فهمى هويدى .. تحرير ما جرى

بقلم: فهمي هويدي
11 مايو 2011 08:03:57 ص بتوقيت القاهرة

تحرير ما جرى

 اعتذرت يوم الاثنين الماضى عن التعليق على أحداث إمبابة، وكان ردى على من سألونى أننى عاجز عن فهم ما جرى بسبب نقص معلومات الكارثة. ذلك أن الصحف التى صدرت صبيحة ذلك اليوم (8/5) ركزت على خبر الحريق دون تفاصيله. فجريدة «الأهرام» ذكرت فى عنوانها الرئيسى أن نار التعصب الطائفى تهدد مصر. وجريدة «الشروق» قالت إن الكنيسة اتهمت فلول الحزب الوطنى. و«المصرى اليوم»
تحدثت عن أن التطرف يحرق الثورة. وقالت «الوفد» إنها حرب أهلية فى إمبابة.

أما جريدة «الدستور » فقد ذكرت أن شبح السلفية يحرق مصر، وأن «المرتزقة والبلطجية والخارجين عن القانون ارتدوا ملابس السلفيين وأحرقوا (كنيستى) العذراء ومارمينا. وحتى ظهر الاثنين، كانت معلومات من سألتهم أن قصة السيدة «عبير» مختلقة ولا أصل لها، وأنها كانت مجرد ذريعة للهجوم على الكنيستين واستدعاء الملف الطائفى إلى الواجهة، من خلال التلويح بفزاعة السلفيين الذين حولهم الإعلام إلى «عفاريت» المرحلة.

هذه الصورة بدأت تتغير مساء يوم الاثنين، ثم أصبحت أكثر وضوحا صباح الثلاثاء. إذ مساء الاثنين اتصل بى هاتفيا من أخبرنى بأن شخصية «السيدة عبير» حقيقية وليست وهمية، وأن فى الأمر قصة عاطفية مما يتم تداوله هذه الأيام، عن شاب مسلم وقع فى غرام قبطية من أسيوط، فغيرت دينها، وهربا بعيدا، حيث تزوجا عرفيا، فظل أخوالها يبحثون عنها حتى خطفوها وسلموها إلى الكنيسة، التى احتجزتها فى بيت للمكرسات فى إمبابة، وحين علم الزوج المسلم بالأمر ذهب إلى الكنيسة ليسترد «زوجته» وكانت تلك بداية انفجار الموقف.

لم أتأكد من صحة هذه المعلومات إلا حين قرأت صحف صباح الثلاثاء (10/5)، وكان التقرير الذى نشره «الأهرام» عن الموضوع هو الأوفى. إذ أيد قصة الزواج العرفى، وأن الفتاة أشهرت إسلامها فى شهر فبراير الماضى، وأن محكمة الأسرة فى قويسنا نظرت فى شهر مارس قضية رفعتها «عبير» للتفريق بينها وبين زوجها القبطى، الذى وافق أمام المحكمة على طلب التفريق. وقد أجلت المحكمة نظر القضية إلى 29 مايو الحالى.

ذكر تقرير «الأهرام» أيضا أن الزوج توجه إلى الكنيسة مع آخرين ليسأل عن زوجته، فأشاع تاجر مقيم بجوار الكنيسة أن تجمع الشباب المسلم يستهدف اقتحامها. وكان ذلك التاجر (اسمه عادل لبيب) أول من أطلق الرصاص على تلك المجموعة، وأنه حرض الشبان الأقباط على مهاجمة المسلمين. وذكرت المصادر الأمنية أن التاجر سبق اتهامه فى عام 1992 بالتحريض على العنف ضد المسلمين. وكان على صلة قوية بالحزب الوطنى المنحل فى إمبابة.

صحيفة «المصرى اليوم» أضافت أن الاثنين ارتبطا بزواج عرفى فى شهر سبتمبر الماضى، وتركا أسيوط حيث أقاما فى بنها، وأن «الزوج» عاد إلى بيته يوم 5 مارس فوجد أن زوجته اختفت. واتصل به من أخبره بأنها موجودة فى البيت المجاور لكنيسة مار مينا فى إمبابة، وحين اصطحب آخرين وذهب إلى الكنيسة فإن صاحب المقهى القبطى كان أول من أطلق الرصاص عليهم، الأمر الذى كان بداية لمعركة استمرت أربع ساعات.

صحيفة «الشروق» ذكرت أن عضو الحزب الوطنى الذى أشارت إلى اسمه بالحرفين (ع. ل) ــ هل هو عادل لبيب الذى تورط فى تحريض شباب الأقباط على الاشتباك مع الشباب المسلم؟ ــ أشرف بنفسه على تجهيز زجاجات المولوتوف وتوزيعها على المجموعة القبطية. أضافت «الشروق» أيضا أن مجموعة الشبان المسلمين تظاهروا سلميا أمام الكنيسة، لكنهم فوجئوا بوابل النيران وزجاجات المولوتوف تنهال عليهم. فى حين أن الأقباط تحدثوا عن هجوم عدد من المسلمين على الكنيسة، كان بينهم سلفيون. وهؤلاء كانوا يلقون بالأحجار وزجاجات المولوتوف (لم يتحدثوا عن مصدر إطلاق الرصاص). أضاف الشبان الأقباط فى التحقيقات أن بعض أئمة المساجد طلبوا من المتظاهرين المسلمين الانصراف دون جدوى. فاضطروا (الأقباط) إلى الدفاع عن أنفسهم وجرى ما جرى.

صحيفة «الوفد» ذكرت أن المسلمين فى المنطقة المحيطة فوجئوا بشاب مسلم يقف أمام الكنيسة ويصرخ معلنا أن زوجته التى أسلمت اختطفت واحتجزت داخل الكنيسة، فالتفوا حوله، لكنهم فوجئوا بأن مجموعة من الأقباط صعدت فوق أسطح المنازل المجاورة وأطلقت عليهم الرصاص وألقت عليهم زجاجات المولوتوف. ونقلت الصحيفة رواية أخرى معاكسة قال فيها الأقباط إن مجموعة من البلطجية اقتحموا الكنيسة بدعوى البحث عن «عبير»، ولم يجدوا مفرا من رد العنف بالعنف دفاعا عن أنفسهم وكنيستهم.
غدًا بإذن الله نحاول أن نقرأ رسالة ما جرى.
المصدر جريدة الشروق

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق