تخاريف جلال عامر .. أين يختبئ؟ أين دفنوه؟

 أين يختبئ؟ أين دفنوه؟
 بقلم   جلال عامر    ٤/ ٥/ ٢٠١١

المفروض اليوم طبقاً لتعليمات «الميديا» أن أكتب عن تمثيلية قتل «أسامة بن لادن» وحصول مصرى على المنصب، وكيف نجح (٢٠) شخصاً فيما فشلت فيه (٢٠) ألف طلعة جوية من التى تفتح باب الحرية وتأتى بـ(٢٠) ألف رئيس، ولكنها سبحان الله فشلت فى أن تأتى بأسامة لذلك دعنا نقول كلمتين إرضاء للميديا ونعود.. يختبئ الإرهابيون عادة فى كهوف أفغانستان وجبال باكستان وبرنامج «العاشرة مساء» الذى يوفر لهم منذ يناير الماضى ملاذاً آمناً، ومع ذلك خرج «أوباما» على إجماع رؤساء أمريكا وخرق الاتفاق وقتل «أوباما» «أسامة» وضيع على الولايات المتحدة كنزاً كانت تحرص عليه، و سوف يجبره المجمع الصناعى العسكرى على دفع الثمن فى الانتخابات المقبلة وليس كما يظن البعض (المكان: ديكور قصر، الزمان: توقيع القرار فى ذكرى وفاة «هتلر» وتنفيذه فى ذكرى وفاة «نابليون»)

 ويقال إن رمح الجبان طويل لكن صبر الشعوب أطول على أمريكا التى تضع الإرهابيين فى استوديوهات «هوليوود» لصالح المجمع الصناعى العسكرى فى «شيكاغو» ثم تقتلهم فى «أبوت آباد» وتدفنهم فى البحر حسب الشريعة مثل «تيتانيك» لتكتمل المتعة والإثارة، ففى النصف الأول من الفيلم، أين يختبئ حياً؟ وفى النصف الثانى، أين دفنوه ميتاً؟.. وسوف تنتج مصانعهم تخليدا له «دمية» تدر عليهم الملايين وكأن الرجل فى حياته لم يكن كذلك..

 وقد بدأ «إسماعيل يس» حياته فى ملهى «رمسيس» وبعد سلسلة أفلام ومسرحيات شغلت الدنيا انتهى فى نفس الملهى.. وقد بدأ «بن لادن» على يد المخابرات الأمريكية وبعد سلسلة أفلام ومسرحيات شغلت الدنيا انتهى على نفس اليد.. وكلاهما ذهب بعد أن أدى دوره وانصرف عنه المشاهدون فأطفأوا الأنوار وأغلقوا المسرح.. فى تاريخ الشعوب يوجد دائماً البطل «Hero» ومضاد البطل «Anti-Hero» لذلك هناك نقاط بيضاء مضيئة كثيرة نكتشف بعد فترة أنها مجرد «بهاق».. والأرنب بعيد النظر لأنه يأكل الجزر لذلك ترفض الأرانب أن تكون حقل تجارب.. ولى صديق يقطع تذكرة ويدخل المسرح ويشاهد الفصل الأول من المسرحية وينصرف ويقول: (إن الفصلين الثانى والثالث كتبهما نفس الشخص فلا داعى لاستكمال المسرحية).. عدنا.
galal_amer@hotmail.com


المصدر جريدة المصرى اليوم

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق