فهمى هويدى : أرفض تعبير (فلول النظام) لأنه أشبه بالكلام عن (العفاريت)

قال الكاتب والمفكر الإسلامى فهمى هويدى إنه يريد مصالحة سياسية وليست بوليسية بين المسلمين والأقباط، مصالحة حقيقية تحترم المواطن وتقبل بالديمقراطية، وتضع مصر على أعتاب النهضة الحقيقية، مؤكدا رفضه لاستخدام مصطلح «فلول النظام» الذى تحول لما يشبه «الكلام عن العفاريت»، بحسب وصفه.

وأكد هويدى فى ندوة عقدت بكلية التجارة بالمنصورة، أمس الأول، تحت عنوان «ماذا بعد 25 يناير؟»، ضرورة أن يتكاتف الجميع لبناء أسس هذا الاحترام بين عنصرى الأمة، مضيفا: «لا ننكر أننا بلد عربى إسلامى، بمعنى أن ثقافة الأغلبية هى العربية والإسلامية، والأقلية هم جزء من الحضارة المصرية»، وناشد القوى السياسية أن تستعيد حيويتها مجددا، فهى موجودة فى التليفزيون فقط، بحسب وصفه.

قال: «عندنا فى مصر 24 حزبا، وفى اليابان عقب الحرب العالمية الثانية تأسس نحو 400 حزب، انتهت إلى 12 حزبا، ثم إلى أهم حزبين، فلا قلق من كثرة الأحزاب، طالما أن بقاء الحزب أو نهايته أمر بيد الشعب»، مشيرا إلى ضرورة التعاون بين الجميع لتأسيس دولة ديمقراطية بانتخابات حرة نزيهة لتكون أول نواة مؤسسية مصرية، مضيفا: «مصر لم تشهد انتخابات حرة ونزيهة منذ عام 52».

وأكد هويدى رفضه لاستخدام تعبير «فلول النظام السابق»، فهو فى رأيه بدا وكأنه أشبه بالحديث عن «عفريت»، مضيفا: «كثير من النخب لديها خصومة تاريخية مع التيار الاسلامى، وبعضهم يتبنى مشكلة تشويه الإدراك الإعلامى، ولكن غاب عنهم أن الشعب المصرى بعد 25 يناير أصبح لديه الوعى الكامل لكل ما يدور حوله، وأصبح أكثر وعيا وثباتا، وعلينا أن نكون قادرين على توظيف هذا الرشد والوعى لتأسيس ديمقراطى أكثر احتراما، والاستفادة من التنوع لصالح بناء الدولة».

وأشار الكاتب الكبير إلى ضرورة عدم إغفال إسرائيل من الحسابات الدائرة فى مصر الآن، فهى مستاءة من من رحيل مبارك الذى سمته بـ«الكنز الاستراتيجى»، متابعا: «إذا نهضت مصر نهضت الأمة كلها، وهو ما تخشاه إسرائيل».

وأضاف هويدى: «إذا كانت مصر تريد استعادة موقعها الحقيقى، فلابد أن نتصالح مع أنفسنا أولا، ثم نتصالح مع التاريخ والجغرافيا، وأعنى بالتاريخ أن مصر جزء من الأمة العربية والإسلامية، وهما ساقان ترتكز عليهما مصر، وبدونهما لن نستطيع استعادة مكانتنا، إلى جانب ضرورة أن نتصالح مع جيراننا من الدول العربية والإسلامية».

المصدر جريدة الشروق

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق