عزة بلبع رفيقة درب نجم و الشيخ أمام : أغنياتى مازالت ممنوعة فى التليفزيون

غنت للحرية فكانت أول المحرومين منها.. أهدت للناس الأمل فحرمها النظام السابق منه وحاربها فى فنها وحتى رزقها.. رفيقه درب اشهر ثنائى نضالى فى تاريخ مصر الشيخ إمام وفؤاد نجم الشاعر الفاجومى.. وكما غنت معهم ظلمت معهم، وتم وأد موهبتها وفنها فى طيات التاريخ.. إلى أن جاءت الثورة لتهديها الحياة مرة اخرى.. فعاد اسمها وصوتها يرج الميادين من جديد مثلما طافت من قبل مع امام ونجم.. عادت أغانيهم تلهب مشاعر شباب الألفية الجديدة مثلما فعلت مع شباب السبعينيات..

عادت من جديد مع نجم بعدما غيب الموت الشيخ امام عن هذا المشهد الذى طالما حلم به.. غنوا معا للشباب وللثورة.. عن الرحلة الى التحرير كان هذا الحوار
فى البداية تحدثت معها عن أسباب امتناعها عن الغناء خلال مليونية الوحدة الوطنية التى كانت منذ أسبوعين فقالت: انزعجت جدا فى هذه المليونية، فالجميع جاء ليعلن عن اجندته الخاصة فى الميدان، وفى المنصة الكبرى التى كان يسيطر عليها احد الاشخاص الملتحين لا اعرف إذا كان اخوان ام لا ظللت منتظرة لمدة ساعة لأصعد وأغنى للناس ولم اجد الترحيب المعتاد من القائمين على المنصة فانصرفت وقمت بالغناء على باقى المنصات، وما ضايقنى أيضا هو تحويل مسار المليونية للقضية الفلسطينية فليس هذا ما جئنا من اجله، نحن جئنا لنعلن نبذنا للعنف ولجريمة إمبابة ولهدم الأضرحة، وهذا ليس خذلانا للقضية الفلسطينية.

وتذكر بلبع بعض من تفاصيل معاناتها مع مبارك وتقول : منعى كان رسميا فمثلا مسرحية الخرساء لفتحية العسال اوقفوها بعد 25 يوما من عرضها، وذات مرة قمت بتسجيل اغنية مسلسل اسمه «قسمتى ونصيبى» ووقعت عقدا بالفعل وسجلت الاغنية ولكنى فوجئت عند عرضه بمغنية اخرى وضعت صوتها عليه وشكوت الى صفوت الشريف ايامها ولكنه لم يفعل شيئا.

ورغم اننى كنت ضد السادات ولا اؤمن به على اى مستوى خاصة اتفاقية السلام. لكننى أراه ارحم من عهد مبارك، فلم يكن هناك طوارئ، ورغم الاعتقالات التى قام بها فإننا كنا نعرف اننا سنخرج بسبب سيادة القانون، ولكن فى عهد مبارك عشت اصعب الايام فحوربت على جميع المستويات فى عملى ورزقى.

وعلى ذكر صفوت الشريف سألناها عن تصريحات نسبت لها بانه قام بمحاربتها فقالت: لم اقل هذا بالضبط، ولكنى استطيع أن اقول انى كنت ممنوعة رسميا وتعرضت لمحاولة استقطاب قذرة منه عن طريق احد الصحفيين ولن افصح عنها الآن.

وعن حياتها الفنية الان تقول: اريد أن اتفرغ بعض الوقت لاسجل بعض الاغنيات الجديدة لعدد من الكتاب والملحنين مثل احمد قدرى وهانى شنودة وياسر فاروق وعهدى شاكر ومأمون المليجى وكلها اغان دون اجر..

وعما إذا كان الانتاج هو الذى يقف حائلا لخروج تلك الاغنيات قالت: الغناء الوطنى لم يعرف الانتاج ولن يعرفه، لان هذا النوع لا يستهوى المنتجين وستجد جميع من على الساحة يغنون بالجهود الذاتية كاسكندريلا ووجيه عزيز وغيرهما لانها تغنى بعيدا عن جو التكليفات الرسمية كاغنية شيرين عبد الوهاب وتامر حسنى.. وانا مثلا اطلقت بعض الاغانى عبر الانترنت عندما ضاقت بى السبل لعرضها للجمهور.. وأتمنى أن تعرض بعض الاغانى لى فى التليفزيون المصرى الذى اعتقد انهم مبرمجون على النظام القديم بمعنى انهم لا يفعلون شيئا الا بالاوامر..

فرغم انه استضافنى فى العديد من البرامج فإننى اشعر أن اغنياتى مازالت ممنوعة فلم تعرض حتى الآن أى منها.

وكان لرحلتها مع نجم وأمام نصيب من الحديث، فسألناها عن شكل التغيير الذى احدثه اندماجها مع هذا الثنائى الفريد من نوعه فى تاريخ النضال الوطنى بالفن فقالت: لقد نشأت فى عائلة مثقفة فأخوالى الدكتور هشام عيسى وحسام عيسى ولذا اقول انى نشأت فى مؤسسة صغيرة اهلتنى لشىء ما، ولكنى عندما استمعت لنجم وامام فى جامعة الاسكندرية لأول مرة شعرت بان هذا ما يجب أن اغنية كمصر يامه يا بهية وجيفارا مات وغيرها من الاغانى، لذا هما استكملوا هذا الجزء فى حياتى وامام علمنى كثيرا فى الموسيقى والمقامات ونجم ثقفنى كثيرا وقرانا معا ونقلنى نقلة كبيرة فى حياتى..

وانتقلت معها بالحديث الى ذكرى اول اعتقال فى حياتها والتى تراه الاصعب فتقول : كانت اصعب مرة وكانت فى ذكرى مقتل الشهيد صلاح حسين احد شهداء كمشيش والذى قتل على يد الاقطاعيين بتلك القرية، وكانت زوجته شاهندة مقلد تقيم ذكرى سنوية له ودعتنا اليها، وذهبنا انا والشيخ امام ومحمد على الرفيق الرابع..

وعلمنا فى الطريق بمحاصرة امن الدولة للقرية فتنكرنا فى زى فلاحين ومشينا لمدة 3 ساعات حتى وصلنا واقمنا الحفل بالفعل واقامتنا للحفل الصغير كان مستفزا للأمن جدا وعند عودتنا علمت بالقاء القبض على الشيخ أمام من مسكنه، وبعدها بيومين تم اعتقالى وبدأت رحلتى بالحبس 3 أيام فى سجن الخليفة ثم نقلت الى قسم شبين الكوم ثم الى السجن وقضيت أصعب ليلة فى حياتى نمت فيها على الارض بصحبة الجرذان وتذكرت دروس نجم التى قال لى عنها لمواجهة متاعب الاعتقال فطلبت الطبيب فى الصباح وكان طبيبا مسيحيا يدعى ميشيل وسأظل أدين له طوال عمرى فامر لى بمرتبة وبكوب لبن وقطعة حلاوة طحينية وكان يمنحنى الكتب لأقرأها.

وعن غنائها للبرادعى فى عهد النظام السابق قالت: غنيت له كمنقذ لأننا كنا فى حالة سيئة للغاية ثم جاء رجل محترم من العالم وترك الدنيا بأكملها ليضع يده فى يدنا وشعرت انه سينقذنا ومازلت أراه الأنسب لنا بين الأسماء المرشحة حتى الآن.

المصدر جريدة الشروق

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق