نوارة نجم .. أم فارس


نوارة نجم
أم فارس
Tuesday, July 19, 2011 at 10:08am

يقول إبراهيم الهضيبي: الثورة دي فيها شيء لله. وفي برنامج «العاشرة مساء»، قال اللواء العصار: الثورة دي اللي عملها ربنا.

أنا أصدق تماما أن الله هو الذي ينصر الثورة المصرية، لأنها ثورة ضد الظلم، والخيانة، والعمالة، والخسة، والفساد، والقهر. هي ثورة ضد نظام أفسد «نوارة الأعين» بحق.. مصر.

مصر حبة عيون العالم، بفسادها يفسد العالم، وبصلاحها تنير الأرض.. حقيقة علمية ثبتت صحتها على مدى سبعين قرنا من الزمان.

ومصر هي عمود خيمة العالم. ومصر هي الدرع الحامية للعالم. ومصر هي شعبها. وشعب مصر خط أحمر. و«لو مصر مالهاش نيل كان شعبها حفره» كما هو وارد في قصيدة تميم البرغوثي.. «الفلسطيني الذي يتدخل في الشأن المصري» كما يقول اللواء الرويني.

منذ بداية تفجر الموجة الثانية من الثورة على أثر اعتداء جهاز الشرطة -المعادي للشعب- على أسر الشهداء ونحن نطالب بحل الداخلية القائمة وإعادة بناء جهاز أمن جديد مهمته أن يخدم هذا الشعب: سيد البلاد. إلا أن أصواتا علت تتساءل: ومن الذي سيحفظ الأمن؟ ثم إن تسريح عناصر الأمن العاملة الآن في الداخلية سينتج عنه تشكيل عصابات إجرامية تهدد البلاد.

الإجابة أرسلها الملأ الأعلى -مركز قيادة الثورة- وجسدها في أم فارس. استيقظنا في يوم 17 يوليو على صراخ إحدى المعتصمات باحثة عن ابنتها الطفلة التي اكتشفنا أنها مختطفة، وتمكن أمن الميدان من العثور على الطفلة وإلقاء القبض على السيدة التي اختطفتها.

بقوة ورباطة جأش، توجهت أم فارس -إحدى المعتصمات- إلى الخيمة التي تم احتجاز صفاء، مختطفة الطفلة فيها، وقامت بالتحقيق مع المتهمة من الساعة السادسة صباحا، وحتى الساعة الثالثة عصرا دون تعذيب، أو تنكيل، بل وفرت لها الطعام، وأعطتها وقتا مستقطعا للنوم، ولترضع وليدها، بل إنها أخرجت أم الطفلة المختطفة من الخيمة حين صفعت صفاء على وجهها، وبعد ساعات، خرجت علينا أم فارس بالاعترافات كاملة:

صفاء تعمل مع رئيس مباحث آداب قصر النيل أحمد زيور، وتسلمه الأطفال المختطفين في مقابل 300 جنيه، ثم يقوم زيور بدوره، ببيع الأطفال لأحد الملاجئ التي تتاجر في أعضاء الأطفال! كما أن زيور قد طلب من صفاء استدراج بعض شباب الاعتصام لشقته (جرسونيرة سيادة الضابط المحترم)، وذلك أملا منه في القبض عليهم في حالة تلبس وفضحهم والإساءة لسمعة الاعتصام... إلا أنها فشلت تماما في المهمة الأخيرة، وتبين أن شباب الاعتصام شرفاء وشمعتهم قايدة.

للأسف -وأقول للأسف- تم تسليم صفاء للشرطة العسكرية، وكنت أود أن تظل محتجزة في الميدان، لأن ذلك سيضمن لها الإقامة في ظروف إنسانية، وهو ما لا نستطيع الجزم به في حالة ما إذا تسلمتها جهة رسمية.

إذن، هذي وزارة الداخلية تؤوي الخارجين عن القانون، ويدير عناصرها شبكات تمارس أبشع أنواع الجرائم: الاتجار في أعضاء الأطفال، وها هم آل الميدان ينقذون البلاد من شبكة خطيرة، وتطرح أم فارس بديلا أكثر مهنية وإنسانية وحرفية ونزاهة من تلك المؤسسة التي لولاها لما سمعنا عن جريمة في مصر، وها هم أعضاء شبكة «تويتر» الإلكترونية يطالبون بتعيين أم فارس في منصب النائب العام


هذا المحتوى من





Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق