إبراهيم عيسى .. صور عمر سليمان "2"


إبراهيم عيسى
صور عمر سليمان 2
Saturday, July 23, 2011 at 11:12am

إذن أصدقائى الثلاثة قرروا مواجهة التوريث بعمر سليمان، بمبدأ اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وسألتهم كيف ستتم العملية، ردوا أنهم سيطبعون الملصقات، وفجرا سوف يعلقونها فى ميادين مترامية فى القاهرة.
قلت لكن لو لم يتم تصويرها وتوزيع صورها فلا معنى لها، لأنه سوف يتم انتزاعها بسرعة، مددتهم بما طلبوه من أرقام هواتف وكالات صحفية وصحفيين ومصورين صحفيين.
بعدها بأيام أرسل لى مصور زميل على بريدى الإلكترونى سبقا صحفيا يعتز به، وهو التقاطه صورا لملصقات تملأ عدة ميادين تطالب بعمر سليمان مرشحا للرئاسة، واستغربت أن الصور ضمت لافتات قماشية معلقة على أسوار «كبارى» شهيرة، وضحكت معجبا بالخيال المفرط فى إخلاصه.
طبعا الصور كانت لدى جميع الصحف، طبقا للاتفاق، ولم تكن سبقا صحفيا ولم يكن مطلوبا منها أن تكون كذلك.
بعد عدة ساعات كانت مؤسسة «الأهرام» تتلقى تعليمات بعدم طبع أى نسخة من أى جريدة تنشر خبرا لهذه الملصقات وصورها، والحقيقة أن الصحف الخاصة الثلاث «الشروق» و«المصرى اليوم» وطبعا «الدستور» كانت قد تصدرت صفحاتها الأولى صور هذه الملصقات القنبلة!
وتم حرق النسخ التى طبعتها إحدى هذه الصحف فى مطبعتها الخاصة، وكانت قد طبعت صور وخبر الملصقات فى صفحتها الأولى قطعا!
وأزيلت جميع ملصقات عمر سليمان فى سرعة مثيرة للإعجاب فى الوقت الذى لم تمزق فيه قطعة من ملصق دعائى لجمال مبارك!
وواصلت جريدة «المصرى اليوم» نشر تفاصيل حملة ترشيح جمال مبارك بالحماس ذاته!
كانت الصور قد فجرت قلق وتوتر جمال مبارك، وقطع عمر سليمان زيارته للولايات المتحدة عائدا إلى مصر، لمتابعة المصيبة التى حلت، بينما واجهه مبارك بجملة واحدة حين رآه «ولا يهمك.. وكمل».
لكن «جماعة الابن والأم» رفعت درجة الاستعداد لضرب سليمان.. وبات الرجل خليفة محتملاً إلى درجة أنه لم يكن يحتمل ذلك.
بعد أسبوع من هذه الواقعة جاءتنى مكالمة هاتفية من أحد الأصدقاء يخبرنى فيها أن صديقنا تم خطفه واعتقاله واختفاؤه، وأن جماعة قد جاءته فى العمارة التى يسكن فى إحدى شققها المفروشة وخطفوه من الجراج، وقد سقط جهاز هاتفه المحمول وعثر عليه سائس الجراج!
طمأنت صديقى وسألته عن ثالثهما، فقال إنه ترك بيته وانتقل لمنزل حماته، بعد ساعات اتصل بى الصديق الثالث يخبرنى أن صديقنا الثانى تم اعتقاله وخطفه.
وطبعا بعدها بيومين تم خطف صديقنا الثالث!
ظهرت أخبار الاختطافات الثلاثة فى جريدة «الدستور»، بينما اكتفت الصحف الأخرى باختطاف الصديق الثالث فقط.
خرجوا جميعا تباعا بعد أيام من الاحتجاز والاعتقال فى مبنى جهاز أمن الدولة فى مدينة نصر، حيث النوم فى زنزانة مكبلى الأيدى والقدمين والضرب والصفع والشتائم، ثم التحقيقات المطولة عن قصة الملصقات وما وراءها ومن وراءهم؟ وقد جرت الاستجوابات فى حضور مندوبين -فى ما يبدو- عن عمر سليمان، وتم سؤالهم -بالمرة- عنى وعن آخرين من الحركة الوطنية.
حينما جلسنا بعدها فى مقهى على النيل ضحكنا كثيرا جدا حتى القهقهة على عسكرى اسمه أسد كان حارسا على كل منهم فى الاعتقال، وكان حريصا على أن يصلوا الفجر حاضرا، ولما نسى مرة أن يضع القيود الحديدية لأحدهم بعد وضوئه اضطر أن يضعها له خلال ركوعه وسجوده!
وكان حديثنا كله عن عم سيد صاحب المطبعة الذى تعرف الأمن عليها وعليه واحتجزوه فى أمن الدولة عدة أيام، وكيف أن سيد قاطع صديقنا ابن حتته خوفا من أن يذهب مرة أخرى وراء الشمس! فظهر سيد فى ميدان التحرير إذن بعد تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس، متخيلا (سيد) بكل طيبة أن ملصقات عمر سليمان سوف ترفع من شأنه، فإذا بصديقنا يصرح له بالحقيقة لأول مرة، وأننا نكره عمر سليمان مثل مبارك تماما، لكن كنا نحاول أن نضرب بمكروه مكروها أكبر، والآن ليذهب كل المكروهين إلى الجحيم يا عم سيد. فذهب عم سيد ليلتها إلى بيته بينما ذهب بعدها المكروهون جميعا للجحيم!!


هذا المحتوى من





Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق