عمر طاهر .. الفنجري يفنجر من جيبه

عمر طاهر
الفنجري يفنجر من جيبه
Wednesday, July 13, 2011 at 10:16am

كتبت مقال اليوم وأرسلته ثم طلبت من الزملاء في الجريدة وقف نشره، كان المقال هادئا بعنوان «آداب الاعتصام» أحدثك فيه عن طبيعة الناس الواقفة في ميدان التحرير وكيف أن الأغلبية ليها في الثورة ومالهاش في السياسة وبلا أي طموحات في السلطة وتؤمن تماما بأن التصعيد لا يجب أن يكون أحمق وأن الاعتصام الهدف منه الضغط على المجلس لا على الشعب وأن الموجودين في الميدان يحاولون أن يضعوا أول طوبة في بناء مصر التي يحلمون بها وأننا نود أن نضع في مدخل الميدان لافتة تقول «منطقة عمل.. نأسف للإزعاج«، لكنني استيقظت من النوم على «صباع» اللوا الفنجري في أقصى «أعماق زوري» بيقول لي «اصحا وبطل رومانسية.. مصر إيه اللي بتحلم بيها يا بابا؟»، فطلبت من الزملاء التوجه بالمقال إلى أقرب ريسايكل بن.

قال اللواء الفنجري إن حرية الرأي مكفولة للجميع في حدود القانون، وفاته أن يقول «في حدود القانون الذي قمنا من أجله بتعيين وزير إعلام مخصوص ليطبقه ويرحمنا من وجع الدماغ»، كانت إشارة واضحة من اللواء الفنجري أن حرية الرأي ستكون حسب مقاسات واضحة هم سيحددونها وقريبا ستبدأ المحاكمات العسكرية في جرائم النشر والتوك شو. كان اللواء الفنجري منفعلا انفعال من يقول الخطاب أمام جماهير كثيرة وهو يعرف أنها ستصفق له.. كان يصمت عقب بعض الجمل التي تداعب قطاعا من الشعب شعاره «زهقنا من الثورة والثوار.. كأن الثورة مسلسل تركي»، ليمنحهم الفرصة للتصفيق والتهليل، كان يعرف أنه يخاطب ويغازل هذة النوعية لدرجة أنه لم يدقق حتى في صياغة الخطاب وقال: «من خلال إجراءات انتخابات».. إجراءات انتخابات إزاي يعني؟ مش لما تجيبوا مصحح لغة لخطاباتكو الأول تبقوا تصححوا للثورة مسارها؟

كان اللواء الفنجري يعبر عن الطريقة التي يفكر بها المجلس والقائمة على فكرة «سيبوهم يخلصوا على بعض»، وهي تتكون من شقين: الأول التلميح إلى أن الثوار والموجودين في ميدان التحرير مجرد بلطجية (وهي نفس طريقة تفكير القراء الذين يعلقون على مقالات موقع اليوم السابع.. مع كامل احترامي للجريدة).. ثم التصعيد بتسليم الثورة والثوار للشعب بدعوتهم باعتبارهم مواطنين شرفاء للوقوف أمام البلطجية الذين يعطلون هؤلاء الشرفاء، ومين قال لحضرتك إن رواد الميدان لم يرفضوا بالإجماع كل الأفكار الحمقاء التي تضر الشعب واتفقوا على كل الأفكار التي تضغط على المجلس نفسه، أم أن المجلس يعرف حقيقة كل شيء لكنه لم يجد طريقة للتخلص من الثوار سوى تشوييهم وتسليمهم للشعب حتى يخرج المجلس من الفترة الانتقالية بأيادٍ بيضاء دون أن يتهمه أحد بالعنف أو القهر؟

يفخر اللواء الفنجري بأن شرعية المجلس كانت عبر الاستفتاء، وهو أمر مناف للحقيقة تماما، ومن المؤكد أنه يحاول أن يرد على هتاف الناس كلها في الميدان «يا مشير يا مشير.. الشرعية من التحرير»، الاستفتاء لم يكن يوما على شرعية المجلس، والجميع يحلم الآن أن ينتهي هذا الخلط وأن تجري الانتخابات وصولا إلى انتخابات رئاسة الجمهورية حتى يعود الجيش إلى معسكراته وشكرا لحد كده، ولنترك التاريخ يحكم على أداء المجلس في هذة الفترة الانتقالية.

لكن ما يخيفني فعلا أن يصرخ اللواء الفنجري في وجهي قائلا: «لن نتخلى»، قالها حسني مبارك قبل حضرتك «سأظل»، واضح أن الجيل كله خريج المدرسة نفسها التي تمنحك شهادة التخرج بعد أن تتدرب جيدا على رفع «إصبعك» والتشويح به في وجه الشعب. زاد اللواء الفنجري على موضوع الإصبع بأن كوّر لنا قبضته طول الخطاب، تلك القبضة الدامية التي تعبر عن قوة الجيش في مواجهة أحلام الثورة هي نفسها التي تتحول إلى قبضة جرافيك عند مواجهة البلطجية أو مفجري خطوط الغاز، كان إيمان اللواء الفنجري بقوة قبضته أقوى من إيمانه بأي شيء آخر لدرجة أنه، وللمرة الأولى في حياته، لم ينه خطابه بالقول المأثور «الله المستعان
هذا المحتوى من
 

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق