الشعب يريد خريطة طريق (3) المتلونون

تعرضنا فى المقالين السابقين للأسباب التى دعتنا للأحتياج إلى خريطة طريق واضحة للفترة القادمة فى المقال الأول و فى المقال الثانى بدانا فى مناقشة أولى الخطوات اللازمة لعملية الأصلاح إلا و هى أصلاح القضاء و الجهاز الأمنى و فى هذا المقال نحاول التعرض لباقى الخطوات اللازمة لعملية الأصلاح
2) أصلاح الأعلام :
كانت سيطرة النظام السابق على أجهزة الأعلام المرئية و المسموعة من أهم العوامل التى أدت إلى أستمراره طوال الفترة الماضية و ساعدهم على ذلك متطوعى مسح الجوخ من كتاب و فنانيين و مثقفين و كانوا يتسابقون لتقديم الولاء و الطاعة للرئيس المخلوع و كتابة المقالات لتجميده و الظهور على الشاشات للتسبيح بحمده .
 و الأعلام هو من روج لفكرة الرئيس المؤمن و من بعده الرئيس الأب و كان اسلوبهم واضح فى استجداء العواطف لدى المواطنين و عملهم المستمر على تشجيع أعمال العاطفة على أعمال الفكر و كان ظهور القنوات الخاصة و الصحف المستقلة بداية لظهور عددا لا باس به من الأعلاميين و الكتاب الشرفاء الذين ساهموا بشكل كبير فى تكوين جيل الثورة المصرية إضافة إلى مواقع التواصل الأجتماعى .
و لكن المؤلم اشد الأيلام أن تجد أنه لازال هناك البعض من المتعاطفين مع الرئيس السابق و ذلك نتيجة الصدمة التى تعرضوا لها و عدم جاهزية عقولهم لتصديق أنه من الممكن أن يكون مبارك بهذا السوء و نتيجة لما كان أعلام مبارك يغذى رؤوسهم به و اسوء الأفكار تأثيرا فى عقول الناس و هى أن الرئيس اب كما كان يدعى الفراعنة أن الحاكم إله و أظن هذا من أكبر الأسباب التى منعت حدوث ثورات من الشعب المصرى قديما و حديثا فالخروج عن الأب يعتبر قلة أدب و الخروج عن الأله يعتبر كفرا و لهذا فيجب أن يتعامل الأعلام مع الرئيس القادم على أن منصبه تكليف لا تشريف حتى نستطيع محاسبته و أنتقاده إن أخطأ .
و علينا الآن التخلص من كل ابواق النظام القادم لأن هؤلاء كالحرباء يتلونون و قد رأينا جميعا الكثير من المتلونون فى الفترة الماضية كأمثال أسامة شرايا و تامر أمين و خيرى رمضان و الكل يعرف مواقفهم قبل الثورة و اثناءها و بعد أن تخلى الرئيس المخلوع عن منصبه فكيف يعقل ان يقدم الفكر الثورى مثل هؤلاء و كيف يعقل ان يكون هؤلاء هم المسئولون عن الخطاب الأعلامى فى عهد نصبو جميعا فيه إلى المصداقية .
و أذكر هنا مقولة لألبرت أينشتين حين قال "لا يمكننا حل مشكلة باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها" و المسئولين عن الأعلام فى عصر مبارك هم سبب كثير من المشاكل التى واجهتنا فى عصر مبارك و كثيرا مما نواجهه الآن من مشاكل من ترويج لأشاعات و تعامل غير جيد مع الأحداث و يكفى ما حدث من استقبال الفاتحين لعبود الزمر بعد خروجه من المعتقل متناسين أنه فى النهاية قاتل .
و أقترح هنا أن يتم تغيير جميع قيادات الأعلام الرسمى مقروء و مسموع بما يتناسب مع المرحلة القادمة و اقترح ايضا أن يجتمع الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أو من ينوب عنه لعمل خريطة مستقبلية للأعلام المصرى تقوم على توعية المواطنين بمعانى الديموقراطية و ثقافة الحوار مع عمل خريطة للمسلسلات و الأفلام و الأغانى التى ترسخ ثقافة العمل لدى المواطن المصرى حتى يساعد الأعلام فى التخلص من السلبيات التى يعانى منها المواطنين و يكون منبر للتوعية الوطنية
و اترككم مع هذا الفيديو الذى يوضح حالة متلونى الأعلام



Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق