أحمد الشامى .. مارتن لوثر كينج فى ميدان التحرير

أحمد الشامى
مارتن لوثر كينج فى ميدان التحرير
Tuesday, July 19, 2011 at 12:30am

علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة، أو الفناء معاً كأغبياء
عبارة قالها مارتن لوثر كينج فى صراعه للحصول على الحرية
احسست بأن مارتن لوثر كينج يصيح بهذه الكلمة من قلب ميدان التحرير الى كل ثوار مصر كلما تابعت الجدل الذى يحدث الان فى الثورة وماوصلنا اليه من انقسامات خطيرة و تشتت فى المطالب والاهداف وفى المقابل يقوم اعداء الثورة من النظام السابق بتنظيم صفوفهم

فبعد ان كانت الثورة المصرية يضرب بها المثل بعد نجاحها فى توحيد كافة التيارات والاتجاهات الفكرية تحتها فى تناغم رائع واستطاعت ان تخلع نظام من اعتى الانظمة الموجودة فى العالم العربى فقط فى 18 يوم – اصبحت الان على مشارف فقدان صورتها البراقة امام العالم والتى اكتسبتها من كونها تجربة ثورية فريدة فى العالم نجحت بفعل شعب متحضر راقى توحد من اجل بلده

احسست ان عبارة مارتن لوثر كينج هى شعار هذه المرحلة الدقيقة التى نمر بها والتى وصلنا اليها بسبب العديد من العومل كان من اهمها بطئ القيادة الحالية الموجوده على رأس السلطة فى مصر فى اصدار قرارات تصب فى مصلحة الثورة ولذلك جائت المظاهرات الحاشده من اجل الاسراع فى تحقيق هذه المطالب حتى جاء اليوم الذى قرر فيه الجميع النزول الى مظاهرات 8 يوليو للمطالبة بمطالب الثورة والعمل على تحقيقها الى هذه النقطة كان الجميع يسير فى نفس الطريق ولكن ماحدث بعد ذلك ان تشعبت الطرق واتخذ كل فصيل طريق مختلف وظن انه على صواب وان الاخرين هم المخطئون ولكن فى الحقيقة اننا جميعا مخطئون

------------------------------

العيش معا كأخوة

لقد مرت بنا ظروف انقسمنا فيها وتبادلنا فيها العداء ولكن لم نحقق اى مكاسب الا عندما قمنا بالتركيزمرة اخرى على اوجة الاتفاق وترك اوجه الاختلاف مثل:
اولا: جائت بداية الانقسام عند الاستفتاء فى 19 مارس واتجه فريق الى الموافقة على الاستفتاء ورفع كلمة نعم – وقابله فريق الرفض ورفع كلمة لا
كان فريق "نعم" يؤيد الاستفتاء على اساس انه يؤدى الى التسريع بترك العسكر للحكم وتحويل الحكم الى سلطة مدنية مختارة من الشعب
وفى المقابل كان فريق "لا" يرفض التعديلات على اساس انه يجب ان يتم انشاء دستور جديد للبلاد قبل وصول اى فريق الى الحكم
ولكن عندما اتجهنا الى تبين سبل الاتفاق رأينا ان اكثر مايهمنا هو الوصول الى اجراء االتصويت فى جو من النزاهة واستغلال هذه المناسبة للتوضيح للعالم كله ان الشعب المصرى مؤهل للحياة الديموقراطية لذلك عند وصولنا جميعا الى يوم الاستفتاء كان اكثر ما اشعرنا جميعا بالسعادة اننا استطعنا ان نعبر عن رأينا فى جو من الحرية والنزاهة لذلك لم نختلف حول نتيجة الاستفتاء والتى جائت فى صالح الموافقة على التعديلات
ثانيا: جاء الانقسام الثانى عندما صدر الاعلان الدستورى والغاء دستور 71 وماتلاه من تأخر فى صدور قرارات تصب فى مصلحة الثورة بدئنا بعد ذلك فى الانقسام حول الدستور اولا ام الانتخابات اولا – وكان ايضا كل فريق يرفع شعار ان الطريق الذى يسلكه هو مايصب فى مصلحة الوطن
ولكن عندما اجتمعنا على اوجه الاتفاق ايضا وجدنا ان خسائر الثورة اكبر من مكاسبها لذلك اتحدنا ثانية ونزلنا معا فى جمعة 8 يوليو تاركين شعار الدستور اولا والانتخابات اولا ورافعين شعار الثورة اولا
وفعلا تحققت  العديد من المطالب او انها على وشك التحقيق بسبب الضغط الذى نشأ عن توحيد فى الاهداف
ولكننا الان وصلنا إلى نقطة تستوجب علينا الوقوف لتقييم انفسنا ومطالبنا والطريق الذى نسلكه
فقد وصلنا الى نقطة خطيرة جدا من الانقسام مما يتوجب علينا ان نتحد ونحاول البحث عن سبل التعاون مرة اخرى والعمل على تقوية اوجه الاتفاق فيما بيننا – فكل فريق يسير الان فى طريق مختلف ويرفع شعار انه على صواب وباقى الفرق على خطأ ولذلك اختلفت اهدافنا وفقدنا اهم مايميزنا وهو قوة الوحدة لذلك استشعرنا جميعا ان القيادة الحالية تتجاهل الاعتصام ولاتعمل على تنفيذه لذلك اتجت بعض الافكار الى تصعيد الاعتصام بأفعال اساءت للثورة مثل غلق المجمع او التهديد بوقف قناة السويس او المنشآت الحيوية والحمدلله ادركنا سريعا خطأهذه القرارات ورجعنا عنها
ان البديل الصحيح الذى يؤدى الى رضوخ القيادة الحالية الى مطالبنا بسرعة هى أن نعود جميعا الى الاجتماع ثانية وتوحيد مطالبنا وان نبحث عن نقط واوجه الاتفاق فيما بيننا لتعود لنا قوتنا من جديد وقد تم البدء فى ذلك مثل اجتماع الدكتور البرادعى وجماعة الاخوان المسلمين واتمنى ان يتم التنسيق لاجتماع اكبر بين جميع القوى للرجوع مرة اخرى الى الوحدة بيننا على الاقل حتى تنجح الثورة وتتحقق جميع المطالب
فالاختلاف سوف يستمر فيما بعد ولكن فلنتحد الان وبعد نجاح الثورة نريده خلافا صحيا يصب فى صالح مصر وليس ضدها كما يحدث الان
مجموعة من الحلول لمعالجة اخطاء الثورة فى الفترة الماضية:
جاءت عدة افكار من الشباب المثقف الواعى الذى يفكر بحكمة لانقاذ الثورة ورجوعها الى مسارها – من هذه الافكار التى اتمنى ان تؤخذ الى موضع التنفيذ
اولا: مشكلة طرد بعض الاشخاص او مهاجمة بعض التيارات فى الميدان والتى استنكرها عدد من القوى الموجودة فى الميدان واستخدمها اعداء الثورة لتشويه صورتها امام الناس فى المنازل
الحل: ان يتم التنسيق بين جميع القوى والائتلافات الموجودة فى الميدان فى ان يتم اختيار وحدة من الشباب تتولى الاشراف على المجموعات التى تقوم بعملية تأمين مداخل الميدان وبذلك يتم الرجوع الى تلك الوحدة قبل اتخاذ اى قرار بطرد او مهاجمة شخص او مراسل صحفى او تلفزيونى او قوى معينة من الميدان
ثانيا: مشكلة القبض على البلطجية وضربهم وربطهم فى الاعمده والاشجار والتى يتم تضخيمها من قبل اعداء الثورة والاعلام المستفز من اجل تشويه سمعة من فى الميدان
الحل: ان يتم ايضا اختيار وحدة  تكون مهمتها استلام كافة البلطجية الذين يتم القبض عليهم داخل الميدان  ويتم حبسهم فى احدى الخيم المخصصة لذلك ويتم حراستها لحين تسليمهم للجيش – فالتعذيب الذى عانينا منه لا يجب ان نمارسه على الاخرين مهما كانت الظروف
ثالثا والاهم: تشتت المطالب ورفع مطالب لا يوجد لها بديل مناسب يمكن ان يحصل على التوافق العام
الحل: توحيد المطالب عن طريق الاجتماع بين كل القوى الموجوده والرجوع الى الاهداف الرئيسية التى بدئنا بها مظاهرات يوم 8 يوليو والتركيز على فهم طبيعة اننا فى فترة انتقاليه اى مرحلة هدم وتطهير من كل عناصرالنظام السابق  - ذلك ماينبغى ان نركز عليه

----------------------------------

الفناء معا كأغبياء

لو دققنا النظر الان فيما يحدث من هجوم القوى والتيارات المختلفة فى الثورة على بعضها لادركنا حجم المشكلة التى تقابلنا جميعا والتى تكفى لافساد وضياع الثورة
ففى حين انشغلنا فى الماضى على صراع الدستور اولا ام الانتخابات اولا كانت قوى النظام السابق تتحرك فى خطوات مدروسة لتتعلم من الاخطاء التى وقعت بها وادت الى اسقاط رأس النظام فلجئت الى زرع عناصر الحزب الوطنى فى كافة الؤسسات الحكومية وفى المناصب القيادية بدءا من وزراء وماتلاهم فى الهيكل التنظيمى
وحين افقنا من الوهم الدى عشنا فيه فتره وتركنا اختلافتنا ولجئنا الى شعار الثورة اولا وتوحدنا كان الرد من القيادة الحالية يعمل تعديل وزراى لايرضى معظم المتابعين
فحتى حين قررت القيادة تغيير 14 وزير فقط جاء ضمنهم اعضاء فى الحزب الوطنى السابق ولكن الاهم كان فى من ترك من الوزراء دون تغيير ممن تم تعيينهم من النظام السابق ولم يقوموا حتى بأى عمل يحسب اليهم لا فى فترة ماقبل الثورة او بعدها
كذلك بعض الوزراء الذين تم تعيينهم بعد الثورة وتركوا فى التعديل الاخير اصبحت ايديهم مرتعشه ولم يجرؤا على اتخاذ اى قرارات ثورية تقوم بتطهير وزارتهم من المفسدين والمعروفين بانتمائهم للنظام السابق
وفى الفترة الحالية انشغلنا بمهاجمة بعضنا البعض مرة اخرى وتركنا فلول النظام السابق تخطط لكيفية الاستفادة مما يحدث واصبح الان هناك اخطار كبرى تهددنا جميعا  وهو ما اتمنى ان ندركه قبل الاوان
اولا: تم حل الحزب الوطنى السابق وبالتالى تفرق اعضائه وفرحنا جميعا بذلك لكننا لم نضغط بالشكل الكافى للوصول الى الحل الامثل وهو ايقاف اعضاءه عن العمل السياسى
فبعد ان كان هناك كيان واحد يضمهم ونستطيع حصرهم بدؤا الان فى تكوين عدد من الاحزاب السياسية وبالتالى التحرك بين الناس بسهولة والرجوع مرة اخرى الى السلطه
ثانيا: فرحنا بعد نجاح الثورة فى اننا اسقطنا النظام ولكن حقيقة الامر اننا اسقطنا فقط رأس النظام اما باقى ادوات النظام واذرعه فأنهم الان يقومون بتنسيق انفسهم وزرع اكبر عدد منهم فى المناصب القيادية داخل الوزرات والمنشآت الحكومية وبدء صوتهم يعلو بعد ان كان قد تلاشى فى الفترة الاولى من نجاح الثورة
هؤلاء هم الخطر الحقيقى على الثورة اذا لم نقم بالتخلص والتطهير منهم الان فإن اى حكومة قادمة حتى ولو كانت من انتخابات نزيهة وكانت بها وزراء ثوريون فأنهم سوف يصطدمون بهؤلاء المفسدون وبالتالى سوف يعرقلوا اى خطوات فى اتجاه بناء مصر

مثال من وزارة الثقافة

منذ عدة ايام قرأت خبرا على موقع احدى الصحف عن تنظيم ائتلاف مكون من موظفين فى قطاع من قطاعات وزارة الثقافة عن وقفة احتجاجية عند مكتب وزير الثقافة يوم الخميس القادم 21 يوليو لكى يتخذ الوزير موقفا ايجابيا من اجل اصلاح الاوضاع فى القطاع والتى لم تنفذ حتى الان رغم وعود رئيس القطاع بذلك بعد الثورة وقد انشئوا ائتلاف يقوم يتجميع مقترحات الموظفين من اجل تطوير العمل واداء الموظفين
فى اليوم التالى وجدت على نفس الموقع رد من رئيس القطاع يتهم فيه هؤلاء الموظفون بأنهم يقومون بهذه الوقفة لانهم محالون للتحقيق لانهم لا يقومون بأعمالهم وبأنهم من مثيرى الشغب فى العمل
وفى اليوم التالى قام الموقع الاخبارى بوضع خبرا ان الموظفين فى القطاع ارسلوا للموقع ان الائتلاف لا يمثلهم وان اعضاء الائتلاف قلة مندسة وان الموظفين جميعا يؤيدون رئيس القطاع وضد الائتلاف
كان الكلام الذى قاله رئيس القطاع والموظفين التابعين له على ذلك الموقع الاخبارى  مشابه تماما لما قاله الرئيس المخلوع واعلامه عن المتظاهرين وكان ذلك ليس غريبا على رئيس القطاع فهو معروف عنه انه كان قيادى فى لجنة الشباب فى الحزب الوطنى المنحل وقد اثيرت حوله ضجه فى الفترة الاخيرة فى موضوع مشكلة الشهيد احمد بسيونى
فهل يا ترى سيقوم وزير الثقافة الذى لم يتغير فى التعديل الاخير بإصدار قرارات ثوريه تطهر القطاع ام يبقى على سياسات الايدى المرتعشه

------------------------------

رسالة أخيرة

يا اخوتى فى الميدان ويا كل القوى والتيارات التى تعمل وترفع شعار من اجل مصر لاتتركوا الميدان قبل تحقيق جميع المطالب ولكن يجب ان نتفق اولا على مطالب محددة واقعية تخدمنا جميعا وتخدم هذه الفترة الانتقالية
يا اخوتى لن تهتم القيادة الحالية بتنفيذ مطالبنا الا اذا اتحدنا مرة اخرى واصبحنا قوة ضغط كبيرة ومساحات الاتفاق بيننا كبيرة لنضع خلافتنا الان جانبا وننتبه للثورة حتى تكتمل بالنجاح ان شاء الله
فقوة ضغط كبيرة معناها وقت اعتصام اقل وتحقيق كافة المطالب اما تفرقنا فمعناه تطويل الاعتصام دون جدوى ممايؤدى بنا اما الى الانفجار العنيف او انهزام الثورة
يا كل شرفاء مصر ويا حراس الثورة يجب ان نتحد سويا ونركز على اين نوجه مجهوداتنا ومطالبنا بدلا من مهاجمة بعضنا البعض فلن يستفيد من ذلك غير اعداء الثورة
ولنتذكر جميعا مرة اخرى كلمة مارتن لوثر كينج
.علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة، أو الفناء معاً كأغبياء

أحمد الشامى      
شاب يريد الكل فى الميدان

إذا أعجبك المحتوى ساعد على نشره
Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق