بن لادن..نهاية أسطورة

واشنطن‮ - ‬حنان البدري‮:‬

منذ ان اعلن الرئيس الامريكي‮ ‬باراك أوباما عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في‮ ‬ساعة متأخرة‮ ‬يوم الاحد الماضي،‮ ‬والحقائق والتفاصيل تتوالي‮ ‬علي‮ ‬مدي‮ ‬الساعة حول هذه العملية التي‮ ‬عززت موقف الرئيس الامريكي‮ ‬داخليا،‮ ‬بل ومنحته مقدماً‮ ‬بطاقة فوزه في‮ ‬الانتخابات الرئاسية المقبلة‮ ‬2012‭.‬ وبينما اجمع خبراء عسكريين كانوا أم سياسيين‮ - ‬علي‮ ‬التفوق الاستخباراتي‮ ‬والميداني‮ ‬غير المسبوق والذي‮ ‬مكنهم اخيرا التخلص من المطلوب الأول في‮ ‬العالم،‮ ‬فإن تفاصيل كثيرة تتعلق بهذه العملية والاعداد لها ستظل لسنوات طويلة في‮ ‬طي‮ ‬الكتمان،‮ ‬ومع ذلك فانه‮ ‬يمكن سرد بعض من البداية وجانب كبير من النهاية‮.‬
من الواضح ان الاعداد لهذه العملية بدأ مكبراً‮ ‬وربما خلال العام‮ ‬2009،‮ ‬وكان من المحتم ساعتها علي‮ ‬ادارة أوباما الجديدة‮ »‬انذاك‮« ‬ان تفتح صفحة جديدة تعتمد اسلوباً‮ ‬مختلفاً‮ ‬عن اسلوب ادارة بوش،‮ ‬وركزت الاستراتيجية الجديدة هذه علي‮ ‬استخدام اساليب وتقنيات وفق ما‮ ‬يراه الخبراء والمختصون علي‮ ‬الارض وليس وفق رغبات الساسة كما كان‮ ‬يحدث في‮ ‬عهد ادارة بوش‮ - ‬تشين،‮ ‬وهي‮ ‬الاستراتيجية التي‮ ‬ثبت نجاحها لاحقا وصولاً‮ ‬إلي‮ ‬الاول من مايو حين تم اقتحام مخبأ بن لادن وقتله‮.‬
البداية اذن كانت بقرار من أوباما للعثور علي‮ ‬بن لادن كان ذلك في‮ ‬العام‮ ‬2009،‮ ‬وبالتزامن مع الجدل المتصاعد حينها حول ضرورة اغلاق جوانتانامو المعتقل سيئ السمعة‮.‬
كانت نواة العملية كثيراً‮ ‬من المعلومات الاستخبارية والتي‮ ‬كان المحققون قد توصلوا إليها خلال تحقيقات جرت مع معتقلين بجوانتامو بمن فيهم الصيد الثمين خالد شيخ محمد فقد كانوا‮ ‬يبحثون عن هوية شخص بعينه وهو باكستاني‮ ‬مولود بالكويت،‮ ‬وعندما تأكدوا من مطابقة هويته مع صورة لديهم وذلك عبر معتقلين بجوانتانامو واجهوا خالد شيخ محمد بها إلا ان اصراره علي‮ ‬انكار معرفته به‮ - ‬وكان ذلك بعد توقف عمليات تعذيبه بالاغراق بالماء‮ »‬تم اغراقه‮ ‬183‮ ‬مرة‮«‬،‮ ‬تأكدوا تماما من صحة المعلومات التي‮ ‬لديهم،‮ ‬ليبدأوا رحلة معقدة للغاية بحثا عن هذا الشخص او وصلت لدرجة تكليف عملاء محللين في‮ ‬باكستان وافغانستان بالبحث عن بغية التوصل للمعلومات المطلوبة‮.‬
هذه المعلومات حول شخصيات محتملة تكون علي‮ ‬اتصال مع بن لادن ولو بشكل‮ ‬غير مباشر،‮ ‬كانت النواة كما اسلفنا،‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬2010‮ ‬عندما خرج أحد الاكاديميين الامريكيين المتخصصين في‮ ‬علم التحليل،‮ ‬بنظرية مبنية علي‮ ‬اساس وضع تصور للأماكن المحتمل تواجد بن لادن بها وقدم دراسة اكدت ان بن لادن لن‮ ‬يكون مختبئاً‮ ‬في‮ ‬كهف او اماكن جبلية بل في‮ ‬مبني‮ ‬كبير وحديث وأسمنتي‮ ‬ومرفه ووسط تجمعات سكنية كبيرة ويسع سكني‮ ‬ما بين‮ ‬20‮ - ‬30‮ ‬شخصاً‮ ‬يمثلون الحماية لبن لادن‮.‬
ساعتها تم وبشكل‮ ‬غريب إخفاء ما نشر حول الموضوع في‮ ‬كافة وسائل الاعلام الامريكية وجري‮ ‬التعتيم علي‮ ‬الأمر وازالة كل ما له علاقة به من علي‮ ‬شبكة الانترنت‮!!.‬
وعلي‮ ‬مدي‮ ‬ما‮ ‬يزيد علي‮ ‬العام وضعت تلك التحليلات وباستخدام احدث تقنيات التكنولوجيا أولا بأول امام خبراء ومحللين،‮ ‬وتعاون العسكر ومجتمع الاستخبارات في‮ ‬جمع قطع معقدة من القصاصات لتكوين صورة واضحة ربما توصلهم إلي‮ ‬الهدف المنشود‮.‬
وفي‮ ‬يوليو الماضي،‮ ‬عندما كان احد عملاء الاستخبارات الامريكية المحلين‮ »‬باكستاني‮« ‬يجوب بسيارته شوارع منطقة محاذية لـ‮ »‬بيشاور‮« ‬بحثا عن الشخص المطلوب والذي‮ ‬سيقودهم إلي‮ ‬بن لادن‮ - ‬وكانت صورة هذا الشخص قد وزعت علي‮ ‬عملاء الـ‮ ‬CIA‮ ‬في‮ ‬باكستان وافغانستان للعثور عليه‮ - ‬وجد امامه سيارة سوزوكي‮ ‬بيضاء كان الجالس داخلها‮ »‬الشخص المطلوب‮«‬،‮ ‬وعلي‮ ‬الفور سجل العميل رقم لوحة السيارة،‮ ‬لتبدأ من هنا مرحلة الملاحقة الجادة لشخص كان قبل ذلك مجهول المكان ولسنوات‮.‬
وقد تتبعت الجهات الأمنية الامريكية هذا الشخص واضافة لضخ المزيد من العملاء بما فيهم الأمريكيون لتتبع هذا الهدف ولعل حادثة قيام دبلوماسي‮ ‬امريكي‮ ‬تبين لاحقا انه عميل للمخابرات بقتل شخصين في‮ ‬الطريق بالرصاص وألقي‮ ‬القبض عليه ثم تم الافراج عنه لاحقا وذلك في‮ ‬فبراير الماضي‮ ‬في‮ ‬باكستان،‮ ‬لعلها احد فصول عملية البحث عن بن لادن،‮ ‬اضافة لذلك فان الولايات المتحدة‮ - ‬كما اسلفت‮ - ‬قامت باستخدام كافة وسائل التكنولوجيا الممكنة لا سيما عمليات التفتيش الالكتروني‮ ‬وباستخدام الستلايت عن المكان المحتمل لأي‮ ‬مبني‮ ‬أو تجمع سكني‮ ‬كبير في‮ ‬مكان مميز وغير بعيد عن العمران إلي‮ ‬ان تم تحديد الهدف وهو مجمع سكني‮ ‬فاخر مبني‮ ‬علي‮ ‬قطعة أرض كبيرة محاطة بأسوار مرتفعة تصل إلي‮ ‬18‮ ‬قدماً،‮ ‬وبمراقبته وترصد الشخص المعروف بصلته ببن لادن والذي‮ ‬رفض خالد شيخ محمد وابو فرج الليبي‮ ‬التعرف علي‮ ‬هويته تم التأكد من احتمالات وجود بن لادن به‮.‬
الغريب ان نفس المكان‮ ‬يقع علي‮ ‬بعد مئات الأمتار من قاعدة واكاديمية عسكرية باكستانية معروفة،‮ ‬وهو الامر الذي‮ ‬تسبب في‮ ‬اتخاذ واشنطن قراراً‮ ‬جماعياً‮ ‬بكتمان امر العملية عن السلطات الباكستانية خشية فقدان الهدف‮ - ‬أي‮ ‬بن لادن‮ - ‬في‮ ‬حال تسرب الخبر إليه‮.‬
وعلي‮ ‬مدي‮ ‬ما لا‮ ‬يقل عن سبعة اشهر تم تكليف مجموعة من افضل فرق الكوماندوز الامريكية وهو الفريق المعروف باسم‮ »‬الفرقة‮ ‬6‮« ‬ويكفي‮ ‬ان نعرف ان فرقة الكوماندوز تلك عبارة عن تصفية لآلاف من أفضل كوماندوز القوات الامريكية علي‮ ‬مدي‮ ‬سنوات للوصول الي‮ ‬بضعة اشخاص بعد تدريبات شاقة لديهم كفاءة مذهلة وذكاء وسرعة وقوة جسمانية‮ ‬غير عادية‮ »‬الفرقة كلها لا‮ ‬يتجاوز عددها‮ ‬2200‮ ‬مقاتل‮« ‬يستغرق اعداد الفرد الواحد منها سنوات طويلة‮.‬
هذه الفرقة تم بناء مبني‮ ‬شبيه بمنزل بن لادن المحتمل وقتها وبنفس المواصفات للقيام بتدريبات قاسية مكنتهم في‮ ‬النهاية من اقتحام المبني‮ ‬بعد وصول‮ ‬79‮ ‬فرداً‮ ‬منهم علي‮ ‬متن‮ ‬4‮ ‬مروحيات اثنتان منها هبطتا في‮ ‬الفناء الامامي‮ ‬والخلفي‮ ‬الداخلي‮ ‬لمنزل بن لادن وانطلق حوالي‮ ‬24‮ ‬منهم الي‮ ‬داخل المنزل واتموا المهمة في‮ ‬40‮ ‬دقيقة بالتمام والكمال،‮ ‬وكانوا قد مشطوا الدورين الاول والثاني‮ ‬وقتلت امرأة في‮ ‬بداية الاقتحام واستغرق الامر مجرد دقائق للوصول للطابق الاخير‮ »‬الثالث‮« ‬حين وجدوا بن لادن وزوجته في‮ ‬غرفة نومه وعلي‮ ‬الفور تم التعرف علي‮ ‬بن لادن واطلق الرصاص عليه فسقط علي‮ ‬الفور من جراء رصاصة في‮ ‬الجانب الايمن من رأسه واخري‮ ‬بالصدر،‮ ‬بينما تم اطلاق الرصاص علي‮ ‬قدمي‮ ‬زوجته وقد كان بن لادن‮ ‬غير مسلح‮.‬
وبينما انشغل جانب بسرعة بنقل جثمان بن لادن الي‮ ‬احدي‮ ‬الطائرات في‮ ‬الفناء الداخلي‮ ‬كان الاخرون‮ ‬يصادرون عشرة اجهزة كمبيوتر وديسكات وأوراق وجميع الممكن ازالته من هذا المنزل ثم‮ ‬غادر الجميع المكان واضطروا الي‮ ‬تفجير احدي‮ ‬المروحيات علي‮ ‬الارض بعد اصابتها بعطل وانطلقوا في‮ ‬الثلاث مروحيات الاخري‮ ‬ومعهم‮ ‬غنيمتهم الي‮ ‬احدي‮ ‬القواعد الامريكية بأفغانستان‮.‬
وكان قرار اغتيال بن لادن ودفنه بالبحر قد اتخذ في‮ ‬وقت مبكر وقبل القيام بالعملية التي‮ ‬ووقع الرئيس الامريكي‮ ‬عليها قبل تنفيذها ببضعة ايام فلم ترغب واشنطن في‮ ‬دفنه في‮ ‬مكان‮ ‬يمكن ان‮ ‬يصبح مزاراً‮ ‬دينياً‮ ‬فيما بعد،‮ ‬ارادوا طمس هذا المكان للأبد لذا لم‮ ‬يكتفوا مثلاً‮ ‬بقطع‮ ‬يده كما حدث مع تش جيفارا،‮ ‬بل اخذوا الجثمان كاملاً‮ ‬وكان معه امام مسلم بالعسكرية الامريكية حيث تم تغسيل الجثمان في‮ ‬الطائرة التي‮ ‬كانت باتجاه سفينة حربية امريكية ببحر العرب،‮ ‬وكان قد تم تنفيذ عملية مضاهاة الحامض النووي‮ ‬DNA‮ ‬أولاً‮ ‬وقبل التغسيل وهي‮ ‬العملية التي‮ ‬استغرقوا وقتاً‮ ‬لإعدادها،‮ ‬حيث تمت المضاهاة بعينة من مخ لشقيقة لبن لادن كانت قد توفيت قبل شهر في‮ ‬احد مستشفيات بوسطن،‮ ‬وكانت السلطات الامريكية قد حرصت علي‮ ‬الحصول علي‮ ‬عينة مؤكدة لبن لادن،‮ ‬الي‮ ‬جانب عينات اخري‮ ‬جمعت من اقارب اخرين لبن لادن الا ان عينة مخ شقيقته كانت الاقرب وكانت المضاهاة الكاملة وان بدأت فجر الاثنين فور قتله قد انتهت صباح الاثنين وابلغ‮ ‬الرئيس الامريكي‮ ‬بها‮.‬
كما حرصت ادارة اوباما علي‮ ‬تحضير كفن لبن لادن وتم تغسيله والصلاة علي‮ ‬جثمانه حسب الشريعة الاسلامية وبواسطة شخص مسلم بالقوات الامريكية وعلي‮ ‬متن السفينة تم تبليل جثمانه قبل وضعه في‮ ‬كيس به اثقال وانزاله في‮ ‬البحر ليغوص الي‮ ‬الاعماق في‮ ‬ثوان‮.‬
علي‮ ‬صعيد آخر بادر الجمهوريون الذين كان خبر قتل بن لادن‮ ‬غير سعيد بالنسبة لهم علي‮ ‬مستوي‮ ‬التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة،‮ ‬وحيث تم الدفع بالرئيس السابق جورج بوش الابن للادلاء ببيان فور اعلان اوباما الا ان بيانه لم‮ ‬يلق اهتماماً‮ ‬يذكر حيث كان اوباما قد استبق في‮ ‬خطابه بالتأكيد عدة مرات علي‮ ‬مسئولية ادارته وقواته عن احراز هدف العثور علي‮ ‬بن لادن،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬اغضب الجمهوريين وهل رفض جورج بوش حضور الاحتفال بمقتل بن لادن ودعوة اوباما له للحضور الي‮ ‬نيويورك ما‮ ‬يؤكد ذلك من ناحية اخري‮ ‬تابعت الادارة الامريكية بغبطة ردود الافعال الداخلية والخارجية حول الامر،‮ ‬لاسيما العرب والمسلمين الامريكيين حيث رحب مجلس العلاقات الاسلامية‮ »‬كير‮« ‬بالخبر فيما حرصت وزيرة الخارجية الامريكية علي‮ ‬التأكيدان المعركة ضد شبكة القاعدة لن تنتهي‮ ‬بمقتل بن لادن واثنت علي‮ ‬التعاون الباكستاني‮.‬
أيضاً‮ ‬لوحظت عمليات تحسب امني‮ ‬ضخمة امريكية سواء علي‮ ‬المستوي‮ ‬المحلي‮ ‬أو المستوي‮ ‬الدولي‮ ‬وذلك تحسباً‮ ‬لعمليات انتقامية تشنها القاعدة رداً‮ ‬علي‮ ‬مقتل زعيمها،‮ ‬وهو الامر الذي‮ ‬حذر منه ليون بانيتا المدير الحالي‮ ‬وتوقع سعي‮ »‬الارهابيين‮« ‬الي‮ ‬الانتقام‮ »‬حسب وصفه‮«.‬
ايضاً‮ ‬علي‮ ‬صعيد ردود الافعال الامريكية الداخلية فقد وجد تقدميون ومناهضو حروب امريكا في‮ ‬خبر مقتل بن لادن حافزاً‮ ‬اساسياً‮ ‬لدعوة الرئيس الامريكي‮ ‬الي‮ ‬ضرورة اعادة النظر في‮ ‬سحب القوات الامريكية من افغانستان والعراق،‮ ‬وبالتالي‮ ‬انهاء الحرب علي‮ ‬الارهاب وكذلك احداث توفير في‮ ‬نفقات حروب مستمرة في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يعاني‮ ‬منه الاقتصاد الامريكي‮ ‬بدرجة‮ ‬غير مسبوقة‮.‬
ومع ذلك فإن التوقعات المبدئية بألا‮ ‬يفعل اوباما ذلك،‮ ‬وحسب مراقبين في‮ ‬واشنطن فإن القوات الامريكية باقية في‮ ‬افغانستان علي‮ ‬الاقل الاربعة أعوام المقبلة والحرب علي‮ ‬الارهاب مستمرة‮.‬
وحيث بدأت عملية اخري‮ ‬شبيهة لمطاردة الظواهري‮ ‬والذي‮ ‬اصبح المطلوب الثاني‮ ‬بعد بن لادن‮.‬
مصادر أمريكية‮:‬عثرنا علي‮ ‬كنز معلومات في‮ ‬منزل‮ »‬بن لادن‮« ‬سيقودنا للظواهري
كشفت مصادر رفيعة المستوي‮ ‬في‮ ‬الادارة الامريكية ان الأقراص الصلبة واجهزة الكمبيوتر التي‮ ‬عثر عليها في‮ ‬منزل قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تحتوي‮ ‬علي‮ ‬كنز من المعلومات ستقود المخابرات الامريكية إلي‮ ‬الرجل الثاني‮ ‬في‮ ‬التنظيم الدكتور أيمن الظواهري‮. ‬واشارت المصادر إلي‮ ‬ان المعلومات تضمنت كافة المراسلات التي‮ ‬تلقاها بن لادن من الظواهري‮ ‬وأوضحت ان الادارة الامريكية لن تدخل في‮ ‬جدل مع باكستان في‮ ‬الوقت الحالي‮ ‬لحاجتها لها للعثور علي‮ ‬الظواهري‮ ‬وفلول تنظيم القاعدة بها‮. ‬وكشفت المصادر أن الرصاصة التي‮ ‬قتلت بن لادن اخترقت الرأس من الجهة اليسري‮ ‬مما أدي‮ ‬إلي‮ ‬تفجير عينه اليسري،‮ ‬ومخه الذي‮ ‬تناثرت اجزاؤه للخارج وأصيب برصاصة أخري‮ ‬في‮ ‬صدره‮. ‬كما كشفت أن قاتل بن لادن أحد أفراد فرقة دلتا المتمركزة في‮ ‬شمال كارولينا وهو من مدينة فرجينا بيتش وتعلن السلطات الكشف عن أسمه في‮ ‬الاحتفال الذي‮ ‬سيقام اليوم احتفالا بمقتل بن لادن في‮ ‬موقع بـرجي‮ ‬التجارة بحضور الرئيس أوباما‮. ‬ورفض الرئيس السابق بوش دعوة لحضور الاحتفال‮. ‬وكانت حالة من التخبط والارتباك،‮ ‬قد حدثت بين الولايات المتحدة وباكستان مع نشر تفاصيل عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فجر الاثنين الماضي‮ ‬في‮ ‬منطقة أبت آباد شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد‮.‬ أظهر المسؤولون الامريكيون قدرا من التخبط بشأن نشر صور تتعلق بالعملية،‮ ‬حذر البيت الأبيض من أن الصورة التي‮ ‬التقطت لجثة أسامة بن لادن‮ »‬فظيعة‮« ‬وربما تؤجج المشاعر إذا ما نشرت،‮ ‬قال مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية‮ »‬سي‮ ‬آي‮ ‬إيه‮« ‬ليون بانيتا ان واشنطن ستنشر في‮ ‬نهاية المطاف صورا لمقتل بن لادن،‮ ‬غير أن البيت الأبيض ما لبث أن أكد أنه لم‮ ‬يتخذ قراراً‮ ‬بعد بشأن الصور‮. ‬وفي‮ ‬إسلام آباد،‮ ‬تراجعت باكستان عن تصريحات سابقة بشأن اغتيال بن لادن،‮ ‬فبعد تأكيد وزارة الخارجية تقديم باكستان معلومات استخباراتية مكنت القوات الامريكية من تنفيذ عملية الهجوم علي‮ ‬منزل إقامة بن لادن في‮ ‬مدينة أبت آباد،‮ ‬عادت لتشجب طريقة تنفيذ العملية‮.‬
وتدرس الولايات المتحدة النتائج التي‮ ‬قد تنجم عن نشر صورة جثة أسامة بن لادن وتتردد بين رغبتها في‮ ‬اثبات موت زعيم تنظيم القاعدة وضرورة أن تأخذ في‮ ‬الاعتبار الصدمة التي‮ ‬قد تسببها اللقطات‮ »‬الفظيعة‮« ‬باعتراف واشنطن نفسها‮. ‬وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي‮ ‬كارني‮ »‬سأكون صريحا‮.. ‬نشر صور أسامة بن لادن مسألة حساسة‮.. ‬ندرس مدي‮ ‬ضرورة ذلك‮«.‬
واضاف ان المسألة تتعلق بمعرفة ما إذا كان نشر الصور‮ »‬يخدم مصالحنا أو‮ ‬يضر بها،‮ ‬ليس فقط هنا‮ »‬داخل الولايات المتحدة‮« ‬بل في‮ ‬العالم اجمع‮«‬،‮ ‬ملمحا إلي‮ ‬ان ذلك قد‮ ‬يعتبر انتهاكا لحرمة الميت‮. ‬وردا علي‮ ‬سؤال عن طبيعة هذه الصورة،‮ ‬قال‮ »‬يمكننا أن نقول انها صورة فظيعة‮«‬،‮ ‬رافضا في‮ ‬الوقت نفسه ان‮ ‬يكشف ما إذا كان قد شاهدها‮.‬
وألمح كارني‮ ‬إلي‮ ‬ان الرئيس الامريكي‮ ‬باراك اوباما هو صاحب الكلمة الاخيرة في‮ ‬هذه المسألة‮. ‬وردا علي‮ ‬سؤال عن هذه النقطة بالتحديد،‮ ‬قال ان‮ »‬الرئيس‮ ‬يشارك بشكل وثيق في‮ ‬كل جوانب هذه العملية‮«. ‬وأكد انه ليس هناك‮ »‬جدل حاد‮« ‬في‮ ‬البيت الابيض في‮ ‬هذا الشأن‮ »‬بل مجرد نقاش حول ما‮ ‬يجب ان نقوم به‮«.‬
وطالب اعضاء في‮ ‬الكونجرس منذ الاثنين بنشر صور جثة بن لادن التي‮ ‬ألقيت في‮ ‬البحر بعد التحقق من هويته بفحوص الحمض النووي‮ ‬الريبي‮ »‬دي‮ ‬إن إيه‮«. ‬ويأمل النواب في‮ ‬ان‮ ‬يبرهنوا للرأي‮ ‬العام العالمي‮ ‬ان مطاردة الرجل المطلوب الاول في‮ ‬العالم انتهت بينما‮ ‬يؤكد الذين‮ ‬يؤمنون بنظرية المؤامرة ان الولايات المتحدة ركبت هذه القضية من ألفها إلي‮ ‬يائها لإسكات التكهنات‮.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية بن لادن..نهاية أسطورة


Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق