جلال عامر .. حديث آخر الأسبوع

حديث آخر الأسبوع
بقلم   جلال عامر    ١٩/ ٥/ ٢٠١١

- طبقاً للعقد المبرم بينى وبينك فاليوم نقضيه بعيداً عن السياسة وهو تقليد اتبعته من أيام «إمساك الدفاتر» حتى أيام «إسهال القوانين».. يغنى الشحاذون كثيراً لكن يظل نشيدهم الوطنى هو «حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة» فاجلس فى مقهى وانظر حولك وسوف تلاحظ أن نصف الناس فى مصر الآن عاملة «إضراب» ونصفهم الآخر عامل «ريجيم»، وأن الفئة الوحيدة التى تتعاطى منشطات ولا تتوقف عن العمل من واقع المقهى هى «الشحاتين»، وهى من الفئات التى تحاول ركوب الثورة فتجدهم يوزعون على الزبائن مناديل ورق وتأشيرات دخول الجنة نظير رسوم رمزية، وإذا استمر الإضراب حتى رمضان قد نتوقف عن سداد رسوم «الشحاتين»،

وبالتالى يتم إشهار إفلاسنا ونضطر إلى تغيير النشيد الوطنى وحتى مدير صندوق النقد الدولى الذى اعتمدنا عليه اعتدى على عاملة بمناسبة عيد العمال ودخل سجن نيويورك الذى لا يمكن الهروب منه عن طريق فتحة فى الجدار، وقد يستخدم القرض الذى طلبناه فى دفع الكفالة، وبعد زلزال اليابان قرر اليابانيون زيادة ساعات العمل اليومى «ساعتين»، فلماذا لا نقلدهم ونقرر زيادة الإضراب «يومين»؟!

- ويوم ٢٣ أبريل دعوت الناس إلى استفتاء شارك فيه المصريون فى الخارج، وكان موضوع الاستفتاء هو: زمان قال «أبوالعلاء»: (هذا «جناه» علىَّ أبى) ليضعها على قبره، والآن يقول «أبوعلاء»: (هذا «جناه» علىَّ ابنى) ليضعها على سجنه.. والذى يعرف «أبوالعلاء» رهين المحبسين و«أبوعلاء» بين القصرين يعلم أن الأول كتب للناس «رسالة الغفران».. فماذا لو كتب الثانى للشعب «رسالة اعتذار»

 هل تقبلها؟.. لأنه حل وسط يحولنا نحن إلى «ذو مال» ويحوله هو إلى «ذو كرامة».. وعندما هرَّبوا «رسالة الغفران» إلى أوروبا تلاعبوا فى «الكود» وغيروا اسمها إلى «الكوميديا الإلهية» حتى لا نتعرف على أموالنا، وهو ما فعله «أبوعلاء» قبل أن يمثل على قناة «العربية» فيلم (البرىء)، فهل يميل إلى الاعتذار ودفع الدية أم المكابرة ودفع الكفالة؟.. نسيت أقول لحضرتك أن أبا العلاء فى رسالته تخيل المظلومين فى الجنة وأبا علاء فى حكمه وضع المظلومين فى النار، ومع ذلك كلاهما فى أقواله مصمم على الشطر الثانى من البيت «وما جنيت على أحد».. يومها وصلنى «١١٢» رسالة «٩٧» قالوا (لا، للاعتذار) و«١٥» قالوا (نعم).. مع السلامة ونلتقى السبت إن شاء الله وإوعى تكون ناسى حاجة.

galal_amer@hotmail.com

المصدر جريدة المصرى اليوم

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق