جلال عامر ... إعادة تنظيم مؤسسة الرئاسة

                                  إعادة تنظيم مؤسسة الرئاسة
جلال عامر
Mon, 04/04/2011 - 08:00
«الرئيس» ليس أغنية «اخترناك وهنجرى وراك» وليس البدلة المستوردة والقميص الواقى والرجل الذى يعدل له الكرسى والشاب الذى يضع فى أذنه سماعه لاسلكى ولا زكريا «الطاغى» أو طلعت زكريا «الطاهى»، لكنه مؤسسة طول بعرض بارتفاع، تتغلغل فى كل خلايا المجتمع وعدد الأجهزة الرسمية التابعة لها أكثر من أجهزة التكييف، لذلك يحتاج الرئيس الجديد إلى فترتين كما ينص الدستور، فترة يتعرف فيها على مؤسسة الرئاسة وفترة يعيد فيها تنظيمها ثم يبدأ الحكم بعد التقاعد عندما ينتقل إلى بيت حماته..
 لذلك علينا أن نبدأ من الآن فى تشكيل لجنة لإعداد بيت العريس بالتوازى مع انتخابات الرئاسة وعندما قيل لوزير خارجية أمريكا (لماذا لا تقابل وزير الخارجية الجديد للاتحاد السوفيتى «شيفرناذده»؟) قال: (إننى أحتاج إلى ستة شهور أولاً لأحفظ اسمه)، فالبيت الذى تم إعداده لحكم ديكتاتورى لا يصلح لإدارة حكم ديمقراطى ومدة حمل الفيل تختلف من فيل إلى آخر، فهل يحتاج الرئيس الجديد إلى هذا العدد من القصور ومن الحرس ومن الموظفين من أول ذائقى الطعام حتى مقدمى التقارير؟..
ولأن أجدادنا اخترقوا الفيافى والجبال بينما نتوه نحن فى «المول»، لذلك سوف يتوه الرئيس الجديد فى أضابير القصر ما لم نعد له المكان.. على فكرة عيب أن تعرف اسم الكهربائى الذى ركب لك «لمبة» السلم دون أن تعرف اسم مخترع «المصباح» وأن الحياة بدأت بضربة جوية وانتهت بثورة شعبية تحتاج إلى تغيير المفاهيم لأن بعض الرؤساء الفاشلين يملكون جيوشاً من الموظفين يطاردون بهم الشباب وبعض الرؤساء الناجحين لا يملكون إلا منشة من البلاستيك يطاردون بها الذباب ولأن السمكة تفسد من الرأس فإن التنظيم يبدأ من الرئاسة، والحرس الجامعى انضم إلى الشرطة، وعلى الحرس الجمهورى أن ينضم إلى الجيش لتحرس الديمقراطية الرئيس الجديد، والذين كانوا يطالبوننا بتنظيم الأسرة لم ينظموا أسرة «الرئاسة» التى لا يفوقها فى العدد إلا أسرة تحرير «الأهرام»،
ولأننا فى بلد يعطون فيه المتعثر «ملين» ويمنحون المنتفخ «شربة الحاج سعيد»، لذلك فالقميص الواقى والرجل الذى يعدل الكرسى والشاب أبو سماعة لا يفيد.. إنما الذى يفيد الرئيس الجديد هو شربة الحاج «سعيد» التى تعيد ضبط الأمور.
galal_amer@hotmail.com
Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق