مريلة بيج

كان المفروض أنى دلوقتى أنزل الجزء الثانى من مقالة صرخة ثورة و رغم أن المقالة مكتوبة و جاهزة إلا انى و أنا بفكر فى المقالة و بفكر فى حال البلد مغرفش أيه اللى رجع دماغى لورا أوى لأيام المريلة البيج و المريلة البيج للى ميعرفهاش من مواليد بعد سنة 90 على ما أظن هى عبارة من مريلة كنا و أحنا صغيرين فى الروضة أو الحضانة و من بعدهم الأبتدائى بنلبسها كان البنين و البنات بيلبسوها تصدق حتى كلمة بنين بقت قديمة دلوقتى أسمهم الأولاد محدش بقى يقول كلمة بنين دى خالص فاكرنها حتى كلمة روضة و حضانة معدش حد بيستخدمها و إلا بيعتبر بيئة كله بيقول كى جى و الله كانت ايام حلوة و جميلة جدا .
المهم بقى أنا ايه اللى فكرنى بالمريلة أحداث أمبابة اللى شوفناها من كام يوم و أحداث الفتنة الطائفية اللى قرفنا منها كل يوم ، و بصراحة لما افتكرت المريلة و ايام أبتدائى نفسيتى ارتاحت فقولت افكركم بيها يمكن نفسيتكم ترتاح أنتم كمان و دماغكم ترتاح شوية من وجع الدماغ اللى احنا عايشينه اليومين دول .
 كان نظام المدرسة و أحنا فى أبتدائى إن البنين و البنات بيلبسوا مريلة لونها بيج و تحتها بنطلون لونه بيج كان الفرق بين مريلة الولد و مريلة البنت أن مريلة البنت بتكون بأستيك من عالوسط و ساعات كده البنات المرفهة شوية مبتلبسش بنطلون تحتها و تلبس الشراب الأبيض الطويل اللى عامل زى البنطلون مش فاكر اسمه ايه بصراحة  والمريلة البناتى كانت بكسرات لكن الأولادى لا و كانت المريلة سواء بناتى أو أولادى ليها جيبين من قدام و تشبه الجونلة فى أنها طويلة شوية وواسعة و مريلة البنت كان بيكون عليها شريطة ملونة من عالصدر بيتهيألى لونها كان بنى مش فاكر أوى و كان طابور الصباح بيقف فيه ولد و جنبه بنت كنا عيال صغيرة و مش فاهمين حاجة و لا فارقة معانا موضوع دا ولد و دى بنت العيال الصغيرة دلوقتى متعرفش كأنهم نازلين من بطن امهم عارفين يعنى ايه واد و يعنى أيه بنت المهم كان الأستاذ أو الأبلة (كنا فى مدرسة حكومة مكناش بنقول عليها ميس دلوقتى كله بيقول ميس) بييجو يعملوا علينا تفتيش فى الطابور يشوفوا شعرنا طويل و الا لا و ضوافرنا و المريلة نضيفة و الا لا و يتمموا عالشراب الأبيض و الجزمة السوداء متلمعة و الا لا.
و علشان كنت رئيس الفصل كنت المسئول عن تنظيم الطابور أنا و بنت زميلتى كنا بعد تحية العلم نمسك أيد بعض و نطلع عالفصل و البنت دى كان اسمها فيفيان ، فيفيان أنطوان زخرى زاخر و الله فاكرها كأنها قدامى دلوقتى كانت بنوتة زى العسل و زى ما أحنا مكنش فى دماغنا أى مشاعر سيئة نحو كلمة ولد و بنت مكنش عندنا أى مشاعر سيئة نحو كلمة مسلم و مسيحى و كانت فيفيان مسيحية و رغم ذلك كانت أقرب أصحابى البنات فى الفصل ليا و كان باباها و مامتها بيحبونى أوى و كانت بتأكلنى من السندوتشات بتاعتها و كنت أنا طبعا بأكلها من السندوتشات بتاعتى بس هى كانت بتأكلنى من ساندوتشتها جدعنة و كرم أما أنا كنت بأكلها من سندوتشاتى علشان اتخلص من سندوتش المفتقة اللى أمى كانت فارضاه عليا كل يوم مع سندوتش تانى متغير فكنت أدى سندوتش المفتقة لفيفيان و أخد منها سندوتش لانشون مكانه أو جبنة رومى ( طبعا عارفين أن الجبنة الرومى و اللانشون كانوا من دلائل الرفاهية )  و كنا كمسلمين و مسيحيين مبنفترقش غير فى حصة الدين بس دا مكنش شىء بيفرقنا كان شىء عادى و ملناش دعوة بيه و لا حتى بنتكلم فيه يمكن بس كنا بنستغرب منه ساعات لكن عمرنا ما ضايقنا بعض بسبب الدين أو اى شىء تانى كنا كلنا براءة فعلا .
اللى أنا مستغرب منه دلوقتى هل الروح دى أختفت من مدارسنا زى ما المريلة البيج أختفت و ألا لسه موجودة بين أطفال ابتدائى و حضانة قصدى كى جى و هل محتاجين لروح المريلة تانى علشان ننسى الفروق ما بينا و نفتكر أننا شركاء فى فصل واحد و دكة واحدة (دلوقتى بيقولو عليه ديسك) قصدى وطن واحد .
طبعا علشان مضيعش فرحتك بسرحانك فى ايام ابتدائى هفكرك بشوية حاجات كده من بتاعت ابتدائى فاكر الشريطة الحمراء اللى زى بتاعت القضاة اللى كان بيلبسها رؤساء الفصول و فاكر الشريطة بتاعت الشرطة العسكرية اللى كنا بنلبسها على كتفنا طيب فاكر شنطة المدرسة القماش و شنطة المدرسة الجلد أم ترباس طيب فاكر مصروفك كان كام فى أبتدائى أنا عن نفسى لحد سنة تالتة ابتدائى كان مصروفى بريزة ورق كنت بتفشخر بيها عالفصل كله طيب فاكر مسابقات الشمعدان و الا البوم بم بم دا كان احسن مصدر معلومات بم بم فى عالم البحار و بم بم طيار و هكذا يعنى و فاكر قصص سمير و تان تان و قصر الثقافة و القراءة للجميع و المسلم الصغير و ماجد المجلة مش كابتن ماجد بتاع اليومين دول طيب فاكر ماما سامية و ماما نجوى و كرنبة و بقلظ  و سينما الأطفال و أبلة فضيلة طيب فارين مسلسلات الراديو و برنامج العلم و الأيمان و برنامج غرائب و طرائف و عجائب طيب فاكرين ميكى جيب و المغامرون الخمسة و الشياطين الـ13 كل دى حاجات جميلة عيشناها و أحنا صغيرين و اكتر منها بكتير اللى فاكر حاجة يا ريت يفكرنا بيها و ياريت لما نفتكر مننساش ان موضوع مسلم و مسيحى دا و ليبرالى و علمانى و سلفى و صوفى و اخوانجى الحاجات دى كلها جديدة علينا كل اللى فاكرة أننا كنا بس مصريين .



Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق