هذا هو تعريف ببرنامج العلم و الأيمان و الدكتور مصطفى محمود كما نشر فى ويكيبيديا :
العلم والايمان هو برنامج تلفزيوني قدمه الراحل د. مصطفى محمود لثماني عشرة سنة في التلفزيون المصري، وكان يهدف إلى تناول العلم علي الاسس الايمانية، البرنامج وصل إلى درجة كبيرة من الشهرة وقدم الدكتور مصطفى محمود أكثر من 400 حلقة على مدار ثمانية عشرة سنة. وقد استطاع الدكتور مصطفى محمود من خلاله ان يمزج بين عجائب وغرائب وقدرات هذا الكون العجيب الذي نعيش فيه وبين الايمان بوجود الله سبحانه وتعالى وقدرته على نغيير الأشياء وعلى جعل خلقه جميعا يتأملون فيما قدره سبحانه وتعالى. وقد تناول الدكتور مصطفى محمود العديد من المواضيع التي تجعل الأنسان يقف متحيراً امام الغرائب والعجائب التي تناولها .
ألف 89 كتابا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.
قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون. ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية، والاسم الصحيح للمسجد هو "محمود" وقد سماه باسم والده.
في أوائل القرن الفائت كان يتناول عدد من الشخصيات الفكرية مسألة الإلحاد، تلك الفترة التي ظهر فيها مقال لماذا أنا ملحد؟ لـإسماعيل أدهم وأصدر طه حسين كتابه في الشعر الجاهلي، وخاض نجيب محفوظ أولى تجارب المعاناة الدينية والظمأ الروحي.. كان "مصطفى محمود" وقتها بعيدا عن الأضواء لكنه لم يكن بعيدا عن الموجة السائدة وقتها، تلك الموجة التي أدت به إلى أن يدخل في مراهنة عمره التي لا تزال تثير الجدل حتى الآن.
بدأ حياته متفوقًا في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية؛ فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات إلى أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى فعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة.وفي منزل والده أنشأ معملاً صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.
لاشك أن هذه التجربة صهرته بقوة وصنعت منه مفكرا دينيا خلاقا، لم يكن (مصطفى محمود) هو أول من دخل في هذه التجربة, فعلها الجاحظ قبل ذلك, فعلها حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، تلك المحنة الروحية التي يمر بها كل مفكر باحث عن الحقيقة، ان كان الغزالي ظل في محنته 6 أشهر فان مصطفى محمود قضى ثلاثين عاما !
ثلاثون عاما أنهاها بأروع كتبه وأعمقها (حوار مع صديقي الملحد)، (رحلتي من الشك إلى الإيمان)، (التوراة)، (لغز الموت)، (لغز الحياة)، وغيرها من الكتب شديدة العمق في هذه المنطقة الشائكة..المراهنة الكبرى التي خاضها لا تزال تلقى بآثارها عليه حتى الآن كما سنرى لاحقا.
ومثلما كان الغزالي كان مصطفى محمود؛ الغزالي حكى عن الإلهام الباطنى الذي أنقذه بينما صاحبنا اعتمد على الفطرة، حيث الله فطرة في كل بشري وبديهة لا تنكر, يقترب في تلك النظرية كثيرا من نظرية (الوعي الكوني) للعقاد. اشترى قطعة أرض من عائد أول كتبه (المستحيل)، وأنشأ به جامع مصطفى محمود به 3 مراكز طبية ومستشفى وأربع مراصد فلكية وصخورا جرانيتية.
كان صديقا شخصيا للرئيس السادات ولم يحزن على أحد مثلما حزن على مصرعه يقول في ذلك "كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلا رد مظالم كثيرة وأتى بالنصر وساعد الجماعات الإسلامية ومع ذلك قتلوه بأيديهم.. وعندما عرض السادات الوزارة عليه رفض قائلا: "أنا فشلت في إدارة أصغر مؤسسة وهي الأسرة.. فأنا مطلق لمرتين.. فكيف بي أدير وزارة كاملة..!!؟؟ ". فرفض مصطفى محمود الوزارة كما سيفعل بعد ذلك جمال حمدان مفضلا التفرغ للبحث العلمي..
رابط العدد الخاص من (الجزيرة الثقافية)
و سوف نبدأ بأمر الله تعالى فى نشر جميع حلقات برنامجه العلم و الأيمان أبتداءا من اليوم و بالتوالى حتى ننتهى من الحلقات بالكامل بأمر الله و بعد الأنتهاء من مكتبة هيكل سنوالى نشر جميع كتبه
العلم والايمان هو برنامج تلفزيوني قدمه الراحل د. مصطفى محمود لثماني عشرة سنة في التلفزيون المصري، وكان يهدف إلى تناول العلم علي الاسس الايمانية، البرنامج وصل إلى درجة كبيرة من الشهرة وقدم الدكتور مصطفى محمود أكثر من 400 حلقة على مدار ثمانية عشرة سنة. وقد استطاع الدكتور مصطفى محمود من خلاله ان يمزج بين عجائب وغرائب وقدرات هذا الكون العجيب الذي نعيش فيه وبين الايمان بوجود الله سبحانه وتعالى وقدرته على نغيير الأشياء وعلى جعل خلقه جميعا يتأملون فيما قدره سبحانه وتعالى. وقد تناول الدكتور مصطفى محمود العديد من المواضيع التي تجعل الأنسان يقف متحيراً امام الغرائب والعجائب التي تناولها .
أسماء حلقات العلم والايمان
(ملحوظة أسماء الحلقات ليست الأسماء الاصلية للحلقات كما انتج وعرض على القناة الأولى المصرية في الاساس وربما الأسماء التي وضعتها ART أو قناة اقرا بعد ترجمته بالانجليزية (للتاكد شاهد الحلقات في الوصلات بالأسفل))- درجة الحرارة
- نقطة الماء
- لغز الموت
- التوازن
- الهواء والزوابع
- هل يفكر الإنسان
- الصرع
- العضلات والمفاصل
- الزلازل والبراكين
- الخلية
- المرض
- صياد السمك
- معجزة الإنسان
- لحب والحرب
- الأفيال
- الصفات الوراثية
- السمع
- الشم
- التكيف
- ضغط الدم
- الجنون
- العنكبوت
- حشرة الترميت
- الفعل ورد الفعل
- الابداع الالهى
- النوم
- سر الحياة
- الدم
- الشمس
- تكون القارات
- كهرباء المخ
- الصحراء
- ساعة الصفر
- شيطان البحر
- الطاقة الذرية
- نهاية شعب
- الجاسوس الفضائى
- دودة الحرير
- البعث
- الزلزال والأعاصير
- العلم
- الوقاية
- الحياة داخل بيضة
- الإنسان يقتل نفسه
- التطور
- حركة النبات
- القنبلة الخضراء
- كيفية قياس الزمن
- النبات
- المكان
- لغز الحياة
- المطر
- الأديان
- الديناصور
- التنبؤ بالزلزال
- الأحلام
- الحرب
- بين الحشرة والإنسان
- رحلة إلى باطن الأرض
- العلاج بالألوان
- التدخين
- الأمومة
- الخير والشر
- البصر
- الغضروف
- بيت النمل
- المــخ
- معجزات الكلى
- الجلد
- الساعة التي في يدى
- الغواصة العبقرية
- عجائب عالم الأعماق
- معجزة الخلية
- معجزة المــخ
- لسنا وحدنا عقلاء
- مع القرود
- الفيروسات
- الذبحة
- الجلطة وكيفية الوقاية
- صراع البقاء
- المغناطيسية والكهرباء
- في غرفة العمليات
- قبلة على يد زوجتى
- ميلاد القرد حسونة
- الذرة
- مارشال القرود
- صديقى القرد
- صديقتى الأوزة صديقى القرد
- عقلة الاصبع
- النباتات الأولية
- المريخ
- النمل وعش الغراب
- الطاقة
- الكون
- النمل
- كائنات تحت البحر
- الذاكرة
- غشاء الخلية - الاميبا
- الدم الأبيض
- النباتات
- الحشرات
- البصر
- الكلام
- دنيا العجائب
- البكتريا المدهشة
- المعجزة اليابانية
- الكهرباء البيولوجية
- انفجار
- التضخم
- أفريقيا السوداء
- هرمونات
- زحل
- مرض الملوك
- نجمة البحر
- مواقع النجوم
- تطور المخ البشرى
- أينشتين والنسبية
- العالم الخفى
- الارادة
- النزول على القمر
- هجرة الطيور
- الحصان
- المعمار الكونى
- ضربة قدر
- حياة الليل
- أسلحة البقاء
- الذبحة والجلطة وكيفية الوقاية
- النقرس
- المستقبل
- البنكرياس والسكر
- الكارثة
- أحبك أكرهك
- الحياة والموت
- القلقلة
- الزمان
- الحرب بين الإنسان والحشرات
- مهر العروس
- القسوة والحنان
- العلاج بالموسيقى والابر الصينية
- حركة الدم في الإنسان
- التنويم المغناطيسى
- ملوك عالم السيرك
- المرحوم في الثلاجة
- المملكة الرهيبة
- غلطة دراون
- البومة
- المشاؤون على الماء
- الابر الصينية
- الطب والشعوذة
- الحبار
- الذين يسمعون بدون أذن
- زهرة النار
- الشيخوخة
- الايدز
- الهرم المعجزة
- اختنا الشجرة
- الروماتيزم
- الكلى
- السم في العسل
- النعامة
- الأنامل التي تبصر وتتكلم
- مرض وهن العظام
- سر الزوابع
- عالم الحيوان
- الأصوات
- الأمراض
- غابات الأمازون
- أسباب جديدة للمرض
- الديمقراطية في عالم الحشرات
- شمس في أنبوبة اختبار
- التموجات الخفية
- الزواحف الطائرة
- سفينة النفايات
- عجائب المخ البشرى
- ميكروسكوب لتكبير الزمن
- اليد اليسرى
- عفريت المآتة
- لماذا توقفت المصانع
- القطع في اللحم الحى
- الجلادون(1)ه
- الجلادون(2)ه
- هندسة الكون
- عجائب الضوء(الضوء المبهر)ه
- أدق جهاز
- معجزة الكبد
- انتقال الصفات الوراثية
- معحزة المخ(الجزءالأول)
- معحزة المخ(الجزء الثاني)
- اللمسة الشافية
- الصيدلية الالهية
- من فضلك أطفئ السيجارة
- هندسة
- عظماء الدنيا والآخرة
- أسطورة التنين
- بحر النور(الجزءالأول)
- بحر النور(الجزء الثاني)
- الحياة فوق سطح ساخن
- موال
- سينغافورة معجزة الارادة
- الابداع الالهى والابداع البشرى
- الغشاء السحرى
- أسرار المادة
- لغز مرض السرطان
- نوع جديد للادمان
- الآكل والمأكول
- الحاسب الآلى
- الوعول
- مبروك جالك ولد
- ترقيع العظام
- الفأر الجبلى وعائلته
- ومن كل شيء خلقنا زوجين
- السر الأعظم
- الذرة والمجرة
- حدث في مستنقع
- حديقة الحيوان
- رقص الثعابين
- نبش الماضى
- الصغير المتوحش
- غريزة القتال
- كينج كونج
- حكايات الأزهار
- الحب والرحمة
- الأفيون
- الأناقة القاتلة
- مصادر الالهام
- الوصول إلى كوكب أورانوس
- الهندسة الوراثية
- المقاومة صفر
- الأرض مغناطيس عملاق
- اللغز الفلكى
- وقود لاينفذ
- أبطال السيرك
- حصى الكلى
- الصراع الرهيب
- السفروت
- سرطان المرئ
- السم الرهيب
- دراكولا المرعب
- البحث عن دليل
- معجزة حاسة الابصار
- زرع المخ
- محفل تحت الماء
- العملاق الجميل
- الألوان
- الأنف الجذاب
- القاتل الخفى
- الدمار الذرى
- اكتشاف جريمة قتل عمرها 2500سنة
- فك طلاسم الكون
- حفلة تنكرية
- مزرعة الصواريخ
- مقاومة السرطان بالارادة
- نصف خنزير نصف إنسان
- شمس منتصف الليل
- سلاح المدرعات
- الإنسان الآلى
- الجمبرى السفاح
- جزيرة العواجيز
- هنا مسرحية أين المخرج
- الكلام
- زرع قلب
- الصراع من أجل البقاء
- الضفدعة الأسطورة
- الشريط الوراثى
- الشمس
- لغة التخاطب في الحيوان (الجزء الأول)
- لغة التخاطب في الحيوان (الجزء الثاني)
- المتعة القاتلة
- الطاعون الجديد
- الطب الهندى
- القطة الشيطان الملعون
- الطب الصينى
- القطة الملاك المعبود
- سباق البراغيث
- تدبير الأرزاق
- أعجب أنواع الغزل
- سرطان الثدى
- غرائب المعتقدات
- معجزة الكلى
- مسكنك بين النجوم
- عظماء الدنيا وعظماء الاخرة
- النبات
- البومة
- المريخ
- الارادة
ألف 89 كتابا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.
قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون. ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية، والاسم الصحيح للمسجد هو "محمود" وقد سماه باسم والده.
تاريخه الفكري
في أوائل القرن الفائت كان يتناول عدد من الشخصيات الفكرية مسألة الإلحاد، تلك الفترة التي ظهر فيها مقال لماذا أنا ملحد؟ لـإسماعيل أدهم وأصدر طه حسين كتابه في الشعر الجاهلي، وخاض نجيب محفوظ أولى تجارب المعاناة الدينية والظمأ الروحي.. كان "مصطفى محمود" وقتها بعيدا عن الأضواء لكنه لم يكن بعيدا عن الموجة السائدة وقتها، تلك الموجة التي أدت به إلى أن يدخل في مراهنة عمره التي لا تزال تثير الجدل حتى الآن.
بداياته
عاش مصطفى محمود في مدينة طنطا بجوار مسجد "السيد البدوي" الشهير الذي يعد أحد مزارات الصوفية الشهيرة في مصر؛ مما ترك أثره الواضح على أفكاره وتوجهاته.بدأ حياته متفوقًا في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية؛ فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات إلى أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى فعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة.وفي منزل والده أنشأ معملاً صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.
اتهامات واعترافات
نذكر هنا أن مصطفى محمود كثيرا ما اتهم بأنَّ أفكاره وآراءه السياسية متضاربة إلى حد التناقض؛ إلا أنه لا يرى ذلك، ويؤكد أنّه ليس في موضع اتهام، وأنّ اعترافه بأنّه كان على غير صواب في بعض مراحل حياته هو درب من دروب الشجاعة والقدرة على نقد الذات، وهذا شيء يفتقر إليه الكثيرون ممن يصابون بالجحود والغرور، مما يصل بهم إلى عدم القدرة على مواجهة أنفسهم والاعتراف بأخطائهم.مصطفى محمود والوجودية
يتزايد التيار المادي في الستينات وتظهر الفلسفة الوجودية، لم يكن (مصطفى محمود) بعيدا عن ذلك التيار الذي أحاطه بقوة، يقول عن ذلك: "احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين" ثلاثون عاما من المعاناة والشك والنفي والإثبات، ثلاثون عاما من البحث عن الله!، قرأ وقتها عن البوذية والبراهمية والزرادشيتة ومارس تصوف الهندوس القائم عن وحدة الوجود حيث الخالق هو المخلوق والرب هو الكون في حد ذاته وهو الطاقة الباطنة في جميع المخلوقات. الثابت أنه في فترة شكه لم يلحد فهو لم ينفِ وجود الله بشكل مطلق؛ ولكنه كان عاجزا عن إدراكه، كان عاجزا عن التعرف على التصور الصحيح لله، هل هو الأقانيم الثلاثة أم يهوه أو (كالي) أم أم أم.... !
لاشك أن هذه التجربة صهرته بقوة وصنعت منه مفكرا دينيا خلاقا، لم يكن (مصطفى محمود) هو أول من دخل في هذه التجربة, فعلها الجاحظ قبل ذلك, فعلها حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، تلك المحنة الروحية التي يمر بها كل مفكر باحث عن الحقيقة، ان كان الغزالي ظل في محنته 6 أشهر فان مصطفى محمود قضى ثلاثين عاما !
ثلاثون عاما أنهاها بأروع كتبه وأعمقها (حوار مع صديقي الملحد)، (رحلتي من الشك إلى الإيمان)، (التوراة)، (لغز الموت)، (لغز الحياة)، وغيرها من الكتب شديدة العمق في هذه المنطقة الشائكة..المراهنة الكبرى التي خاضها لا تزال تلقى بآثارها عليه حتى الآن كما سنرى لاحقا.
ومثلما كان الغزالي كان مصطفى محمود؛ الغزالي حكى عن الإلهام الباطنى الذي أنقذه بينما صاحبنا اعتمد على الفطرة، حيث الله فطرة في كل بشري وبديهة لا تنكر, يقترب في تلك النظرية كثيرا من نظرية (الوعي الكوني) للعقاد. اشترى قطعة أرض من عائد أول كتبه (المستحيل)، وأنشأ به جامع مصطفى محمود به 3 مراكز طبية ومستشفى وأربع مراصد فلكية وصخورا جرانيتية.
العلم والإيمان
يروى مصطفى محمود أنه عندما عرض على التلفزيون مشروع برنامج العلم والإيمان, وافق التلفزيون راصدًا 30 جنيه للحلقة !، وبذلك فشل المشروع منذ بدايته إلا أن أحد رجال الأعمال علم بالموضوع فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح من أشهر البرامج التلفزيونية وأوسعها انتشارا على الإطلاق، لا زال الجميع يذكرون سهرة الإثنين الساعة التاسعة ومقدمة الناى الحزينة في البرنامج وافتتاحية مصطفى محمود (أهلا بيكم)! إلا أنه ككل الأشياء الجميلة كان لا بد من نهاية, للأسف هناك شخص ما أصدر قرارا برفع البرنامج من خريطة البرامج التليفزيونية!! وقال ابنه ادهم مصطفى محمود بعد ذلك أن القرار وقف البرنامج صدر من الرئاسة المصرية إلى وزير الإعلام آنذاك صفوت الشريف، بضغوط صهيونيةالأزمات
تعرض لأزمات فكرية كثيرة كان أولها عندما قدم للمحاكمة بسبب كتابه (الله والإنسان) وطلب عبد الناصر بنفسه تقديمه للمحاكمة بناء على طلب الأزهر باعتبارها قضية كفر!..إلا أن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب, بعد ذلك أبلغه الرئيس السادات أنه معجب بالكتاب وقرر طبعه مرة أخرى!.كان صديقا شخصيا للرئيس السادات ولم يحزن على أحد مثلما حزن على مصرعه يقول في ذلك "كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلا رد مظالم كثيرة وأتى بالنصر وساعد الجماعات الإسلامية ومع ذلك قتلوه بأيديهم.. وعندما عرض السادات الوزارة عليه رفض قائلا: "أنا فشلت في إدارة أصغر مؤسسة وهي الأسرة.. فأنا مطلق لمرتين.. فكيف بي أدير وزارة كاملة..!!؟؟ ". فرفض مصطفى محمود الوزارة كما سيفعل بعد ذلك جمال حمدان مفضلا التفرغ للبحث العلمي..
أزمة كتاب الشفاعة
الأزمة الشهيرة أزمة كتاب الشفاعة (أي شفاعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في إخراج العصاة من المسلمين من النار وإدخالهم الجنة) عندما قال إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبى عليه الصلاة والسلام وعدم العمل والاجتهاد أو أنها تعنى تغيير لحكم الله في هؤلاء المذنبون وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه وقتها هوجم الرجل بألسنة حادة وصدر 14 كتابا للرد عليه على رأسها كتاب الدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الشريعة الإسلامية.. كان رداً قاسيا للغاية دون أي مبرر.. واتهموه بأنه مجرد طبيب لا علاقة له بالعلم الدينى وفي لحظة حولوه إلى مارق خارج عن القطيع، حاول أن ينتصر لفكره ويصمد أمام التيار الذي يريد رأسه، إلا أن كبر سنه وضعفه هزماه في النهاية. تقريبا لم يتعامل مع الموضوع بحيادية إلا فضيلة الدكتور نصر فريد واصل عندما قال: "الدكتور مصطفى محمود رجل علم وفضل ومشهود له بالفصاحة والفهم وسعة الإطلاع والغيرة على الإسلام فما أكثر المواقف التي أشهر قلمه فيها للدفاع عن الإسلام والمسلمين والذود عن حياض الدين وكم عمل على تنقية الشريعة الإسلاميّة من الشوائب التي علقت بها وشهدت له المحافل التي صال فيها وجال دفاعا عن الدين". المثير للأسف أن الرجل لم ينكر الشفاعة أصلا ! رأيه يتلخص في أن الشفاعة مقيدة أو غيبية إلى أقصى حد وأن الاعتماد على الشفاعة لن يؤدى إلا إلى التكاسل عن نصرة الدين والتحلى بالعزيمة والإرادة في الفوز بدخول الجنة والاتكال على الشفاعة وهو ما يجب الحذر منه.. والأكثر إثارة للدهشة أنه اعتمد على آراء علماء كبار على رأسهم الإمام محمد عبده، لكنهم حمّلوه الخطيئة وحدهاعتزاله
كانت محنة شديدة أدت به إلى أن يعتزل الكتابة إلا قليلا وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة مخيه عام 2003 ويعيش منعزلا وحيدا. وقد برع الدكتور مصطفى محمود في فنون عديدة منها الفكر والأدب، والفلسفة والتصوف، وأحيانا ما تثير أفكاره ومقالاته جدلا واسعا عبر الصحف ووسائل الإعلام. قال عنه الشاعر الراحل كامل الشناوي ”إذا كان مصطفى محمود قد ألحد فهو يلحد على سجادة الصلاة، كان يتصور أن العلم يمكن أن يجيب على كل شيء، وعندما خاب ظنه مع العلم أخذ يبحث في الأديان بدء بالديانات السماوية وانتهاء بالأديان الأرضية ولم يجد في النهاية سوى القرآن الكريم“.تكريمه ثقافياً
حازت روايته "رجل تحت الصفر" على جائزة الدولة لعام 1970 وبتاريخ الاثنين 2/6/2008 كتب الشاعر فيصل أكرم مقالاً في (الثقافية) - الإصدار الأسبوعي لصحيفة (الجزيرة) بعنوان (ذاكرة اسمها لغز الحياة.. ذاكرة اسمها مصطفى محمود) وطالب الصحيفة بإصدار ملف (خاص) عن مصطفى محمود - تكريماً له، وبالفعل.. في تاريخ الاثنين 7/7/2008 صدر العدد الخاص من (الجزيرة الثقافية) وكان من الغلاف إلى الغلاف عن مصطفى محمود، ضم الملف كتابات لثلاثين مثقفاً عربياً من محبي مصطفى محمود، ومن أبرزهم: د. غازي القصيبي، د. زغلول النجار، د. إبراهيم عوض، د. سيّار الجميل.. وغيرهم من الأدباء والمفكرين والأكاديميين، بالإضافة إلى الشاعر فيصل أكرم الذي قام بإعداد الملف كاملاً وتقديمه بصورة استثنائية. كما ضم العدد الخاص، صوراً خاصة وكلمة بخط يد مصطفى محمود وأخرى بخط ابنته أمل.رابط العدد الخاص من (الجزيرة الثقافية)
وفاته
توفى الدكتور مصطفى محمود في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر (2009) الموافق 12 ذو القعدة 1430 هـ، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عاما، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسينبرامج تلفزيونية
برنامجه التلفزيوني الشهير العلم والإيمان الذي قدم فيه فيه حوالي 400 حلقةأهم كتبه
|
|
|
اين الروابط او الوصلات
ردحذف