الجامعة العربية ومهام المرحلة: وجهة نظر أخرى
حسن نافعة
Thu, 14/07/2011 - 08:00
«...أتابع بانتظام مقالاتك باعتبارها فى نظرى تتسم بالشفافية والالتزام، وفى خضم زخم الأحداث وحداثة جزء مهم من المشهد السياسى، عادة ما أستعين بملاحظاتك لفهم أفضل لبعض الأحداث المستعصية وهى كثيرة.
أثارنى بعض ما جاء فى مقالك (الربيع العربى ومستقبل الجامعة العربية) الثلاثاء 5/7/2011، وباعتبارى أحد موظفى الجامعة العربية، كان لابد هذه المرة أن أفاتحك ببعض الملاحظات:
أشاطرك تماماً القول إن د. العربى قد تسلم الجامعة وهى فى الإنعاش، وإن كان ذلك يعود لأسباب عدة، منها تداعيات الثورات والانتفاضات التى تشهدها البلاد العربية، كما أشاطرك التخوف من توظيفات للجامعة العربية كغطاء لتدخلات أجنبية، وأود أن أضيف كذلك، وقد لا تقل أهمية التوظيفات العربية للجامعة لإجهاض المدّ الديمقراطى فى المنطقة.
أما عن الأدوار الممكنة للجامعة العربية فى هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة، فأعتقد أنك حجمتها كثيراً باختصارها فى الجانب السياسى، واختصار الجانب السياسى فى القضية الفلسطينية رغم محوريتها.
إن أحد أبرز نواقص سياسة الجامعة العربية خلال الفترات السابقة - ولا تخص فترة عمرو موسى فقط - هو تركيزها على القضايا السياسية التى كانت فى غالبها مستعصية، وإهمال القضايا التنموية الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ذلك ما جعل مردود الجامعة محدوداً، وصداها لدى العامة سلبياً فى الغالب.
تشير تقارير التنمية الإنسانية وغيرها من الوثائق التنموية الجدية إلى أن كبار التحديات فى المنطقة هى التعليم والبحث العلمى والصحة وقضايا المشاركة. فالمجتمعات العربية تمر بطفرة هائلة فى حجم الشباب والسكان فى سن العمل. وما يطلق عليه انفتاح النافذة الديمغرافية، والتوظيف الأمثل لهذه الفرصة يستوجب بالأساس تركيز أولويات السياسات التنموية على توفير الصحة للجميع، مؤسسات وخدمات نوعية، وتعميم التعليم وتحسين وتحديث محتوياته ومناهجه. وإصلاح هذين القطاعين من شأنه أن ينعكس على مختلف عناصر التنمية الأخرى. أما المشاركة، ومحورها تعزيز الديمقراطية وتفعيل مؤسسات المجتمع المدنى، فهو العامل الضامن لتحقيق نمو سريع وبأقل تكلفة وبأكثر عدالة.
إن تركيز اهتمام الجامعة العربية على هذه القضايا، وغيرها من القضايا الاجتماعية فى هذه المرحلة بالذات، من شأنه أن يسهم فى تصحيح مسار العمل العربى المشترك. وأن يعوض العمل السياسى المستعصى فى هذه المرحلة بالأخص، كما لا يتوقع أن يلقى اعتراضات أو صعوبات فى التنفيذ يصعب تلافيها.
كما يمكن أن يستغل د. العربى هذا الظرف لكى يطلق عملية تقييم للعمل العربى المشترك فى مختلف مناحيه بهدف إعادة صياغة الرؤية والأولويات، وهى مهمة ملحة باعتبار الأحداث والتحولات التى تشهدها المنطقة، وباعتبار أن الجامعة تفتقد أصلاً لوثيقة مرجعية برؤية استراتيجية ترسم المبادئ والمنطلقات وتحدد الأهداف والأولويات على غرار (الأهداف التنموية للألفية) للأمم المتحدة. كما يمكن أن توظف هذه المحطة لإعادة ترتيب البيت العربى فى هيكلته، والذى هو بحاجة ملحة للتعزيز كفاءةً وإدارةً».
خالد الوحيشى
هذا المحتوى من
حسن نافعة
Thu, 14/07/2011 - 08:00
«...أتابع بانتظام مقالاتك باعتبارها فى نظرى تتسم بالشفافية والالتزام، وفى خضم زخم الأحداث وحداثة جزء مهم من المشهد السياسى، عادة ما أستعين بملاحظاتك لفهم أفضل لبعض الأحداث المستعصية وهى كثيرة.
أثارنى بعض ما جاء فى مقالك (الربيع العربى ومستقبل الجامعة العربية) الثلاثاء 5/7/2011، وباعتبارى أحد موظفى الجامعة العربية، كان لابد هذه المرة أن أفاتحك ببعض الملاحظات:
أشاطرك تماماً القول إن د. العربى قد تسلم الجامعة وهى فى الإنعاش، وإن كان ذلك يعود لأسباب عدة، منها تداعيات الثورات والانتفاضات التى تشهدها البلاد العربية، كما أشاطرك التخوف من توظيفات للجامعة العربية كغطاء لتدخلات أجنبية، وأود أن أضيف كذلك، وقد لا تقل أهمية التوظيفات العربية للجامعة لإجهاض المدّ الديمقراطى فى المنطقة.
أما عن الأدوار الممكنة للجامعة العربية فى هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة، فأعتقد أنك حجمتها كثيراً باختصارها فى الجانب السياسى، واختصار الجانب السياسى فى القضية الفلسطينية رغم محوريتها.
إن أحد أبرز نواقص سياسة الجامعة العربية خلال الفترات السابقة - ولا تخص فترة عمرو موسى فقط - هو تركيزها على القضايا السياسية التى كانت فى غالبها مستعصية، وإهمال القضايا التنموية الأخرى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ذلك ما جعل مردود الجامعة محدوداً، وصداها لدى العامة سلبياً فى الغالب.
تشير تقارير التنمية الإنسانية وغيرها من الوثائق التنموية الجدية إلى أن كبار التحديات فى المنطقة هى التعليم والبحث العلمى والصحة وقضايا المشاركة. فالمجتمعات العربية تمر بطفرة هائلة فى حجم الشباب والسكان فى سن العمل. وما يطلق عليه انفتاح النافذة الديمغرافية، والتوظيف الأمثل لهذه الفرصة يستوجب بالأساس تركيز أولويات السياسات التنموية على توفير الصحة للجميع، مؤسسات وخدمات نوعية، وتعميم التعليم وتحسين وتحديث محتوياته ومناهجه. وإصلاح هذين القطاعين من شأنه أن ينعكس على مختلف عناصر التنمية الأخرى. أما المشاركة، ومحورها تعزيز الديمقراطية وتفعيل مؤسسات المجتمع المدنى، فهو العامل الضامن لتحقيق نمو سريع وبأقل تكلفة وبأكثر عدالة.
إن تركيز اهتمام الجامعة العربية على هذه القضايا، وغيرها من القضايا الاجتماعية فى هذه المرحلة بالذات، من شأنه أن يسهم فى تصحيح مسار العمل العربى المشترك. وأن يعوض العمل السياسى المستعصى فى هذه المرحلة بالأخص، كما لا يتوقع أن يلقى اعتراضات أو صعوبات فى التنفيذ يصعب تلافيها.
كما يمكن أن يستغل د. العربى هذا الظرف لكى يطلق عملية تقييم للعمل العربى المشترك فى مختلف مناحيه بهدف إعادة صياغة الرؤية والأولويات، وهى مهمة ملحة باعتبار الأحداث والتحولات التى تشهدها المنطقة، وباعتبار أن الجامعة تفتقد أصلاً لوثيقة مرجعية برؤية استراتيجية ترسم المبادئ والمنطلقات وتحدد الأهداف والأولويات على غرار (الأهداف التنموية للألفية) للأمم المتحدة. كما يمكن أن توظف هذه المحطة لإعادة ترتيب البيت العربى فى هيكلته، والذى هو بحاجة ملحة للتعزيز كفاءةً وإدارةً».
خالد الوحيشى
هذا المحتوى من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق