وائل قنديل .. هوامش من دفتر محاكمة العصابة


وائل قنديل
4 اغسطس 2011 08:53:03 ص بتوقيت القاهرة
هوامش من دفتر محاكمة العصابة

 ما شاهدناه فى قاعة المحكمة بأكاديمية الشرطة أمس استمرار للإبداع المصرى المبهر للعالم بأسره، وهدية حضارية جديدة يقدمها الشعب المصرى ــ أكرر الشعب المصرى ــ للدنيا.

إن أصوات العالم التى تحدثت عن عبقرية ثورة 25 يناير لم تكن تجاملنا، أو تتملقنا بل كانت تقر واقعا سطره المصريون بدمائهم، ولم يبتعد رئيس وزراء إيطاليا عن الحقيقة حينما قال: «لا جديد.. فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة» فيما لم يكن هانز فيشر رئيس النمسا منافقا وهو يقول: «شعب مصر أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام».

وهنا نذكر أصحاب الأفهام فقط بشباب وشابات مصريين رابطوا فى الميادين واعتصموا فى الطرقات معرضين أنفسهم للقمع الأمنى وأحط أنواع الشتائم الخسيسة، كانوا وراء هذا المشهد التاريخى الذى تابعناه أمس، ويخطئ من يتصور أن المخلوع وولديه وأعوانهم كان يمكن أن يقبعوا خلف القضبان بدون نضال المصريين فى ميادين الثورة، وواهم من يظن أن هذا المشهد كان يمكن أن يتحقق بدون ضغوط شعبية جبارة انتزعت هذا اليوم انتزاعا من تاريخ مصر، ولم يتفضل به علينا أحد.

وإذا كان الشكر واجبا للثوار النبلاء فإن السؤال أكثر وجوبا للسادة المحامين المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية: أين أنتم من قضايا الشهداء والمصابين؟

أين المحامى البارع محمد سليم العوا وأين المحامى القدير حازم صلاح أبوإسماعيل وأين المستشار هشام البسطويسى من المحاكمة التى بدأت أمس؟

أطرح هذا السؤال وقد رأيت فى وقائع الجلسة بعضا من ملامح العشوائية وعدم التنسيق بين السادة المحامين الذين يدافعون عن أسر الشهداء والمصابين، على نحو يذكرك جزئيا بما ابتليت به الثورة مؤخرا من تعدد المنصات وتقاطعها فى ميدان التحرير، بعد أن انفض عنه النجوم وانشغل عدد كبير من رموزه فى شئون أخرى، الأمر الذى أثر بالسلب على وحدة الخطاب الصادر عن الميدان، وأحدث ثغرات نفذت منها سموم الانقسام والفرقة.

ولعل من ثمار الجلسة الأولى أمس أنها كشفت أنه من المهم تشكيل هيئة دفاع مشتركة عن الشهداء والمصابين، تنسق فيما بينها وتضع استراتيجية للدفاع، حتى لا نرى ما رأيناه فى قاعة المحكمة أمس من تداخل للأصوات وغياب للنظام بين المحامين المترافعين عن المدعين بالحق المدنى.

ولعلك لاحظت أمس غياب الأسماء الكبيرة من نجوم المحاماة من مختلف القوى الوطنية، فيما احتشد جهابذة المحامين دفاعا عن المتهمين، ما يجعل من الضرورة بمكان أن يتداعى أساتذتنا من رموز القضاء المتقاعدين، وأساتذة القانون الثقات والمحامين الكبار لتشكيل هيئة وطنية تتولى تنظيم عملية الدفاع عن حقوق مصر فى محاكمة العصر.


هذا المحتوى من





Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق