كمال الهلباوى المتحدث السابق باسم (الإخوان المسلمين) فى الغرب: كيانات إخوانية منظمة فى 80 دولة .. وتراودنا دولة الإسلام العالمية

طالب الدكتور كمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين فى الغرب الشباب العربى بالنزول إلى الشارع فى خلال 5 سنوات فى ثورة جديدة ضد الحدود التى وضعها المستعمر الأجنبى، تحت شعار «الشعب العربى يريد إسقاط الحدود».

وأشار الهلباوى فى حواره مع «الشروق» إلى أن جماعته لايزال يراودها حلم دولة الإسلام العالمية، مؤكدا أن الإخوان لهم كيانات منظمة فى نحو 80 دولة وأنهم يسعون لتحقيق «حلم التنظيم الدولى»، وتساءل: «لماذا لا يكون عندنا دولة اسمها الولايات الإسلامية المتحدة.. وما المانع أن يحكمها أبيض أو زنجى؟».

كما تطرق الرجل إلى الأزمة التى نشبت بين الجماعة والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عقب إعلانه ترشحه للرئاسة، مشيرا إلى أن ذلك حق لا يستطيع أحد منازعته فيه. وإلى نص الحوار:


 فى تقديرك ما هو حل الأزمة التى نشأت بين الجماعة والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بسبب إعلانه الترشح للرئاسة؟
- إعلان أبوالفتوح الترشح للرئاسة حق طبيعى، ولا يستطيع أحد منازعته فيه، فالرجل وجد فراغا فى الساحة، ولا يمكن لشخص مثل أبوالفتوح بعقله ونضجه وعلمه أن يقبل على أمر ليس فيه خير للأمة وللوطن.

عبدالمنعم وجد الساحة فارغة فيها ليبراليون وعلمانيون وإسلاميون لا ينتمون لتنظيمات، ولا يوجد بها من يمثل الإسلام الوسطى الذى يمثله فأتخذ القرار بالترشح، لذلك قال أنه إذا ترشح رجل مثل العوا فهو على استعداد للتنازل والانسحاب، فأبوالفتوح رجل يفكر بعقل وغير راغب فى السلطة ولن يسعى إليها، فإذا وجد من يملأ الفراغ فلن يستمر، وفى تقديرى أن هذا الفراغ نتج عن أن الإخوان المسلمين، اتخذوا قرارا بعدم ترشيح واحد منهم لرئاسة الجمهورية، لمبررات اقتنعوا بها، وأنا لا أرى تعارضا بين هذا القرار الذى اتخذه مكتب الإرشاد وأقره مجلس الشورى العام للجماعة، وبين تقدم فرد من الإخوان أيا كان موقعه للترشح مستقلا لملء هذا الفراغ، أما إذا رأى أحد أن فى ذلك خروجا على إجماع الجماعة وقراراتها، فعلى الإخوان تقدير ذلك، ويجب أن تحقق فى هذا الأمر هيئات قضائية مستقلة حسب اللوائح أو حسب ما تقره الجماعة.

ولكن دعنا نفصل بين أمرين، بين الدكتور عبدالمنعم الذى وجد فراغا يريد أن يملؤه بمسئوليته الوطنية والإسلامية التى تملى عليه وعلى أى أحد آخر لديه كفاءة، ولديه قبول شعبى أن يتقدم لملء هذا الفراغ، وإلا فسيملأ هذا الفراغ آخرون، وهذا حق أبوالفتوح الطبيعى، بل هو حق مصر عليه إلا يتركها، وأرى أن مصلحة مصر تستوجب على رجل مثل عبدالمنعم أبوالفتوح أن يترشح للرئاسة.

وكيف ترى هجوم بعض قادة الجماعة على أبوالفتوح وعلى من يريد استخدام حقه فى الترشح لهذا المنصب، من قبيل ما جاء فى مقال الدكتور محمود غزلان الذى نشره الموقع الرسمى للإخوان؟
- ترشح أبوالفتوح حق لا يستطيع أحد منازعته فيه، ومخالفته لقرار الجماعة أمر داخلى عليها أن تحقق فيه، ولا يجوز للدكتور غزلان أو أى شخص آخر أن يهاجم أخ له فى الصحف أو الإذاعة أو التلفزيون، وليست من أخلاق الإخوان أن يهاجموا بعضهم، فحسن البنا أوصى بعدم تجريح الأشخاص والهيئات، وأكد أنه لا ينبغى لأخ من الإخوان وخاصة من بلغ مرحلة قيادية سواء كان فى مكتب الإرشاد أو الشورى أن يهاجم أحد أو يجَرح أحد سواء من الإخوان أو حتى من أعداء الجماعة.

هل تتوقع أن يكون حزب الإخوان الجديد «الحرية والعدالة» مستقلا بالفعل عن الجماعة؟
- بالتأكيد، وإن لم يستقل الحزب عن الجماعة تماما فلن ينجح، وسيفشل الإخوان سياسيا، وسيقعون فى مشاكل كثيرة، وسينصرف الشعب عنهم وعن حزبهم.

ولكن كيف يكون الحزب مستقلا ومجلس شورى الإخوان هو الذى اختار قيادته وأقر برنامجه؟
- أى دولة أو أى حزب أو جماعة تمر بمرحلة انتقالية تختار قيادتها، ألم يختار الشعب، والمجلس العسكرى حكومة عصام شرف الانتقالية ورضى الشعب، لأننا نمر بمرحلة إعادة تأسيس، وبالتالى فلا مانع أن يختار مجلس شورى الجماعة قيادات الحزب فى المرحلة الانتقالية، أما إذا بقيت هذه القيادة بلا انتخابات، فهذا خطأ ومن واجب المؤسسين ألا يقبلوه، ووجب عليهم أن يصروا على اختيار قادة الحزب وكل تشكيلاته.

فى تقديرك ما هو المدى الزمنى للمرحلة الانتقالية؟
- أرى أن تكون المرحلة الانتقالية عامين أو ثلاثة على الأكثر، ويجب على الإخوان أن يضربوا نموذجا سياسيا ديمقراطيا للشعب، فإذا كان نموذجهم السياسى جيدا فسيلتف الشعب حولهم، وإذا كان نموذجهم نمطيا فالشعب سيذهب لغيرهم، والساحة الآن مفتوحة.

صدرت تصريحات من بعض قادة الجماعة عقب تنحى مبارك بأنهم سيشاركون فى انتخابات «الشعب» المقبلة بنحو 30% من المقاعد ثم أقر مجلس الشورى بعد ذلك المنافسة على نسبة من 45 ــ 50%، كيف ترى هذا التضارب؟
- التصريحات التى صدرت عن قادة الجماعة قبل اجتماع مجلس الشورى ليست قرارات، وجاءت التصريحات الثانية لتضع الأطر الأساسية، والجماعة أعلنت هذه النسبة حتى تتمكن من الحصول على 30 ــ 35% من المقاعد، وهناك تضارب شكلى بين الرأى وبين القرار، ولكن فى الجوهر وحقيقة الأمر أن الرأيين سعيا إلى الحصول على ما يقرب من 35% فأنت عندما ترشح 50% لا يعنى هذا أن كلهم سينجحوا فى المعركة الانتخابية.

الجماعة دعت القوى السياسية إلى خوض الانتخابات بقائمة موحدة وفى نفس الوقت قالت إنها ستنافس على 50% وهو ما اعتبره البعض رسالة سلبية من الإخوان؟
- لو أن الإخوان عقدوا اتفاقا وخالفوه، يكونون فى هذه الحالة مخطئين أما إذا كان هناك حوار ولم يصل إلى نتيجة قطعية فمن حقهم أن يتخذوا قرارهم بشكل منفرد، ودعنى أسألك هل هناك حزب عانى من نظام مبارك ودخل السجن أكثر من الإخوان، وليس عيبا أن يكون الإخوان القوة المنظمة الأولى فى الشارع، والجميع يقول ذلك فى الداخل والخارج، رغم أنهم كانوا «المحظورة»، فأين الأحزاب الأخرى، ولماذا لم يفعلوا مثل ما فعل الإخوان، أليس الشيوعيون والوفديون موجودين منذ عشرات السنين، لماذا لم يفعلوا مثل الجماعة أو أحسن منها، وينظمون أنفسهم، فلا يجب على القوى السياسية أن تعاقب الإخوان على أنهم نظموا أنفسهم.

هل مازلت عضوا فى الإخوان المسلمين؟
- أنا بعيد عن قيادة التنظيم منذ عام 1997 حتى أتفرغ للعمل الفكرى والبحثى، وعلى حد علمى لم يتم فصلى من الجماعة حتى الآن، وفى هذا الخصوص أرى أن من تجاوز سن الـ65 عليه أن يترك منصبه التنظيمى فى الجماعة وينزل للشارع كى يقوم بتربية الناس، وأنا طرحت مشروعا لكى ينزل الناس على «القهاوى»، ويختار كل من تجاوز الـ65 عاما قهوة فى المكان الذى يسكن فيه، ويجرى فيها حوارا مع الناس وبذلك نقوم بتحويل «القهاوى» إلى منتديات وأماكن ثقافية، ونحول الإخوان إلى طاقة محركة للحوار الوطنى، فالإخوان عليهم أن ينزلوا للمناطق النائية والعشوائية مثل الدويقة ومنشية ناصر ويقابلوا الناس ويسمعوا مشاكلهم.

وماذا كان موقعك التنظيمى قبل الاستقالة؟
- كنت متحدثا باسم الإخوان فى الغرب وكنت عضوا بمكتب الإرشاد ومجلس الشورى العالميين، وبالمناسبة لا يوجد شىء اسمه التنظيم الدولى فهذا التنظيم حلم بالنسبة للإخوان، وهذا الحلم تم قتله بسبب الفساد والديكتاتورية، حيث تسبب المنع من السفر فى عدم عقد الاجتماعات، وهنا أتساءل: لماذا قالت إسرائيل على مبارك انه كنز استراتيجى؟، لأنه وقف حجرا عثرة بإجرامه فى سبيل المقاومة، وفى وجه الإخوان المسلمين وكان من الصعب فى مثل هذا الجو أن يكون هناك تنظيم دولى، إنما اليوم فالأمل كبير ويمكن أن يتحقق ونحن شاهدنا افتتاح المركز العام الجديد للإخوان حضره إخوان من شتى الدول، فالإخوان لهم كيانات منظمة فى 80 دولة، ومن حق الإخوان والإسلاميين أن يكون لهم تنظيم عالمى، فلماذا يضن الجميع على الإسلاميين أن يكون لهم حركة عالمية، أليس هناك اشتراكية عالمية، وحركة صهيونية عالمية.

وما هو دور مجلس الشورى ومكتب الإرشاد العالمى فى هذه الأثناء؟
- دورهما كان يقوم على التنسيق بحيث يكون المنهج واحدا فى التفكير وفى السياسة والاقتصاد والتربية.

فى ظل التنظيم العالمى إلى من سيكون انتماء العضو أو الكادر الاخوانى.. هل سيكون لجماعته الأم أم لوطنه وماذا لو حدث تعارض؟
- لا يوجد تعارض لأن فكرتنا وانتماءنا لله سبحانه وتعالى.. انتماؤنا للإسلام.. ودولة الإسلام العالمية تراودنا، وعندما تحدث ــ عاكف ــ مرشد الجماعة السابق ــ عن انه ليس لديه مانع أن ماليزيا يحكم مصر، قال هذه الرسالة وهو مقتنع بها والإسلاميون جميعا يجب أن يقتنعوا بهذه الفكرة، لكن لا الوقت ولا البيئة التى قيلت فيها كانت مناسبة، لأن الناس لم يفهموا ما قاله على سبيل الفكرة الإسلامية والمنهج الإسلامى، فالناس للأسف فهموه خطأ وشنع الإعلام واخرج كلامه من سياقه «زى ما قال طظ فى مصر»، وقالوا إنه رجل غير وطنى ولكن فى الحقيقة هو رجل أكبر من الوطنية، وعندما كنا نتكلم أيام الرئيس جمال عبدالناصر عن القومية العربية أليس هناك إلى الآن من يؤمنون بالقومية العربية التى تعنى أن يصبح للعرب كيان واحد، فكل ما قاله عاكف أن المسلمين يتجمعون فى كيان واحد، وهنا أقول على سبيل المثال، كيف لدولة مثل البحرين أو قطر أن تدافع عن نفسها ولماذا لا يكون عندنا دولة اسمها الولايات المتحدة الإسلامية، وما المانع أن يحكمها واحد ابيض أو واحد زنجى، ولكن الإعلام أساء فهم عاكف، وأنا اقترح أن الشعوب العربية التى خرجت فى المظاهرات لإحداث الثورة والانتقال من مرحلة الظلم والفساد إلى مرحلة استقرار وأمن اقترح عليهم أن ينظموا أنفسهم من الآن ويحددوا موعدا زمنيا سواء 5 سنوات أو 10 سنوات وينزلو إلى الشارع تحت شعار «الشعب العربى يريد إسقاط الحدود»، وهذه هى الخطوة الثانية التى أطالب الشباب بها، وأطالب بذلك لأن هذه الحدود وضعتها الدول الاستعمارية ومعنى هذا أن حكامنا حراس لحدود الاستعمار، فهل ترضى لنفسك أن يكون حاكمك أو حكومتك حارسا لحدود الاستعمار، والذى طالب به عاكف هو الذى طالب به محمد عبده وجمال الدين الأفغانى وحسن البنا ولكن فى حالة عاكف لم تكن البيئة مناسبة وكذلك الوقت لم يكن مناسبا فعاكف أسئ فهمه عمدا.

وأريد أن أقول لكم شيئا مهما وهو أنه بسبب عدم وجود تنظيم دولى قوى للإخوان يسمع له ويطاع، تحالف إخوان سوريا مع عبدالحليم خدام، وإخوان العراق خالفوا التوجه العام للجماعة، والتنظيم الدولى يجب الآن أن ينتقل من دائرة الحلم إلى دائرة الواقع.

وأود هنا أن أذكر أن الإخوان ليس ضمن منهجهم ضرورة الوصول للسلطة ولكن إن وجدوا الحكم الراشد سيكونون جنودا له.

هناك حالة تخوف من الصعود السياسى للإسلاميين.. خاصة بعد التصريحات التى نسبت لبعضهم والتحركات المرتبكة للبعض الآخر؟
- نظرة الخوف هذه قد تكون محقة بالنسبة بعض الآراء التى تحمل نوعا من التشدد والتطرف، ولكنى أيضا أقول لماذا لا يقلق أحد فى أوروبا، على سبيل المثال عندما يأتى إلى الحكم الحزب المسيحى فى ألمانيا، فالبعض لدينا كثيرا ما يبالغ فى الأمور، وأنا أعلم أن مصر فيها تكفيريون وفيها متشددون وفيها متنطعون، ولكن ما أجمل الإسلام، فالإسلام لا ينتظم إلا عندما يكون وسطيا فلو وقفت على الطرف ستختل المعادلة، وكلما اقتربنا من الأطراف وكان هناك تطرف فالجميع سيشعر بالخوف وأولهم أنا وليس فقط النصارى ولا العلمانيون.

وأود أن أذكر أنه يوم 10 فبراير كتب كاتب أمريكى اسمه جيمس تروب مقالا فى «الفورين بولسى» بعنوان: «لا تخافوا من الإخوان المسلمين» هذا هو جيمس تروب الكاتب الأمريكى غير المسلم والذى قال إنه سأل حسام بدراوى آخر أمين عام للحزب الوطنى المنحل عن الإخوان فقال له بدراوى «عودة الإخوان كعودة الحزب النازى فى ألمانيا»، فمن الذى يجب عليه أن يخاف، الذى يؤمن بالحرية بمفهومها الواسع أم الذى يعتبر أن الإخوان المسلمين نازيين مثل هتلر.

وكيف تفسر تحركات بعض السلفيين؟
- مثل هذه التصرفات التى قام بها بعض السلفيين لا تليق بالإسلاميين، وهنا أيضا أريد أن أوضح أن السلفيين فى مصر ليسوا مجموعة واحدة فهم مدارس ولا ينبغى أن يكون هناك حكم يعمم على كل السلفيين، وأقول للسلفيين إن مرجعا من مراجعهم ومرجعنا أيضا فى الإخوان وهو الإمام ابن تيمية توقف عند شرح حديث نبوى شريف نصه «أن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه يحتسب فى صنعته الخير والرامى به والممد له»، وانظر هنا إلى جمال تفسير ابن تيمية حول الصانع يحتسب فى صنعته الخير فهذا هو حال الأمة الإسلامية لا تفعل مثل ما فعل المجرم بوش مثلا ولا تحتل دولة أخرى ولا تدمر وإنما الصانع فى الإسلام خير للبشرية كلها، وأقول هنا لإخواننا السلفيين لماذا التركيز على الشكل فقط فى اللحية والسواك والجلباب القصير، فهناك الكثير مما يحتاجه المجتمع الإسلامى على رأسه الصناعات الحربية وسيلة الجهاد وعدته كما يقول ابن تيمية.

وهناك كتاب اسمه «منهاج السنة النبوية فى نقض كلام الشيعة والقدرية» وهذا الكتاب مجلد من أربعة أجزاء، وفى المقدمة التى حققها الأستاذ الدكتور محمد رشاد صالح أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة فى جامعة الإمام محمد بن سعود فى الرياض، وهو رجل سلفى عظيم وفى صفحة 94 يقول «إنه وقد ظهرت فى هذه الأيام حركات تدعو إلى التقارب بين السنة والشيعة ونشر مثل هذه الكتب ــ يقصد كتاب ابن تيمية ــ يعوق مثل هذه الحركات، فابن تيمية تحدث عن ابن العلقمى، ولكن ماذا سيكون موقف ابن تيمية لو موجود فى هذا الزمان ووجد أحمدى نجاد فى موقفه ضد إسرائيل، ووجد حكام عرب يحمون السفارات الإسرائيلية ويصافحون رموز الكيان الصهيونى.

بحكم علاقتك بالملف الأفغانى والقاعدة ولقائك بكثير من الأفغان العرب فما هى معلوماتك عن سيف العدل الذى تولى خلافة بن لادن؟
- على ذكر أفغانستان دعنا نترحم على الشهداء حيث إن الأفغان دافعوا عن شرف الأمة فهم استطاعوا أن يهزموا الاتحاد السوفييتى وتحررت بفضل ذلك جمهوريات آسيا الوسطى وكلها من المسلمين ودول أوروبا الشرقية، ولو أن الأفغان كانوا قد اشترطوا على الأمريكان دفع 200 بليون دولار مقابل هزيمة الاتحاد السوفييتى لدفع الأمريكان، ثانيا دعنى أترحم على صديق من الجماعة الإسلامية وكان نائبا للشيخ عمر عبدالرحمن هو طلعت فؤاد قاسم الشهير بأبوطلال، والذى تسبب فى خطفه وقتله عمر سليمان، كذلك أترحم على الشيخ أسامة بن لادن، فكان عظيما فى المرحلة الأولى من الجهاد. ففى الوقت الذى كان فيه مئات الآلاف يحلمون بالعمل فى السعودية، ترك هذا الشاب السعودى بلاده والحياة المرفهة وذهب ليعيش فى جبال أفغانستان وهذه المقارنة يجب أن تظل فى أذهان الشباب فهو شهيد، وأقول لكم إن القاعدة لن تختار الظواهرى خليفة لـ«بن لادن» لأن هناك اختلافا فى الأجيال، فهناك الآن شباب فى أماكن مختلفة كما أن الظواهرى بينه وبين هؤلاء الشباب خلافات فكرية كثيرة، وأظنهم سيجتمعون حول قيادة جديدة ولكن سرعان ما سينتهى هذا التنظيم وستتفكك قيادته لعدم وجود رمز يشغل مكان بن لادن، ولكن مادام هناك احتلال أمريكى لأراض إسلامية سيتسبب ذلك فى ظهور رجال مثل رجال القاعدة وهذه حتمية تاريخية، وعار على الأمة الإسلامية إن لم تعمل كل ما تستطيع من تضحية وجهاد وعمل عسكرى لإخراج الاحتلال، وعار على الأمة أن تقبل أن تتهم بالإرهاب وأكبر إرهابى هو من يتهمها بالإرهاب.

المصدر جريدة الشروق

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق