عمر طاهر .. جمعة الإسلاميين


عمر طاهر
جمعة الإسلاميين
Sunday, July 31, 2011 at 11:00am

كانت جمعة 29 يوليو جمعة الإسلاميين بلا شك، دعوا إليها وانشغلوا بالحشد لها على مدى الأسبوعين الماضيين، كنت أرى أنها مليونيتهم ولا يمكن أن أقف فى طريق أن يقوموا بها، واختلفت مع ما طرحه مرشح الرئاسة حمدين صباحى عندما طالب الإسلاميين بأن يؤجلوا التظاهرة أو أن يبحثوا عن مكان آخر بخلاف التحرير، كنت أرى أنها ستكون «شياكة ثورية» أن يتم تعليق الاعتصام فى هذا اليوم وترك الميدان لفصيل سياسى ما يريد أن يوصل رسالة ما حتى لو اختلفت معها، خصوصا أنه فصيل ينهى مظاهراته مبكرا ويترك الميدان قبل المغرب، كنت أرى أن تصرفا مثل هذا سيكون فى منتهى الرقى والوطنية لما ييجى من الثوار.
اعتبر البعض ما طرحته نوعا من الرومانسية لا تناسب الظروف التى نعيشها فالتزمت الصمت، لكن ما إن بدأ الكلام حول جلسات تفاوض للوصول إلى توافق، امتزج عندى التفاؤل بقليل من الامتعاض، شعرت أن ما تقوم به الائتلافات والأحزاب من محاولات للتوافق مع مليونية هى بالأساس إسلامية الدعوة والهدف هو «شغل تماحيك» به قدر ما من التطفل، كنت أتمنى نجاح الفكرة كما رسمها شباب الثورة لكن أساس الفكرة نفسه لا يخلو من ثغرة. بدِّل أماكن الطرفين.. اعتبر أن الإسلاميين هم المعتصمون فى الميدان وقوى شباب وأحزاب الثورة تدعو إلى مليونية.. قوم جه الإسلاميون وطلبوا منهم أن يهتفوا بكذا ولا يهتفوا بكذا وأن ينسوا الهدف الأصلى لمليونيتهم ويندمجوا مع الإسلاميين فى مطالب توافقية.. طب يبقى إيه لزمة المليونية أصلا؟
أنا شخصيا أرى أن الإسلاميين لم يكونوا مضطرين إلى عقد اتفاق من هذه النوعية ولم يكن ليلومهم أحد على رفض الفكرة والتمسك بمطالبهم بصراحة ووضوح، لكن بما أنهم قد قبلوا التوافق فكان عليهم أن يلتزموا به، لأن عدم التزامهم وضعهم فى نهاية اليوم فى صورة «اللى مالهمش كلمة».. يا إما مالهمش كلمة على الجموع التى افترشت الميدان وضربت بعرض الحائط كل ما اتفقت عليه قياداتهم، يا إما القيادات مالهاش كلمة والاتفاق كان مجرد خدعة منهم.. يا إما مالهمش كلمة لأنهم كانوا صادقين وقت الاتفاق ثم رجعوا فى كلامهم.
كان أكثر ما يحيرنى بالأمس قيادات الإسلاميين الذين أطلوا عبر شاشات وفضائيات كثيرة. كانوا كلما واجههم أحد بنقضهم الاتفاق، وأنهم رفعوا شعارات دينية من نوعية «الشعب يريد تطبيق شرع الله» كانوا يتركون مسألة عدم الوفاء بالكلمة ويرهبون من يحاورهم بـ«وانت ضد شرع الله ليه؟».
أنا شخصيا لست ضد شرع الله أبدا وأتمنى أن يحكمنا، لكن بالله عليك قل لى كيف أأتمنك على شرع الله وأنت أصلا مالكش كلمة؟!


هذا المحتوى من





Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق