وائل قنديل .. عفوًا أستاذ فهمى هويدى

بقلم: وائل قنديل
31 مايو 2011 09:39:23 ص بتوقيت القاهرة

عفوًا أستاذ فهمى هويدى

كنت أتمنى لو أن أستاذنا الكاتب الكبير فهمى هويدى خطف رجله إلى ميدان التحرير يوم جمعة الغضب الماضية لكى يقف بنفسه على أعداد المشاركين ومطالبهم، بدلا من أن يبنى مواقفه ورؤاه على ما «قاله له» بعض من كانوا فى الميدان.

أستاذنا فهمى هويدى اعتبر أن تغطية الصحف المصرية لوقائع جمعة الغضب الثانية مجرد «تدليس إعلامى» لا لشىء إلا لأن هذه الصحف قالت إن «المليونية» التأمت أو أوشكت على الالتئام رغم مقاطعة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، كما اتهم هذه الصحف ومنها «الشروق» و«المصرى اليوم» و«الأهرام» بالتدليس لأنها نقلت أن بعضا من المتظاهرين طالبوا بالدستور أولا، وتأجيل إجراء الانتخابات التشريعية، وعدم انفراد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار القوانين.

والحقيقة أن هذه المطالب وغيرها كثير كانت حاضرة وهادرة فى مليونية الغضب الثانية، كما أنها لم تكن موجهة ضد الإخوان ولا ضد المجلس العسكرى، وبالتالى يكون الذى غطى الأحداث ولم يشر إليها، إما مغيبا أو فاقد حاسة السمع.

ومع ذلك يمنح أستاذنا الكبير صك الاستقامة والنزاهة لصحيفة الحياة اللندنية وحدها، لأنها نقلت صورة تركز على مطالب أخرى متعلقة بمحاكمة الرئيس السابق وتصفية رموز الفساد.. كما أنها لم تر فى حشود التحرير إلا ثلاثة آلاف شخص فقط. ثم ينتهى إلى أن «أزمة الإعلام تعكس أحد أوجه أزمة النخبة المصرية التى ينتمى أغلبها إلى مربع الـ22% (يقصد الذين قالوا لا فى استفتاء التعديلات الدستورية) ثم يصدر حكما قاطعا بأن «هذه النخبة أفرزتها الأنظمة التى توالت فى العهود السابقة وليست خارجة من رحم المجتمع أو معبرة عن ضميره» ثم ينهى المرافعة بأن «مصر الثورة تستحق نخبة أكثر انتماء للناس وأكثر أمانة وصدقا».

وباعتبارى واحدا من تلك النخبة التى يرى الأستاذ فهمى أنها «ليست من رحم المجتمع أو معبرة عن ضميره» فإننى أدعوه لسؤال أصدقائه المحترمين المستشار زكريا عبدالعزيز والمستشار محمود الخضيرى والأساتذة حمدى قنديل وعلاء الأسوانى وعبدالعزيز مخيون وعشرات غيرهم من رموز النخبة المصرية بالميدان، هل كان الموجودون فى ميدان التحرير ثلاثة آلاف فقط كما ذهبت الحياة اللندنية؟ وهل غابت المطالبة بدستور أولا وتأجيل الانتخابات عن الهتافات والكلمات؟

ولماذا نذهب بعيدا فالدكتور عصام العريان أحد قيادات الإخوان والذى قاطع هذه المليونية (آسف المئوية) أعلن فى تصريحات نشرتها «الشروق» الأحد أن «الإيجابية الرئيسية فى جمعة الغضب الثانية هى خروج المواطنين بأعداد كبيرة إلى ميدان التحرير».

بل إن جماعة الإخوان أكدت أن تغطية موقع الجماعة لجمعة الغضب الثانية كانت سيئة وغير مهنية لأنها لم تنقل الصورة بدقة.

لقد كتب أستاذنا هويدى مقالا رائعا يحشد الناس قبل الجمعة الأخيرة عن «ثلاثة أسباب للغضب» والآن يغضب ممن قدروها حق قدرها على نحو يدفعك للدهشة.
المصدر جريدة الشروق

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق