Tue, 07/06/2011 - 08:00
الليالى حبالى يلدن كل عجيب دون أن يذهبن إلى طبيب.. ومن العجيب أن البلد امتلأ هذه الأيام بمعامل التحليل (الطبى وليس الاستراتيجى)، وأصبحت كل عمارة فيها مكتب محام ومكتب تصدير ومعمل تحليل وأسانسير عاطل، رغم أنه لا يتبع القوى العاملة..
ومعمل التحليل يكتب النتيجة كما تقول «العينة» وأحياناً كما يريد الزبون، ويومياً أمر على كلية الطب بالأزاريطة، لذلك تجمع عندى معلومات تسمح لى أن أفتح عيادة لـ«أجمع» الأضاحى لسكان الصومال، و«ألم» التبرعات لسكان أفغانستان، و«أرفع» الفيزا لسكان مصر، تعبيراً عن التكافل معهم، ثم أُضرب عن العمل من أجل تحسين وضعى «عندهم حق»، وليس من أجل تحسين أوضاع المستشفيات «ما عندهمش حق».. فالمستشفيات العامة الداخل فيها «مفقود» والمستشفيات الخاصة الخارج منها «بلبوص»..
فهل يرضى الصغار أن نرفع الحد الأدنى «للأجور»، ويرضى الكبار أن نخفض الحد الأقصى «للفيزا»، لأن المريض تحول إلى ساندوتش بين إهمال الصغير له لضعف الأجر، واستغلال الكبير له لارتفاع الفيزا.. إنهم على أى حال ملائكة الرحمة فلم نسمع يوماً عن طبيب قتل مريضاً مادام مستمراً فى دفع «الفيزا»، وكان الدكتور «إبراهيم ناجى» يعطى المريض الدواء من عنده ولا يتقاضى أجراً ولا يكتب «روشتة» اكتفاء بكتابة الشعر الذى كان يقول فيه (يا حبيبى كل شىء بقضاء)..
فالطبيب لا يحتفظ فى ثلاجته إلا بعينات الأدوية التى لم تنته صلاحيتها، لكن التاريخ لا يحفظ فى ثلاجته إلا قصص الحب التى انتهت صلاحيتها. مع إصلاح أحوال الأطباء أصلحوا أحوال العلاج، ومع إصلاح أحوال المدرسين أصلحوا أحوال التعليم.. وقديماً كشف أحد الأطباء على «جورج برناردو شو» وطلب منه مائة جنيه إسترلينى، وقال لشو: (أنا أحب المغامرات مثلك وكنت أتمنى أن أصبح قرصاناً)، فقال له شو وهو يناوله النقود: (أعتقد أن الله قد استجاب لك وحقق أمنيتك).
galal_amer@hotmail.com
المصدر جريدة المصرى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق