عاكف: لن نترشح للرئاسة الآن خوفا على مصر.. لأن أميركا والغرب والعلمانيين ضدنا

أول مرشد سابق لجماعة الإخوان المسلمين لـ «الشرق الأوسط»: الله هو الذي أقام ثورة 25 يناير وأنهاها بهذه الصورة
كشف محمد مهدي عاكف، أول مرشد عام سابق في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، عن أن «الإخوان» شاركوا في مظاهرات يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي رغم أنهم أعلنوا عدم مشاركتهم، وقال: «هذا تكتيك، فـ(الإخوان) كانوا في الميدان، وكانوا موجودين على (فيس بوك) منذ يوم 25 يناير الماضي». وبرر إخفاء مشاركة «الإخوان» بالرغبة في تخفيف القبضة الأمنية.
وأضاف عاكف في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الجماعة ستقدم مرشحا رئاسيا «عندما تصل الأمة إلى مرحلة النهوض»، وأرجع عدم خوض «الإخوان» للانتخابات الرئاسية المقبلة إلى قوله إن «الترشح ضد مصلحة مصر، فأميركا والغرب ضد (الإخوان) وفي الداخل العلمانيون ضد (الإخوان)، ومصر تحتاج إلى تضافر الجهود، والآن سنعمل ونجتهد من أجل مصر، لتقف في المكان الملائم لها، وبعد ذلك نفكر في الترشح للرئاسة».
كما كشف عاكف عن أول محاولة للجماعة لتأسيس حزب سياسي عام 1996 وقال «حاولنا جس نبض الحكومة بالإعلان عن تشكيل حزب (الوسط)، فماذا كان مصيره؟!»، وهو الحزب الذي انشق مؤسسوه عن الجماعة في وقت لاحق ورفضت لجنة شؤون الأحزاب بمجلس الشورى المصري الموافقة عليه طوال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي تخلى عن السلطة تحت الضغط الشعبي في فبراير (شباط) الماضي.
وأعرب عاكف، في حواره مع «الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأن مصر تسير في الطريق الصحيح، رغم الصعوبات الموجودة بعد ثورة 25 يناير، وقال: «هذا حال الشعوب بعد الثورات، ولكن بإذن الله النتيجة واضحة بنهضة هذه الأمة».
واعتبر عاكف أنه ليس لأحد فضل في نجاح الثورة المصرية سوى الله، وقال «الله هو الذي أقامها وأنهاها بهذه الصورة، وأشعر بأن الله اطلع على حقيقة هذا الشعب وصبره وجهاده وإصراره على حماية الدين والوطن فنصره».
وقال إن أبرز أخطاء مبارك أنه تصرف حيال الأزمة بـ«غباء»، ووجه الشكر للقوات المسلحة على دورها في حماية الثورة، مشيدا بأداء المجلس العسكري قائلا «رغم هذا الكم الكبير من المشكلات الداخلية والخارجية، فإنه يمشي بخطوات ثابتة لتنفيذ ما وعد به، وهذا أمر يشكر عليه».
وتوقع المرشد العام السابق ألا يفوز الإخوان المسلمون في الانتخابات البرلمانية القادمة بأكثر من 30 في المائة رغم أنهم سينافسون على نسبة قد تصل إلى 50 في المائة، وقال: «الآن المنافسة حرة، كل من يرى في نفسه القدرة على تمثيل الشعب سيتقدم، ومن يرى الشعب فيه أنه أصلح سينجح، ومصر مليئة بأصحاب الخبرات، و(الإخوان) منهم».
وفيما يلي نص الحوار..
* كيف تقرأ المشهد على الساحة السياسية المصرية؟
- المشهد السياسي في مصر دقيق للغاية ويحتاج من كل مخلص من أهل هذا البلد إلى أن يتقي الله في بلده وأن يحقق الأجندة التي قامت من أجلها الثورة وطالبت بها في ميدان التحرير.. هذه الأجندة التي حققت القوات المسلحة مع المخلصين من أبناء هذا البلد معظم مطالبها، وهي مطالب ليست جديدة، فنحن طالما نادينا بها وجمعنا عليها أكثر من مليون توقيع، وأهم هذه المطالب حل مجلسي الشعب والشورى، والإفراج عن كل السجناء السياسيين، وتحجيم أمن الدولة أو إلغاؤه، وتشكيل حكومة ديمقراطية وطنية، ومحاكمة المفسدين. وأعتقد أن معظم هذه الطلبات تم تحقيقها ولكن على حساب المواطن، فالأمن في مصر اليوم يحتاج إلى مجهود كبير والاقتصاد يحتاج إلى نهضة كبيرة، ومن أجل هذا لا يجوز لأحد أن يتحدث في مصر إلا لحماية الأمن والنهوض بالاقتصاد، أما محاولات البعض الالتفاف على مبادئ الثورة فهي مرفوضة، لأن الثورة كما كانت حريصة على الإطاحة بالنظام الفاسد فهي حريصة على الحفاظ على مكتسباتها. ومن أجل هذا قامت لجنة تعديل الدستور وعدلت المواد الفاسدة فيه وأجري عليها استفتاء، وجاءت نتيجته واضحة، وقبل الاستفتاء قامت هذه الفئة التي لا عمل لها، والتي لم تغير أجندتها بعد الثورة ومهمتها الأولى محاربة هذا الدين العظيم والإخوان المسلمين، وبذلوا كل الجهد قبل الاستفتاء وصرفوا ملايين الجنيهات، وظهر أن وعي الشعب أعلى من وعي هؤلاء.
* ومن هؤلاء؟
- هم كل من لم يغير أجندته ويطالب بغير ما رأى الشعب في الاستفتاء، فالشعب صوت على إقامة انتخابات برلمانية ووضع دستور جديد ثم الانتخابات الرئاسية، ولكن هؤلاء لا يريدون الانتخابات، ويريدون وضع دستور جديد فورا، ودون أن يقدموا رؤية أو عملا يؤدي إلى ما نريد وهو الحفاظ على مؤسسات هذه الدولة وتحقيق الحق والعدل والعدالة الاجتماعية لهذه الأمة، وهو ما قال الشعب كلمته فيه، ونريد احترام الحريات والعدالة واحترام حقوق الإنسان وإقامة الأحزاب. وأود أن أوجه رسالة لمن يحاولون إعاقة هذه المسيرة بالقيل والقال، فبدلا من الحديث في كلام لا معنى له، عليهم أن يتحدثوا عن كيفية النهوض بالاقتصاد، وإعادة الأمن.
* انتقد كثيرون ترتيب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بينما وافق عليها «الإخوان»، كيف تقيم هذه الانتقادات؟
- من وجهة نظري، نحن نسير في الطريق الصحيح، نعم يوجد صعوبات، ولكن هذا حال الشعوب بعد الثورات ولكن بإذن الله النتيجة واضحة بنهضة هذه الأمة، على يد المخلصين من أبنائها الذين يسعون للحفاظ على مكتسبات الثورة، أنا متفائل، ومستبشر خيرا لأن هناك فئات من أبناء هذا الوطن لديهم من الجدية والنظرة الإيجابية ما يستحق التقدير وما يعين هذا البلد للنهوض إن شاء الله، والدليل أن الأمن بدأ يستعيد توازنه، والاقتصاد بدأ في تجاوز أزماته، الجادون من هذه الأمة يضاعفون جهدهم، ونحن على الطريق.
* وما هي الصعوبات التي تراها؟
- هذا الشعب فقير، وقاسى الأمرين خلال الفترات السابقة، لا بد أن نصبر عليه حتى يأخذ وضعه الطبيعي ويتكون لديه الوعي الكافي لحماية هذه الثورة، وإحداث التغيير المطلوب، وأنا غير متعجل.
* كانت فترة توليك منصب مرشد عام الإخوان المسلمين من الفترات التي شهدت تضييقا أمنيا شديدا من نظام مبارك، فهل توقعت قيام الثورة؟
- نعم توقعتها، ووجهت رسالة لـ(الرئيس السابق حسني) مبارك بعد انتخابات مجلس الشعب في عام 2010 قلت له «سيادة الرئيس، هذا الظلم والفساد والاستبداد الذي بلغ قمته في الانتخابات، يدفعني لدعوتك إلى جمع الحكماء والعقلاء من أبناء هذه الأمة لبحث كيف تخرج مصر من هذا المأزق، وإلا فانتظر ثورة الشعب.. ثورة الغضب التي ستطيح بك وبنظامك»، ولكن لم يصل إليّ رد، وفي بداية الثورة، وقبل التنحي، قلت له «عليك أن تستجيب لمطالب الثوار.. يمكن يرضى الشعب عنك»، ولكن لا حياة لمن تنادي.. وعادة ما كان الرد على هذه الرسائل مزيدا من المضايقات الأمنية والاعتقالات، وكنا نتوقع هذه الحملات في أي لحظة، يدخلون بيوتنا ومحلاتنا ويسرقونها ومع ذلك قلنا كلمة الحق رغم أنف النظام.
* في رأيك، ما هو العنصر الحاسم في نجاح ثورة 25 يناير؟
- الله وحده هو الذي نصر هذه الثورة، وليس لأحد فضل في نجاحها سوى الله، وهو الذي أقامها وأنهاها بهذه الصورة، وكأني أحس أن الله اطلع على حقيقة هذا الشعب وصبره وجهاده وإصراره على حماية الدين والوطن فحماه، فالله هو الأصل في حماية الثورة وتوجيهها، لذلك أنا متفائل لأن الله معنا ونحن لا نبغي لهذه الأمة سوى الخير ونضاعف الجهد في كل المجالات لتحقيق هذا الهدف.
* ما هي أخطاء الرئيس السابق في إدارة الأزمة منذ بدايتها حتى تنحيه؟
- أبرز أخطائه أنه تصرف بغباء. وأنا أشكر القوات المسلحة من أعماق قلبي لأنها أثبتت فعلا أنها درع هذه الأمة من أول يوم للثورة، وأنا راض عن أداء المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم)، فهو رغم هذا الكم الكبير من المشكلات الداخلية والخارجية فإنه يمشي بخطوات ثابتة لتنفيذ ما وعد به، وهذا أمر يشكر عليه.
* رغم أن الإخوان المسلمين كانوا على رأس معارضي مبارك فإن موقف الجماعة الرافض للمشاركة في مظاهرات يوم 25 يناير تسبب في الكثير من الانتقادات لها، هل ترى أن هذا القرار كان صائبا؟
- من قال إننا لم نشارك، كنا موجودين في الميدان، ولكن لا نستطيع أن نعلن ذلك، وهذا تكتيك، فـ«الإخوان» كانوا في الميدان، وكانوا موجودين على «فيس بوك» منذ يوم 25 يناير الماضي.
* ولماذا لم تعلنوا عن وجودكم؟
- لأن الجماعة لو أعلنت أنها موجودة فستتركز قوى الأمن ضدها وضد من يقف معها، وحرصنا على إخفاء وجودنا لأننا عندما نغيب عن المظاهرات تصبح قبضة الأمن أخف كثيرا، وللأسف أعداء «الإخوان» من العلمانيين لا يكفون عن الهجوم علينا مستغلين أي فرصة.
* لعل من أبرز نتائج الثورة بالنسبة إلى «الإخوان» تأسيس حزب سياسي للجماعة في أول خطوة من نوعها منذ إنشاء الجماعة عام 1928، كيف ترى هذه الخطوة؟
- في عز سلطة مبارك قلت إن «الإخوان» يستمدون شعبيتهم من الشارع وليس من مبارك أو من لجنة الأحزاب، وبعد زوال نظام مبارك عدنا إلى حقيقتنا، فنحن من أبناء هذا الشعب وفصيل مهم فيه، وقرار إنشاء حزب الجماعة ليس جديدا فهو صادر عن مجلس الشورى العام للجماعة عام 1984، وترك المجلس لمكتب الإرشاد حرية اختيار التوقيت المناسب لتأسيسه، وفي عهد مبارك كان من المستحيل أن توافق لجنة الأحزاب على تشكيل حزب سياسي للإخوان المسلمين، وعندما حاولنا عام 1996 جس نبض الحكومة بالإعلان عن تشكيل حزب «الوسط»، فماذا كان مصيره؟! وحتى بعد انفصاله عن الجماعة، ظل حزب «الوسط» يصارع منذ عام 1996 وحتى عام 2011 ليرى النور، ولم ينجح في ذلك إلا بعد سقوط نظام مبارك. وعندما وجدنا أن الجو يسمح بإنشاء حزب سياسي، قمنا بذلك، وضعنا برنامجا للحزب ولائحته وأعلناها، وعقدنا اجتماعا للمؤسسين حضره أكثر من 8 آلاف شخص، ثم قدمنا الملف للجنة الأحزاب التي ذهلت من تنظيم ودقة الملف، فوافقت عليه ليصبح أول حزب سياسي يتم تأسيسه بعد الثورة.
* بم تفسر الهجوم على حزب الجماعة «الحرية والعدالة» رغم أنه لم يمض على تأسيسه سوى أيام؟
- هذه أجندة مشروخة من قبل الثورة واستمرت بعدها، وهدف أصحابها هو مهاجمة «الإخوان» باستمرار وهي حملة لها أهداف أخرى، الإخوان المسلمون موجودون وبرنامجهم معلن ومكاتبهم الإدارية مفتوحة ودارهم (المقر الرئيسي) معروفة، مرحبا بكل إنسان يأتي إلينا.
* هل سيخلق إنشاء الحزب تضاربا في آلية العمل بينه وبين الجماعة؟
- لا، لأن الجماعة هي هيئة إسلامية جامعة راسخة لها أقدامها ولها سياستها ولها منهجها، ومشروعها الحضاري في المجالات المختلفة السياسية والعلمية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية، أما الحزب فنشاطه سياسي فقط، ينافس الأحزاب الأخرى في الانتخابات فقط.
* بروز دور «الإخوان» في الشارع المصري بعد الثورة أدى إلى ترديد البعض أنكم لو وصلتم إلى الحكم فستكونون مثل حركة طالبان، ما رأيك في هذا الاتهام؟
- أنا لا أرد على آراء مثل هذه، آراء الفاشلين، نحن جماعة عريقة ومبادئها مكتوبة وتاريخها يشهد بعظمتها، هؤلاء ليس في ألسنتهم غير كلام مكرر، لا نرد عليهم ولا قيمة لهم.
* ولكن هذا الهجوم ربما كان مبررا في عهد مبارك، ولكن بعد سقوط نظامه، من المسؤول عن مثل هذه الاتهامات، من وجهة نظرك؟
- من قاله، وهم أصحاب الأجندات المشروخة.
* حصلت الجماعة على 20 في المائة من مقاعد مجلس الشعب في ظل نظام مبارك، وكانت أكبر نسبة معارضة في تاريخ البرلمان، في اعتقادك ما هي نسبة فوز «الإخوان» في الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر سبتمبر (أيلول) القادم؟
- لن نفوز بأكثر من 30 في المائة في الانتخابات القادمة، رغم أننا قد ننافس على نسبة 40 أو 50 في المائة، ولكن الآن المنافسة حرة، كل من يرى في نفسه القدرة على تمثيل الشعب سيتقدم، ومن يرى الشعب فيه أنه أصلح سينجح، ومصر مليئة بأصحاب الخبرات، و«الإخوان» منهم.
* لك تجربة فريدة في رئاسة الجماعة، فأنت أول مرشد عام سابق منذ تأسيسها، لماذا كنت مصرا على ترك منصبك وعدم التجديد لفترة ثانية؟
- إنها مسألة مبدأ بالنسبة إليّ منذ أن كنت شابا، أحب أن أفوض وأستعين بالناس من حولي، وفي عام 1994 في اجتماع مجلس الشورى العالمي في نورنبرغ طالبت بأن يكون انتخاب المرشد العام لست سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، وعندما توفي المرشد الأسبق محمد مأمون الهضيبي عام 2004 واجتمع «الإخوان» لاختيار من يخلفه قلت لهم أرجو ألا ترشحوا مرشدا يتجاوز عمره 70 عاما. وذهبوا وأجروا الانتخابات وعادوا ليخبروني بأني فزت بمنصب المرشد العام، فقلت لهم أنا لا أسعى لأن أكون مرشدا لأن عمري، وقتها، 76 عاما، ولكن ما دام المجلس اختارني فسمعا وطاعة، على أن أتقاعد عندما أبلغ الثمانين، وعندما وصلت إلى سن الثمانين، ضغطوا علي للبقاء حتى انتهاء الست سنوات، فوافقت على أن أترك المنصب في يناير 2010، وقبل هذا التاريخ اشتد الهجوم على الجماعة في وسائل الإعلام وصوروا الأمر على أن الجماعة ستتفكك إلى شيع وأحزاب بعد أن أتركها، وللأسف الشديد كان كبار قيادات «الإخوان» لهم نفس الرأي، إلا أنني أصررت على عدم التجديد لفترة ثانية، وأردت الاطمئنان على النظام داخل الجماعة، وطلبت من مجلس الشورى انتخاب مكتب إرشاد جديد، وبالفعل أجرينا الانتخابات وطلبت من كل عضو بمجلس الشورى انتخاب أعضاء مكتب الإرشاد وترشيح خمسة لمنصب المرشد، وعندما اطلعت على تشكيل المكتب قلت الحمد لله.. إن اختيار «الإخوان» ووعيهم راق، وبمجرد إعلان مكتب الإرشاد صمتت الصحف وخف الهجوم. أما عن الأسماء الخمسة المرشحة لمنصب المرشد، فكانت: الدكتور محمود عزت، والدكتور محمد بديع، والدكتور محمد حبيب، والدكتور رشاد بيومي، والأستاذ جمعة أمين.. الدكتور عزت اعتذر عن عدم الترشح، والدكتور حبيب استقال، واللائحة تقول إن مكتب الإرشاد يتوافق على اسم المرشد لكن أنا قلت لا.. وأحلت الأمر إلى مجلس الشورى، لأن رأي 100 شخص أفضل من رأي 15 شخصا، وهذا من صلاحيتي كمرشد عام، وأظهرت النتيجة فوز الدكتور بديع بالمنصب، وظلت النتيجة في جيبي عشرة أيام، انتظارا لعرض الأمر على مجلس الشورى العالمي، الذي وافق هو الآخر على اختيار الدكتور بديع، فأعلنت اختيار الجماعة في مؤتمر صحافي مشهود. وبعد إعلان النتيجة طلبت من «الإخوان» إجازة لمدة ستة أشهر لا علاقة لي فيها بشؤون الجماعة، وقد كان.. وبعد ذلك عدت للجماعة أقدم المشورة لمن يطلبها.
* ولكن ترافق أيضا مع ما رويته وجود خلافات داخل مكتب الإرشاد بسبب بعض الأسماء المرشحة لمكتب الإرشاد مثل الدكتور عصام العريان، وسعى البعض لمنصب المرشد، ما حقيقة الأمر؟
- كل هذه أوهام صحافية لا حقيقة لها.. هل معنى أنه عندما يكون لي رأي كمرشد مخالف لرأي أعضاء مكتب الإرشاد أنه يوجد خلاف؟! إذن فما معنى كلمة الشورى؟! نحن نتشاور للوصول إلى أفضل رأي.
* إذا لم تكن هناك خلافات، فلماذا استقال الدكتور محمد حبيب النائب السابق للمرشد وابتعد عن الجماعة؟
- الدكتور حبيب شخص أحبه وأحترمه، ولكنه كان يظن أنني عندما أترك منصبي فسيأتي هو مرشدا للجماعة باعتباره نائبا أول، فقلت له لا، لأني أنا الذي عينتك وعندما أذهب فستذهب معي، فلم يعجبه أن نجري انتخابات لمكتب الإرشاد أو للمرشد، وهو حر في رأيه.
* وما سبب الخلاف مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي خرج من مكتب الإرشاد في نفس الانتخابات؟
- الدكتور أبو الفتوح كان معنا حتى آخر وقت، وهو عضو في مجلس شورى الجماعة حتى اليوم، وكونه يتجه لترشيح نفسه للرئاسة بالمخالفة لقرار الجماعة، فهذا يخصه، وهناك مبدأ عام في الجماعة، هو أن الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة لها مشروعها ومنهجها وتنظيمها.. مرشد عام ومكتب إرشاد ومجلس شورى ومكاتب إدارية، كل هذه المؤسسات تدار بالشورى، ومن أراد أن يخدم هذا الدين وهذا الوطن تحت هذه المظلة فمرحبا به، ومن أراد أن يخدم هذا الدين وهذا الوطن خارج هذه المظلة فمرحبا به أيضا وليس له عندنا إلا الدعاء.
* منذ الأزمة التي رافقت رفضك للتجديد لمنصب المرشد، يتردد بين الوقت والآخر حديث عن انشقاق شباب الجماعة عن قادتها، وعاد هذا الحديث بقوة مؤخرا على خلفية المشاركة في مظاهرات ميدان التحرير، ما رأيك في هذا الأمر؟
- لا يوجد عندنا شباب في الجماعة، ولا أعترف بهذه التقسيمات، والجماعة لا يوجد بها قسم للشباب، ولكن هناك قسم للطلبة، الذين ما إن يتخرجون وينهون دراستهم حتى يصبح اسمهم «إخوان»، وهذا تقسيم «الإخوان» الدائم، كل «الإخوان» شباب، في عام 1954 على سبيل المثال، كان كل أعضاء مكتب الإرشاد دون الأربعين عاما.
* المسيحيون والمرأة ملفان يسببان الكثير من الهجوم على الجماعة، كيف سيتم التعامل معهما خلال الفترة المقبلة؟
- إنها ادعاءات أصحاب الأجندات المشروخة الذين لن يرضوا عن الجماعة مهما فعلت، لا يوجد أي مشكلات مع المسيحيين والمرأة، ولن يخف الهجوم حتى بعد تعيين الدكتور رفيق حبيب (مسيحي) نائبا لرئيس حزب الجماعة.
* الجماعة أعلنت أنها لن تخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم شعبيتها الكبيرة في الشارع حاليا، وهددت أي عضو بها ينوي الترشح بالفصل.. متى نرى مرشحا «إخوانيا» للرئاسة؟
- عندما تصل الأمة إلى مرحلة النهوض.. جيش قوي واقتصاد قوي وشعب حي، من الممكن في هذا الوقت أن يضطرنا الشعب إلى الترشح للرئاسة. كان ممكنا أن نترشح الآن، ولكننا رفضنا من أجل مصر، لأن هذا ضد مصلحة مصر، فأميركا والغرب ضد «الإخوان»، وفي الداخل العلمانيون ضد «الإخوان»، كما أن مصر تحتاج إلى تضافر الجهود، والآن سنعمل ونجتهد من أجل مصر، لتقف في المكان الملائم لها، وبعد ذلك نفكر في الترشح للرئاسة.
* أثار ظهور السلفيين على الساحة السياسية المصرية العديد من ردود الفعل، كيف ترى هذا الظهور؟
- مرحبا بكل القوى الفاعلة على الساحة السياسية، وأتمنى أن أرى كل الإسلاميين مجتمعين على قلب رجل واحد، متفاهمين فيما بينهم ليتقدموا لنهضة هذا الوطن مجتمعين.
* ما دورك الحالي كمرشد سابق للجماعة؟
- أنا جندي عادي في صفوف «الإخوان»، وما زلت عضوا في مجلس الشورى العام، وأقدم المشورة لمن يطلبها، وآتي إلى مقر الجماعة عندما تكون لدي ارتباطات أو مواعيد، وأقدم لهم الرأي عندما يطلبونه، ولكن القرار في النهاية لهم، وعندما يكلفونني بمهمة أقوم بها، ولا أجد غضاضة في ذلك.
* ضع سؤالا وأجب عنه! - لا يوجد لدي أسئلة، ولكني أدعو الشعب المصري للعمل والاجتماع على قلب رجل واحد لخدمة هذا الوطن والنهوض به.

المصدر جريدة الشرق الأوسط

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق