أي تجمع جماهيري للمطالبة بمطالب مخالفة لإرادة الشعب المصري تحت ستار مطالب أخرى عادلة ولو شاركت وقلت كدا ممكن تحصل فتنة كبيرة في التحرير زى ما قلت وأنا مش عايز البلد تولع ولا تتقسم أكتر من كدا ولا عايز يحصل فتنة بين الشعب والجيش أو بين المصريين".

ـ مؤيد: "طيب لو المطالب دى اتلغت هتشارك؟".

ـ معارض: "آه طبعا زى ما شاركت في الثورة وكل المظاهرات المليونية اللي كانت في التحرير بعد تنحى مبارك واللي مكنش فيها أي مطالب فئوية".

ـ مؤيد: "لكن أنا ضد المطالب الفئوية وهشارك للتأكيد على مطالب الثورة".

ـ معارض: "لو ضدها بجد متشاركش ولو خايف على مصر فعلا متنزلش ولو مصمم هدعيلك ترجع بالسلامة وهنفضل حبايب مهما كان رأينا ومهما كان اختلافنا".

المصدر جريدة الشروق

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق