بلال فضل .. قلمين

لم نعد نهتف: إيد واحدة إيد واحدة، ربما لأننا اكتشفنا أن الله خلقنا بيدين اثنتين. وله في ذلك حكمة.
لا تظلموا الرجل، من قال لكم: إن رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف لا يتخذ مواقف قاطعة وحادة، هل نسيتم أنه يحلق ذقنه كل يوم؟!
ـ ظلمنا الدكتور شرف عندما وصفنا حكومته من قبل بأنها حكومة الثورة، كان الأدق علميا وصفها بأنها حكومة انتقالية، أليست تنقلنا من سيئ إلى أسوأ؟
ـ كل شيللو يشبه اللو، حتي المحامي وموكله.
ـ قبل أن تتهم الثوار بإشاعة الفوضى في البلاد أرجوك أن تحكم ضميرك وتسأله هذه الأسئلة، وأنا «راضي» ضميرك: ألم يكن ممكنا أن تتم محاكمة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين أمام محاكم عسكرية طالما أنها محاكم نزيهة وتضمن لهم كل الحقوق، كما يُقال لنا كلما اعترضنا على إحالة نشطاء سياسيين إليها؟، هل كان جهاز الشرطة سيشعر بالإهانة لو تم وقف كل الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين عن العمل أو منحهم إجازة إجبارية حتى يحكم القضاء في حقهم بدلا من استمرارهم في عملهم لكي يستخدموا نفوذهم في التأثير على المجني عليهم وأهاليهم، وقد أذعت واقعة تثبت ذلك على الهواء، فضلا عن عشرات الوقائع التي نشرت في كل مكان؟، هل يصح أن ننتظر خمسة وستين بيانا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى نجد فقط في البيان السادس والستين تعهدا برعاية أهالي الشهداء والمصابين مع أنهم لا يريدون المال بقدر ما يريدون العدل؟، لماذا رسيت محاكمات الشهداء على أمين شرطة اسم الله وكام ضابط وتوارى دور مبارك وجمال والعادلي وغيرهم من القتلة الحقيقيين الذين يريد الناس القصاص منهم خاصة بعد أن قال المشير طنطاوي أمام الملايين في خطابه في أكاديمية الشرطة إن الجيش رفض أوامر تلقاها بضرب المتظاهرين بالرصاص؟، هل استخرج وزير الداخلية منصور العيسوي صحائف الحالة الجنائية لجميع الشهداء لكي يثبت للرأي العام أن الذين تم قتلهم أمام أقسام الشرطة كانوا بلطجية حسب قوله؟، ومنذ متى كان البلطجي يهاجم مصدر رزقه وتأمينه وحمايته؟، وإذا كان قد تم قتل البلطجية أمام الأقسام فمن الذي كان يعربد في شوارع مصر في ظل غياب الشرطة المريب؟، وإذا كنت كمواطن قد تعرضت للتعذيب أو البهدلة أو امتهان الكرامة في قسم شرطة ألن تفكر في مهاجمته إذا سنحت لك الفرصة لكي تسترد كرامتك وتحصل على نصر قريب؟، ألا تستحق تلك المباني المحترقة التي مارس بعض ضباطها القتل من على أسطحها أن تكون ثمنا لفتح صفحة جديدة لجهاز الشرطة مع المواطنين يعود فيها ملكا للشعب وليس للدولة، ويعيش الجميع في ظل عدالة تضمن حرمة المواطن والقسم معا؟، ولماذا نوفر كل أسباب الفوضى ثم نصرخ عندما نراها قادمة؟. إذا لم تقنعك هذه الأسئلة بمشروعية غضب الثوار وأهالي الشهداء فتأكد أن لديك ثقبا كبيرا في الضمير، وإذا كنت لا تجد غضاضة في أن تعيش بضمير مثقوب، فتأكد أنك إذا رضيت الظلم لغيرك ستكتوي بناره يوما ما، ومن لم تعظه مصائر رجال مبارك فلا واعظ له.
ـ بعض الذين قرأوا ما قالته أم شهيد عن إهانتها وركل أحد ضباط قسم العجوزة لها في بطنها، وصف من فعل ذلك بأنه بالتأكيد ابن حرام. حرام يا جماعة، تذكروا أن ابن الحرام أكثر من يعرف قيمة الأم.
ـ جاء رمز ماليزيا مهاتير محمد إلينا وتحدث كثيرا، لكن صوته لم يكن مؤثرا لأن صوت «مهاتراتنا» كان أعلى. ياسادة إذا أردتم أن تحضروا لنا شخصا يحدثنا عن المستقبل أصدروا أولا قرارات تشعرنا بالقطيعة مع الماضي.
ـ تأخر التطهير فرجع الغاز إلى الداخلية، وشكلها كده هترجع الكهرباء كمان.
ـ لست معك في ضرورة قطع اليد التي ترمي قنابل الغاز على المتظاهرين بعد الثورة، أنا أميل أكثر إلى قطع اليد التي وقعت قرار استيرادها. نحن قوم نصدر الغاز الطبيعي إلى إسرائيل بثمن بخس، ونستورد قنابل الغاز الفتاكة من أمريكا بعشرين دولارا للقنبلة، ثم نشكو من عجز الإنتاج، كان الأولى أن نصدر الغاز الطبيعي بعشرين دولارا ونقوم بتصنيع قنابل الغاز محليا، على الأقل لكي نضمن أن تفتك الصناعة المحلية بالمتظاهرين سريعا، فتريحهم من آلامهم الطويلة التي تسببها قنابل الغاز الأمريكية.
ـ لا أدري هل سيحتفظ المستشار السياسي لرئيس مجلس الوزراء الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح بقدرته المدهشة على التحليل السياسي البارد إذا ألقيت في حجره قنبلة غاز ساخنة؟. سؤال لن نعرف الإجابة عنه إلا بالتجربة. بالمناسبة قرأت مقالا لصديقي المعتز بالله يقول فيه إن خبراء الكلام ليسوا بالضرورة خبراء الفعل، فأدركت أنه بدأ يكتب سيرته الذاتية.
ـ من أين عرف المرشح الرئاسي المحتمل الدكتور محمد سليم العوا أن المشير طنطاوي أمر بصرف مليار ونصف المليار دولار من ميزانية الجيش المصري لكي لا يحدث عجز في الموازنة، هل عرف بقية المرشحين الرئاسيين بهذه المعلومة الخطيرة التي كان يجب أن يعرفها الشعب من المجلس مباشرة، وهل علينا أن ننتظر أخبار المجلس العسكري على صفحة الدكتور العوا في الفيسبوك؟
ـ بدلا من عمل فحص عذرية للمعتقلات السياسيات، لماذا لا نقوم بإجراءات فحص العذرية للصحف ومواقع الإنترنت والقنوات الفضائية؟، سنكتشف مصائب سوداء والنعمة.
ـ ياصديقي لا تتحدث عن الشهداء والقصاص بعصبية، ليس فقط لكي لا تستفز الناس بل لكي لا تقلق سلام الشهداء. ياصديقي أعلم أنك غاضب، لكن أرجوك لا تجعل غضبك ينسيك أن البشر دائما يحتاجون إلى من يخاطبهم بهدوء ويذكرهم أن الوقوف ضد الظلم يحمل مصلحة شخصية لهم قبل أن يكون مجرد مبدأ، وأنهم بالقصاص للشهداء يحمون أنفسهم وأبناءهم قبل كل شيء، ياصديقي حلمك قليلا على الناس، فبدون الناس تصبح الثورة مجرد اعتصام
المصدر جريدة التحرير


Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق