عمر طاهر .. كوميك كلوب الإخوان


عمر طاهر
كوميك كلوب الإخوان
Saturday, July 23, 2011 at 11:09am

آدى اللى خدناه من الثورة.
وجدتنى أقولها مرتين رغما عنى فى يوم واحد.
المرة الأولى عندما توقفت بالصدفة أمام برنامج على قناة «روتانا» اسمه «كوميك كلوب»، سيبك من فكرة البرنامج القائمة على استضافة بعض الممثلين ليلقوا على الجمهور نكات قديمة، وسيبك أيضا من سخافة مقدميه، فوجئت فى الحلقة التى توقفت عندها، بمقدمى البرامج يلقون نكات جنسية على الرئيس السابق وزوجته بطريقة مستفزة للغاية.
لدينا جميعا مواقف واضحة من الرئيس السابق وأفعاله، ويفترش الناس التحرير منذ أسابيع مطالبين بسرعة محاكمته، لكننى أؤمن تماما أن للأمر ضوابط كثيرة، فلا معنى أولا للنكات الجنسية البذيئة، ولا معنى أن يكون بطلها رئيسا مصريا سابقا، خصوصا عندما تتم إذاعتها على قناة خليجية، وهذا ليس دفاعا عن الرئيس السابق، قدر كونه دفاعا عن الثورة التى سيطالها الهجوم بسبب برنامج مثل هذا، لم يكن أبطاله يجرؤون أن يلمحوا بمثل هذه السفاهة فى عهد الرئيس السابق، وسيربط المواطنون -بلا شك- بين هذه الوقاحة والثورة (آدى اللى خدناه من الثورة)، فالحرية التى يطالب بها الثوار يترجمها المذيعون الخفة إلى نكات جنسية، والمحاولات التى يبذلها بعض الشباب للحصول على موافقة أهاليهم للانضمام إلى الاعتصامات سوف تتكسر على صخرة برنامج تافه يعلن للجميع أن الثورة لا تحترم أحدا وأننا جميعا سوف نصبح مادة للسخرية وقلة الأدب مقابل ريالات الوليد بن طلال.
من لم يستطع أن يسخر من الرئيس ونظامه (سخرية سياسية اجتماعية وليست جنسية) فى عز أيامهما وفى ظل سطوتهما، فلا معنى لأن يفعلها الآن، ومن يعتقد أن الانضمام للثورة والثوار يمر بسخرية الضباع من خصوم سياسيين، فعليه أن ينزل من على كتف الثورة فورا لأنها مش ناقصة.
هذه الثورة رفعت لافتات ساخرة فى وجه الرئيس السابق عندما كان يجلس على مقعد الحكم، وكان رافعوها على استعداد لأن يدفعوا ثمنها (حتى سخريتها الآن لها حدود، وتصوب سهامها تجاه النظام السابق ورجاله كهدف سياسى لا كهدف شخصى)، أما أن ترفعها الآن بهذه البذاءة وبتلميحات جنسية منحطة وأنت تعرف أنه لن يحاسبك أحد فهذا «شغل ناس جبانة» ولا يليق بنا جميعا كمصريين، سواء كنا من الثوار أو من لديهم تحفظات على الثوار.
المرة الثانية قلتها عندما أرسل لى أحد الأصدقاء مقالا منشورا على موقع «إخوان أون لاين».
الثورة التى منحت الإخوان وجودا شرعيا رسميا أصبحت محط سخريتهم وبسذاجة مطلقة.
ينشر موقع الإخوان مقالات ليتها تكتفى بالسخرية من ثوار التحرير، لكنها أيضا تسب وتشتم وتهين وتتهم، فموقع الإخوان يرى أن المعتصمين فى التحرير (حشاشين) يتصدرهم -حسب تعبير الموقع-السيد «مزازنجى» أما رفاقه فى النضال فهم «البيصى» و«الستامونى» و«القشط»، وأن معتصمى التحرير يقضون الليل أمام مائدة عامرة تتصدرها شيشة أحدث موديل، وأن شباب الميدان وبعد انتهاء السهرة حصلوا على «الأوبيج» من «البهظ بيه» الذى شارك مع عبده الكرف أحد صبيانه فى توزيع اللفافات على الحاضرين.
طب الواحد يقول إيه؟
يعنى أولا ضحالة فكرية ولغوية لا تليق بتلاميذ الأستاذ حسن البنا، ولو كان رحمه الله على قيد الحياة لفصلهم من «الإخوان» دون تردد، وخفة دم مصطنعة تجعل شباب الإخوان فى لحظات سخريتهم نسخة من «محمد رجب» عندما يلقى إفيه، ومقالات صحفية تنافس مقالات الصحف القومية فى أزهى عصور ديمقراطية مبارك وتنافس كتابا نعرفهم جيدا، ربنا لا يرجع أيامهم فى الردح للمعارضين، أما النضال بتحويل الثورة إلى -حسب تعبير الموقع- «ثورة الشيشة» وتحويل المعتصمين إلى «مزازنجى مناضلا»، فهذا أكبر دليل على أن الإخوان ليس لهم علاقة بالثورة فعلا، وأنهم ما زالوا يعملون بنفس أسلوب الحزب الوطنى وأمن الدولة القائم على التشهير والتجريح والحرب غير الشريفة.
الغريب أن رواد الموقع أنفسهم علقوا بكل احترام على المقال بجمل من نوعية «اتقوا الله»، و«أتمنى أن يكون الكاتب بيمثل نفسه مش الجماعة» و«حرام عليك ده أسلوب لا يليق» و«إخوتى لا تنسوا الفضل بينكم».
يعنى المقال كان لـ«الإخوان»، أما التعليقات فكانت لـ«المسلمين».


هذا المحتوى من





Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق