كتب pdf كتاب طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد .. عبدالرحمن الكواكبى

بعد ثورة 25 يناير أظن اننا فى حاجة لقراءة هذا الكتاب العظيم الذى يبحث في طبائع المستبدين وأثر الاستبداد على الشعوب ويبين موقع الاستبداد بالنسبة للدين والعلم والتربية والأخلاق ويختم بكيفية التخلص من آفة الاسبتداد .
لا تفرط فى هذا الكتاب لا غنى لمكتبتك عنه .
كتاب من تأليف عبد الرحمن الكواكبي، يشخص الكاتب ما يسميه داء الاستبداد السياسي، ويصف أقبح أنواعه : استبداد الجهل على العلم و استبداد النفس على العقل. و يقول أن خلق الله الإنسان حرّا، قائده العقل فكفر وأبى إلا أن يكون عبدًا قائده الجهل، و يرى إن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور. و أن تراكم الثروات المفرطة، مولد للاستبداد، ومضر بأخلاق الأفراد. و أن الاستبداد أصل لكل فساد، فيجد أن الشورى الدستورية هي دواؤه. كتب الكواكبي رؤوس مقالات "طبائع الاستبداد" في حلب، وكان يعدلها باستمرار، ثم وسع تلك الأبحاث ونشرها في هذا الكتاب.
و عبد الرحمن الوكاكبى هو مفكر و علامة سورى (1854 - 1902 م) بدأ حياته بالكتابة فى الصحافة فى جريدة الفرات التى كانت تصدر فى حلب، وعرف ألكواكبي بمقالاته التي تفضح فساد الولاة و لما راى ان عمله فى صحيفة رسمية سيعرقل طموحه فى تنوير العامة و تزويدهم بالأخبار الصحيحة اصدر صحيفة "الشهباء" و كانت أول صحيفة تصدر باللغة العربية و سجل بأسم صديق له حتى توافق السلطة العثمانية و والى حلب على أصدارها، و لم تسمتر الصحيفة طويلا و قامت السلطات العثمانية بمنعها و له مقولة مشهورة عن الحكومات و الصحافة و هى " أن الحكومة تخاف من القلم خوفها من النار " .
بعدها قام باصدار جريدة أخرى بأسم صديق آخر له و سماها " الاعتدال" و لكنها لم تستمر ايضا لنهجها نفس نهج صحيفته الأولى " الشهباء " و بعدها قرر  دراسة الحقوق و لما برع فيها اتخذ مكتبا للمحاماة في حي الفرافرة إحدى احياء مدينة حلب قريبا من بيته، يستقبل فيه الجميع من سائر الفئات ويساعدهم ويحصل حقوق المتظلمين عند المراجع العليا ويسعى إلى مساعدتهم ،وقد كان يؤدي عمله في معظم الأحيان دون أي مقابل مادي، حتى اشتهر في جميع أنحاء حلب بلقب (أبي الضعفاء)‏.
توفي في القاهرة متأثرا بسم دس له في فنجان القهوة عام 1320 هـ الموافق 1902 حيث دفن فيها.
رثاه كبار رجال الفكر والشعر والادب في سوريا ومصر ونقش على قبره بيتان لحافظ إبراهيم:
هنا رجل الدنيا هنا مهبط التقى*** هنا خير مظلوم هنا خير كاتـب
قفوا وأقرؤوا (أم الكتاب) وسلموا*** عليه فهذا القبر قبر الكواكبي
وقد أقيم مسجد كبير في حي العجوزة بمحافظة الجيزة يحمل اسمه تخليداً لذكراه.
مقتطفات من الكتاب :
" المستبد في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً ... "
   " الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي, إلى الفرّاش, إلى كنّاس الشوارع, ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً, لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته, وأنصار لدولته, وشرهون لأكل السقطات من أي كانت ولو بشراً أم خنازير, آبائهم أم أعدائهم, وبهذا يأمنهم المستبد ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه, وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقل حسب شدة الاستبداد وخفته, فكلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيداة جيش المتمجدين العاملين له المحافظين عليه, واحتاج إلى مزيد الدقة في اتخاذهم من أسفل المجرمين الذين لا أثر عندهم لدين أو ذمة, واحتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المعكوسة, وهي أن يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفةً وقرباً, ولهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة "
" تواسي فئة من ألئك المتعاظمين باسم الدين الأمة فتقول ((يا بؤساء: هذا قضاء من السماء لا مرد له, فالواجب تلقيه بالصبر والرضاء والالتجاء إلى الدعاء, فاربطوا أسنتكم عن اللغو والفضول, واربطوا قلوبكم بأهل السكينة والخمول, وإياكم والتدبير فإن الله غيور, وليكن وردكم: اللهم انصر سلطاننا, وآمنّا في أوطاننا, واكشف عنّا البلاء, أنت حسبنا ونعم الوكيل.)) "


Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق