جلال عامر .. الطغاة يجلبون الغزاة (2)

الطغاة يجلبون الغزاة (٢)

  بقلم   جلال عامر    ٣/ ٥/ ٢٠١١

لمن لا يعرفنى «انظر الشكل».. طويل القامة، قصير النظر، على عكس زرقاء اليمامة قصيرة القامة طويلة النظر، لكننى أفرق بين أقراص الطعمية والأقراص المدمجة، وقد بدأت بعض الأصوات فى الغرب تطالب بفرض عقوبات على مصر بسبب ما يسمى معاملة الأقليات، وأول الغيث قطر وآخرة القطر حريق، وآخرة الدواء الكى، لذلك أعيد نشر «الطغاة يجلبون الغزاة» لعل البعض يتعظ، فكما قلت الفساد يجلب طياراً دون طيارة، والتعصب يجلب طيارة دون طيار.. الدول التى تشارك طائراتها الآن فى ضرب «مواقع» ليبيا هى الدول التى سوف تشارك شركاتها فى إدارة «آبار» ليبيا، والتراكم الكمى يؤدى إلى تغيير نوعى، لذلك كل دقة فى قلبى بتسلم عليك.. فانظر وراءك فى غضب وانظر أمامك فى أمل، وكل من يجاورنا محاصر.. ليبيا محاصرة، والسودان محاصر، وغزة محاصرة، وإذا جاء التيار الدينى «يحتال» ضاحكاً فسوف ننضم إلى الحصار إلا إذا جاء راشداً على طريقة «أردوجان» فسوف ننضم إلى حلف الأطلنطى،

 فالطغاة يجلبون الغزاة، والطاغية قد يكون الحاكم وقد يكون الجهل، ففى بعض البلاد البعيدة، والعياذ بالله، رخصة «الكباريه» تحتاج إلى رئيس الحى، ورخصة «الكنيسة» تحتاج إلى رئيس الجمهورية، ليس بسبب الاضطهاد الدينى ولكن رغبة فى تشجيع الفن.. فالوحدة الوطنية ضرورة حياة والعاقل هو من اتعظ بغيره.. أقول ذلك ليس بمناسبة عودة «الونش» وبدء ظهور الرصيف، ولكن لأن الاستفتاء معركة سياسية حولها البعض إلى معركة دينية ثم استمر العبث فى الشوارع وأول الغيث «قطر» وآخره «طيارة»، فالمجتمع الموحد مفتوح للاستثمار والمجتمع المنقسم مفتوح للاستعمار..

 والكاتب «مجنون» والقارئ «عاقل»، فمن طبع أمريكا وأوروبا والدول المتقدمة قبول ثورات «السُنة» والترحيب بها، ورفض ثورات «الشيعة» على أساس أن «البحرين» غير «القرنين»، وزرقاء «اليمامة» غير بيضاء «المنامة»، وأكبر ميكانيكى يظل «أسطى» وأقل طبيب اسمه «دكتور».. ومعظمنا تعلم فى المدرسة كيف يكره زميله، وتعلم فى النادى كيف يحب زميلته، ففى هذه الأيام كل اللى راجع من السفر يجيب لنا معاه «طاقية» حتى نقلونا من عصر «الطرابيش» - المرحلة الليبرالية - إلى عصر «الطواقى» - المرحلة الوهابية - ونسوا أن الأجنبى عندما يجىء يحضر معه «الطراطير» للجميع فلا تصدق من يزعم أن من يأكل معك «الكوارع» يصبح أخاك فى الرضاعة لأن أخاك الحقيقى هو شريكك فى الوطن، والأمر بيدنا لا بيد عمرو ولا البرادعى.

ملحوظة مهمة: الذى شتمنى فى النشر الأول لهذا المقال وغمس أصابعه فى الحبر الفسفورى ليس من حقه أن يشتم مرة أخرى وإلا وقع تحت طائلة القانون أو تحت الحصار.. ربنا يستر.

galal_amer@hotmail.com


المصدر جريدة المصرى اليوم

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق