الشعب يريد خريطة طريق (1)


المتابع لأحداث الثورة يجد ان المتظاهرين لم يتعرضوا بالتخريب او الحرق إلا لأقسام الشرطة و مقرات الحزب الوطنى و لو تم الأستعانة بعلم الأجتماع و النفس لتحليل مثل هذا الموقف ستجد أن هذا ما حدث إلا لأحساس المواطنين أن الشرطة و الحزب الوطنى هم المسئولين عن أفساد حياتهم و أنهم هم المسئولين عن كل ما حدث من فساد فى فترة حكم النظلم السابق .
و المتابع لأحداث ما قبل و بعد الأستفتاء سيجد أنه لا توجد خريطة طريق واضحة تسير عليها البلاد , كان من المفترض قبل الأستفتاء أن يكون المواطن على علم تام بجدول زمنى ماذا بعد "نعم" أو ماذا بعد "لا" و لكن من الواضح و بعد ان انتهى الأستفتاء بالنتيجة التى كان يتمناها المجلس العسكرى لم تتضح الصورة حتى الآن و هل سيكون هناك مجرد أعلان دستورى يتضمن هذه المواد المعدلة فقط بالأضافة إلى بعض المواد التى تترأى للمجلس العسكرى أم سنستمر على دستور 71 حتى ننتهى من الأنتخابات البرلمانية و الرئاسية و تغييره .
بقاء معظم قيادات الصحف القومية و قيادات التليفزيون حتى الآن رغم ما كانوا يروجونه عن الثورة فى بدايتها و رغم معرفة الجميع أنهم ما كانوا إلا أبواق للنظام السابق الفاسد لا يشعر المواطنين بالأمان و الأستقرار و يعطى هؤلاء الفرصة لتقنين أوضاعهم و محاربة الثورة بطريقة غير مباشرة و تنفير المواطنين من الثورة .
على سبيل المثال نشرت الأهرام أمس خبرا بسيطا كاذبا لم يسترعى أنتباه أحد و هو أن أتحاد شباب الثورة على الفيس بوك أعلن  أنه يجهز لمظاهرة مليونية يوم الجمعة القادم لأسقاط التعديلات الدستورية رغم أن كل الأئتلافات و الأحزاب و التيارات التى شاركت فى الثورة أعلنت عدم تسييرها لأى تظاهرات أو اعتصامات أعتراضا على نتيجة الأستفتاء و قتلت الفيس بوك بحثا عن مصدر الخبر فلم أجد له اى أساس من الصحة الخبر بسيط و لكنه كاذب و من التعليقات على الخبر ستعرف مدى خطورته فجميع من علقوا عليه هاجموا الثورة و الثوار و طالبوا بالأستقرار و هكذا من الأخبار البسيطة و الكاذبة التى تحاول الوقيعة بين الثوار و المواطن العادى و خلق تيار شعبى معادى للثورة .
البطء الشديد الذى يشعر به الجميع فى محاسبة قيادات النظام السابق و على راسهم الثلاثة الكبار زكريا عزمى و صفوت الشريف و أحمد فتحى سرور فقد نشرت جميع الصحف المصرية أن تقرير لجنة تقصى الحقائق الخاص بيوم الربعاء الدامى يدين هؤلاء الثلاثة و لم نسمع حتى الآن حتى عن استدعائهم للتحقيق فيما نسب إليهم هذا يشعر المواطنين بعدم الأمان و يجعلهم يشعرون أنه مازال هناك أناس فوق الحساب أضف إلى ذلك بقاء أحمد نظيف حتى الآن بدون محاسبة رغم أنه تحديدا يكفى معه قانون من أين لك هذا لأدانته او فتح ملف جامعة النيل و التى ألحقها المجلس العسكرى بوزارة التعليم العالى حسبما قرأنا فى الصحف برغم ان الجميع يعرف بملكيته لها فكيف يتم تحويلها لوزارة التعليم العالى دون حساب لمالكها؟؟؟؟
أنتشرت فى جميع الصحف أنباء عن تورط حبيب العادلى و النظام السابق فى أحداث كنيسة القديسين و أنباء عن تورط كل من حبيب العادلى و جمال مبارك فى أحداث تفجيرات شرم الشيخ و أنباء عن ما يسمى غرفة جهنم بمقر الحزب الوطنى الرئيسى و تورط كل من حبيب العادلى و جمال مبارك و صفوت الشريف فى ادارة غرفة جهنم و رغم ذلك لا يزال جمال مبارك يعيش مع والده فى قصر بشرم الشيخ مع أنباء عن ظهوره فى القاهرة أمس فى نادى رجال الأعمال و لم يستدعى لأى تحقيقات مثله مثل صفوت الشريف و محاسبة حبيب العادلى على اتهامات بغسيل الأموال و غموض التحقيقات معه فيما يخص الجانب الأمنى .
فى كل يوم تطالعنا الصحف عن انباء تورط مبارك و افراد اسرته فى فضيحة ما كالعثور على تماثيل اثارية فى قبو فيلا منير ثابت شقيق سوزان مبارك و تورط سوزان مبارك فى سرقة لوحة زهرة الخشخاش غير حصولها على بعض الحلى الأثرية من وزراء سابقين هذا غير الأنباء عن تورط محمود الجمال صهر جمال مبارك فى بعض المخالفات بالأضافة إلى مجدى راسخ صهر علاء مبارك و الأنباء عن تورطه هو الآخر فى الكثير من المخالفات و كل هؤلاء لم يتعرض لهم أحد بالسؤال حتى الآن فهل هم فوق الحساب أم أنهم غير مدانين و ما فعلوه لا يحاسب عليه القانون .
كل هذا النقاط تدل على أننا فى حاجة الآن لخريطة طريق توضح لنا الخطوات المستقبلية لعملية الأصلاح فى مصر فلن ننتظر من البرلمان و الرئيس القادمين أن يأتوا لنا بعصا سحرية تعالج كل هذه المشاكل و الشعب المصرى لم يعد قادرا على تقبل أى تهاون فى حقوقه و لم يعد قادرا على النسيان و مصر الآن فى اشد الحاجة إلى يد تحاسب و يد تبنى الغد .
أخشى إن لم تتواجد خريطة طريق واضحة للمرحلة القادمة أن نظل ككرات البلياردو ننتظر من يدفعنا فنصطدم ببعضنا البعض أو نسقط فى الحفر أو نصطدم بالحواجز
و للمقال تتمة بأمر الله توضح خريطة طريق أرشادية للمرحلة القادمة

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق