وائل قنديل .. عفوًا مبارك: نحن لا إخوة ولا أخوات


بقلم: وائل قنديل
 
12 ابريل 2011 09:24:48 ص بتوقيت القاهرة

عفوًا مبارك: نحن لا إخوة ولا أخوات

 هذه المرة لا توجد دموع صناعية، لكن بعضهم لم يشأ أن يفوت الفرصة دون أن يحاول إيهام الرأى العام بأن كلمة مبارك التى وصلت إلى الشعب عبر العربية السعودية تستثير بعضا من التعاطف على طريقة «عزيز قوم ذل».

لقد كان غريبا هذا الاحتفاء المبالغ فيه من بعض الإعلاميين بالكلمة وما بين سطورها، وكأنها مناسبة لإعادة تشغيل ماكينة التدليس والتمثيل الركيك، بما يذكرك بتلك الدموع التى سالت عندما أطل علينا مبارك قبل خلعه معلنا أنه قرر تعيين نائب وأنه «اختار» ألا يرشح نفسه فى الانتخابات المقبلة.

فى ذلك الوقت سحت الدموع الكاذبة تعاطفا مع «الرئيس المسكين الغلبان» بينما كانت آلته الأمنية وبتوجيهات سيادته تحصد أرواح العشرات فى ميدان التحرير فى واحدة من عمليات القتل الممنهجة.

إن هذه الحفاوة فى التعامل مع الكلمة التليفزيونية الفارغة من أى مضمون تشير إلى أن بعض «أيتام وأرامل مبارك» تصوروا أنه بالإمكان أن تنطلى هذه التمثيلية على الشعب الذى لم يخلع ملابس الحداد بعد على مئات الشهداء، ولم يجد حتى هذه اللحظة تكاليف علاج آلاف الجرحى والمصابين.. وبالتالى فإن عبارة «أيها الإخوة والأخوات» لم يعد لها محل من الإعراب.

ومن المهم هنا أن نسأل الرئيس المخلوع الذى تحدث عن طهارة يده ونظافة ثروته، بل وتوعد الذين تناولوا تضخم ثروته هو وعائلته: ماذا عن ذلك القصر الأسطورى الذى تقيم فيه وسجلت منه كلمتك؟

من أين لك هذا المكان الساحر الذى تجاوز فى فخامته حواديت ألف ليلة وليلة، وقدرت تكلفته بما لا يستطيع عقل أن يصدق أو يستوعب؟

حسنا: سنتعامل مع إقرار الذمة المالية الذى تقدمت به على أنه حقيقى، وسننظر إلى ما قيل عن راتبك ومعاشك المتواضعين على أنه الصدق، فقل لنا أرجوك كيف استطعت امتلاك هذا القصر المنيف من خلال دخلك الشهرى كرئيس جمهورية؟

انصحنا كيف يمكن أن نصل إلى القدرة على بناء قصر مثل قصرك، وإذا كان هدية من صديقك حسين سالم، فعلمنا معنى هذه الصداقة الرهيبة التى تجعل الصديق يهدى صديقه كل هذه المليارات فى مبنى واحد.

إن القصر الذى تحدثت منه وتقيم فيه يكفى وحده دليل اتهام بتضخم غير عادى، بما يفوق الخيال، فى الثروة، غير أن هذا ليس فقط ما ينبغى أن نتحاسب عليه، فدماء أفقر شهيد فى الثورة أغلى بكثير من كل قصورك وقصور أصدقائك.. ومن هنا يجب أن يكون لملف قتل نحو ألف متظاهر أسبقية على ملفات الثروة واستغلال النفوذ، خصوصا أن الكل يدرك براعة أبالسة «تستيف» الأوراق واللعب بالمستندات وتدوير المال الحرام، بحيث لا يعرف له صاحب.
المصدر جريدة الشروق

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق