بلال فضل .. إشارات وتنبيهات

إشارات وتنبيهات
بلال فضل
Wed, 01/06/2011 - 08:05

■ قال لى: هل قرأت ما أعلنه محامى الرئيس المخلوع فريد الديب الذى قال إن موكله لا يمتلك سوى مليون دولار أول عن آخر، فى حين يمتلك ابناه ورجاله مليارات الجنيهات التى كسبوها خلال فترة حكمه بفضل اقترابهم منه؟ قلت له: إذن علينا أن نحاكم مبارك بتهمة الفشل فى كل شىء، حتى فى تكوين الثروة.
■ سألنى موظف فى المجلس القومى للشباب خلال إحدى الندوات عن سر عدم تغيير الدكتور صفى الدين خربوش حتى الآن واستمراره فى منصبه كرئيس للمجلس الذى فشل فى أن يكون مجلساً وأن يكون قومياً وأن يكون للشباب، قال لى: هل يُعقل أن يكون خربوش أقوى من مبارك نفسه؟! قلت له: هناك تفسيران لا ثالث لهما: الأول أن يكون المجلس العسكرى لا يعرف أصلاً أن هناك مجلساً قومياً للشباب ولا أن هناك دكتوراً صفياً للدين خربوشاً، والثانى أن يكون الدكتور خربوش قد لجأ إلى أحد مشايخ الطرق الصوفية الذى قام بعمل حجاب إخفاء له ونصحه بأن يقرأ كل يوم عدية ياسين مع تكرار الآية الكريمة التى تقول «وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون»، وهى الآية التى سمعت ذات مرة شيخاً يوصى المصلين بأن يقرأوها إذا عدوا على لجنة أو كمين. أما وقد ذهب قبل يومين عدد من الكشافة المنتمين إلى هيئات المجلس وتظاهروا أمام مجلس الوزراء اعتراضاً على بقاء خربوش وأدوا حركات بهلوانية لكى يلفتوا الأنظار إلى وجود الدكتور خربوش على ظهر البسيطة فإن ذلك يبطل التفسير الأول، ولا يبقى سوى أن يذهب هؤلاء الشباب وغيرهم إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية لإبطال مفعول حجاب الإخفاء وفك العمل الذى يخفى المجلس القومى للشباب عن أعين المجلس العسكرى، فيظهر الدكتور خربوش ويبان ويأتى للمجلس القومى رئيس يقوم به من وحلته القوية.
■ قرأت فى صحيفة الشروق مقالاً عجيباً لأستاذنا الكبير فهمى هويدى عن جمعة الغضب الثانية، قال فيه إنه يصدق فقط التقرير الذى نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية، الذى قال إن من تواجدوا فى ميدان التحرير هم فقط ثلاثة آلاف شخص، وهو ما وجده الأستاذ فهمى بعد أن سأل مجموعة شهود لم يسمهم لكنهم أكدوا له صحة ما قالته «الحياة»، على عكس ما نشرته الأبواق الإعلامية المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس مخصصاً بالذكر قناة «أون تى فى» وهذه الصحيفة، مع أن ساويرس نفسه، كما يعلم الجميع، أعلن رفضه للمظاهرة وعدم اشتراكه فيها على خلاف موقف حزبه. قرأت المقال ثلاث مرات لكى أتأكد أن أستاذاً كبيراً مثل فهمى هويدى كتب فعلاً هذا الكلام الذى يتهم فيه المختلفين معه بالتدليس الإعلامى طبقاً لعنوان مقاله، كنت أفهم أن يرد تعميم مخجل مثل هذا من كاتب شاب منفلت الأعصاب مثلى أو مثل من هم فى سنى، لذلك يؤسفنى أن يرد على لسان أستاذ كبير تعودنا منه أن يختلف مع معارضيه باحترام، بدلا من أن يوجه لهم اتهامات تليق بأصحاب التعليقات المجهلة على شبكة الإنترنت، الذين يفترضون أن أى صاحب رأى مخالف لا محالة يفعل ذلك لأنه قابض من فلان أو علان، وهل يصح أن يتهم أحد صحيفة الشروق التى يكتب فيها الأستاذ فهمى بالقبض هى الأخرى، لأنها قالت إن عشرات الآلاف شاركوا فى مظاهرة التحرير، وكتب الأستاذ وائل قنديل فيها سلسلة مقالات رائعة فى دعم المظاهرات، ومع ذلك اختار الأستاذ فهمى ألا يصدق الصحيفة التى يكتب فيها، داعيا القراء أن يصدقوا الحياة اللندنية التى لا تنطق عن الهوى.
كنت أتمنى أن يشاهد الأستاذ فهمى التغطية التى بثتها قناة التحرير مباشرة على الهواء لمظاهرات الجمعة التى لو أعمل نظره فى صور مشاركيها لوجد أنهم لا يمكن أن يقلوا عن ربع مليون مشارك فى ذروة امتلاء الميدان الذى يعلم الأستاذ فهمى أنه فى كل لحظة يغادره أناس وينضم إليه آخرون، كان يمكن أن يشاهد ذلك أيضاً فى قناة «بى بى. سى عربية»، التى يشارك الأستاذ فهمى فى برامجها كثيراً والتى أذاعت تقارير عن المظاهرة وصفت المتظاهرين بمئات الآلاف، فضلاً عن مشاهدته صور المظاهرات الحاشدة التى قامت فى الإسكندرية والتى شارك فيها ما يقارب من نصف المليون متظاهر وتناقلها العديد من وكالات الأنباء والمحطات التليفزيونية، إلا إذا كان الأستاذ فهمى سيتهم كل هذه القنوات بعمل جرافيك مخصوص يقوم بمضاعفة أعداد المتظاهرين من ثلاثة آلاف إلى عشرات الآلاف.
كنت أتمنى أن يأتى الأستاذ فهمى إلى التحرير مثلما يسافر فى كل بقاع الأرض ليعرف المعلومة بنفسه، وليناقش الذين يطلبون تعديل الدستور أولاً، وكان سيكتشف أن عددهم فى الميدان كان أكثر بكثير من الذين طالبوا بمجلس رئاسى مدنى، وكان سيجد لديهم وجهة نظر تستحق المناقشة لا الاتهام، ولا يجوز الرد عليها باستسهال الإشارة إلى نتائج الاستفتاء الذى لم يطالب أغلبية المشاركين بالقفز عليه فور إعلان نتائجه، ولم تخرج مظاهرة واحدة ضده، فقط بدأت الاعتراضات بعد أن قام المجلس العسكرى بعمل إعلان دستورى به مواد لم يستفت الناس عليها لكنه يحكمهم بها، فضلا عن إصداره قانون الأحزاب السياسية بناء على مشاركة مجتمعية محدودة يراها المجلس وحده واسعة، وهو ما جعل الناس يغضبون ويعترضون ويعلنون تخوفهم من الطريق الذى تسير فيه البلاد، ولو ناقشهم الأستاذ فهمى لأدرك أن كثيرا منهم لا يرغب فى تأجيل الانتخابات خوفا منها أو رغبة فى إقصاء تيار سياسى معين، بل خوفا من أن تأتى أغلبية لا تفرق بين حكم الأغلبية وتحكم الأغلبية فتبطش بحريات الناس باسم الدين أو باسم أن هذا هو رأى الأغلبية.
 لو جاء الأستاذ فهمى إلى الميدان واستمع إلى الناس لوجد أن الغالبية العظمى من الآلاف الغاضبة يمكن أن تهدأ وتثق إذا وجدت من يتحاور معها حواراً حقيقياً ويعدها بمحاكمة رموز النظام الفاسد بتهم الفساد السياسى الموجودة بالفعل فى القوانين الحالية، ويفتح معها أبواب حوار جاد حول صياغة إعلان مبادئ يكون حاكما للدستور وينظم قواعد الدولة المصرية الجديدة أيا كان من سيحكمها بعد انتخابات نزيهة هنيئا لمن سيكسبها.
الأستاذ فهمى هويدى يعلم مكانته عندى ويعلم أننى طالبت مرارا وتكرارا باحترام نتائج الاستفتاء ومواصلة الحوار مع كل فئات المجتمع والنزول إلى الشارع بعيدا عن معاقل النخبة، ولذلك ليسمح لى بأن أسأله: هل من الحكمة الإشارة دائما وأبدا إلى نتائج الاستفتاء بوصفها معبرة عن ابتعاد النخبة عن الجماهير، كأن الجماهير متفقة على كل مطالب الثورة، أظن أن الأستاذ فهمى يعلم أن عددا مؤثرا من النخبة الثائرة قال «نعم» فى الاستفتاء طلبا للديمقراطية وإنقاذا للبلاد من مخاطر الفترة الانتقالية، وأظنه يعلم أنه لو كان قد تم عمل استفتاء حر ونزيه على بقاء مبارك حتى إنهاء فترته الرئاسية أو على العفو عنه أو على ترشيح عمر سليمان رئيسا للبلاد بدلاً منه، فما الذى كانت ستختاره الغالبية؟ وهل كان ذلك سيكون مبرراً لقمع الثائرين على اختيارها؟ هل أنا يا أستاذ فهمى الذى سأذكرك بطبيعة الثورات التى تقوم من أجل التطهير لا الإصلاح، هل أنا الذى سأذكرك بأننا نحتاج الآن إلى المشاركة لا إلى المغالبة، وأننا نحتاج إلى التوافق والحوار بدلاً من التنابز بالأرقام، هل أنا الذى سأذكرك بأن تعيد قراءة مقالك «ثلاثة أسباب للغضب» الذى نشرته فى اليوم السابق لجمعة الغضب وظنه الكثيرون من قرائك دعوة للمشاركة فى الجمعة، وعلى حد علمى أن عدد قرائك أكثر بكثير من ثلاثة آلاف.
■ أخيراً يستطيع القراء الكرام داخل وخارج مصر والذين عرضوا قبل أكثر من شهر رغبتهم فى مساعدة مصابى وأسر شهداء الثورة أن يتواصلوا مع مؤسسة أصدقاء ضحايا التحرير التى أنشأها الدكتور محمد أبوالغار.. يمكن لمن يرغب الاتصال بالمؤسسة على تليفونات أرضية أرقام: 0223619052 ــ 0223619053، أو موبايلات أرقام: 01517656744 ــ 01517656745، أو على البريد الإلكترونى: info@tahrirfriends.com، أو زيارة موقع الجمعية الآتى: www. tahrirfriends.com، أو صفحة المؤسسة على الـ«فيس بوك» باسم: مؤسسة أصدقاء ضحايا التحرير. للتبرع يمكن الإيداع فى الحسابات الآتية: للجنيه المصرى: 2590001554 ــ الدولار الأمريكى: 2590300527 ــ اليورو: 2590800153  ــ الجنيه الإسترلينى: 2590660003،  بالبنك التجارى الدولى، فرع نادى الصيد. سويفت كود: cibeegcx025.
belalfadl@hotmail.com

المصدر جريدة المصرى اليوم

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق