شرف يختتم جولته الخليجية بزيارة قطر ويبحث إعادة «التعاون المشترك» بعد توقف 5 سنوات

يختتم الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، جولته الخليجية، الخميس، بزيارة لقطر تستمر يومين، يجرى خلالها لقاءات مع نظيره القطرى الشيخ حمد بن جاسم آل ثان، ويبحث الجانبان إعادة عمل اللجنة المصرية - القطرية العليا المشتركة، والمتوقفة منذ أكثر من 5 أعوام.
وقال محمود فوزى، السفير المصرى لدى قطر، إن الدوحة تسعى لزيادة علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع مصر بعد ثورة 25 يناير، فى ظل «إعجاب الشعب القطرى بما فعله المصريون».
وأضاف فوزى، فى تصريحات صحفية للوفد الإعلامى المرافق لرئيس الوزراء، أن هناك رغبة قطرية فى استعادة مصر لدورها الريادى فى المنطقة العربية، وقيادة العمل العربى المشترك بعد ثورة 25 يناير.
وأكد أن مصر تسعى لزيادة علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية مع كل دول الخليج ومنها قطر، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ 300 مليون دولار فى النصف الأول من العام الحالى، كما ستتم مضاعفة الاستثمارات القطرية فى مصر والتى تصل إلى 426 مليون دولار، موزعة على مجالات الإنشاءات والبنية التحتية والسياحة والاتصالات.
ولفت إلى أن هناك مقترحا من رئيس الحكومة القطرية لتنظيم معرض كبير للمنتجات المصرية بالدوحة على غرار المعرض التركى الذى أقيم خلال العام الماضى.
ودعا فوزى الشركات المصرية للدخول فى المناقصات التى تطرحها قطر فى مجالات البنية التحتية، التى تنفذها استعدادا لاستضافتها مونديال 2022 والتى تصل إلى 100 مليار دولار، مشيراً إلى نجاح شركة المقاولون العرب فى الفوز بـ3 عقود قيمتها نحو 300 مليون ريال قطرى.
وقال السفير المصرى إن وزير الثقافة القطرى طلب إيفاد مجموعة من شعراء الثورة وفنانيها لتنظيم مهرجان ثقافى مصرى فى الدوحة، ويجرى الترتيب حاليا لإقامته.
ومن المنتظر أن يجرى رئيس الوزراء لقاء مع ممثلى الجالية المصرية بقطر، والتى يصل عددها إلى 122 ألف مصرى.
فى سياق متصل، رحب الإعلام القطرى بزيارة شرف للدوحة، وأكدت صحيفة (العرب) القطرية الصادرة، الأربعاء، أن زيارة رئيس الوزراء المصرى إلى الدوحة ستؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات العربية، يمكن أن تصبح نموذجا لعلاقات الدول الأخرى، وهو ما سيؤدى حتما إلى إعطاء جرعة تفاؤل بمستقبل الأمة الذى بزغ بثورة الشباب فى تونس ومن ثم مصر وبعض الدول العربية.
وذكرت الصحيفة - التى تعد إحدى أهم الصحف القطرية - أن جولة الدكتور شرف الخليجية الحالية ما هى إلا تأكيد وإشارة من مصر الثورة على أن أمن مصر هو من أمن منطقة الخليج العربى.
وقالت الصحيفة، فى افتتاحيتها: «إنه إذا كان البعض يتخوف من مصر ما بعد الثورة، خاصة فى ظل تصريحات صدرت من القاهرة عن النية لفتح الباب أمام علاقات طبيعية مع طهران، فإننا نقول وبكل ثقة، إن مصر تعرف أين بوصلتها، وما زيارة شرف إلى العواصم الخليجية، إلا تأكيد على أن مصر مع أمن الخليج وسلامته»، مشددة على أن «مصر العروبة لا يمكن أن تفرط فى عمقها العربى، ناهيك عن أن حكومة ما بعد الثورة فى مصر تعرف جيدا أين تضع قدمها، بعيدا عن أية إملاءات أو شروط سواء من هذا الطرف أو ذاك».
كان رئيس الوزراء قد اختتم، الأربعاء، زيارته للكويت المحطة الثانية فى جولته بعد السعودية، وأكد فى تصريحات له متانة وقوة العلاقات المصرية الكويتية «التى أصبحت مثالا يحتذى به فى العلاقات العربية».
وقال شرف، فى حديث مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إنه لمس حرصا كبيرا من أمير دولة الكويت ، وولى العهد، ورئيس الوزراء على تقديم الدعم والمساندة للشعب المصرى فى هذه المرحلة الدقيقة.
وحول ما أثير عن قرب عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، قال إنه لم يحدث أى تطور فى هذا الأمر ، وأن العلاقات مع إيران على مستوى القائم بالأعمال لرعاية المصالح، مشيرا إلى أن العلاقات مع كل دول الخليج على مستوى أعلى من ذلك.
واستقبل شرف بمقر إقامته فى قصر بيان بالعاصمة الكويتية الأربعاء، رئيس مجلس إدارة الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى عبداللطيف الحمد، وبحث معه إمكانية مساهمة الصندوق فى مشروعات جديدة فى مصر.
إلى ذلك، عبر رئيس مجلس الوزراء عن اطمئنانه السياسى «لأننا ابتدينا طريق (وان واى) فى الديمقراطية لا رجوع عنه - بحسب ما ذكره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
واعتبر شرف أننا «نطلع السلمة الأولى فى دولة القانون»، مؤكداً أنه لا أحد فوق دولة القانون أياً مَن كان.
من جانبه، أكد الدكتور عماد جاد، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ثقته فى نوايا «شرف» وما يكتبه، معتبراً تصريح رئيس الوزراء «طبيعياً»، وأن الشعب المصرى لن يقبل «اختطاف ثورته من أى فئة».


Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق