وائل قنديل
10 يوليو 2011 09:02:44 ص بتوقيت القاهرة
يا مشير.. يا مشير
المفترض أن المشير طنطاوى هو رئيس مصر الآن باعتبار أن المجلس العسكرى يقود البلاد بديلا لرئيس الجمهورية المخلوع مؤقتا، وحتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.
وطالما قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يضطلع بمهمة الإدارة السياسية للبلاد فى هذه الظروف فمن حق جماهير المحكومين أن تعبر عن رأيها فى طريقة الإدارة، وتعلن ترحيبها بما تراه جيدا وتزأر بالهتاف الغاضب ضد ما تراه افتئاتا على أحلامها وتطلعاتها، خصوصا أنه لولا هذه الجموع لما شهدت مصر ثورة أسقطت رأس النظام، وجاءت بالمجلس العسكرى بديلا مؤقتا له، أى أن الجماهير هى صاحبة الفضل فى صعود المشير طنطاوى إلى سدة حكم البلاد.
وعليه ينبغى التذكير بأنه لابد من التفرقة بين المشير طنطاوى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، وبين المشير طنطاوى رئيس الدولة باعتباره يرأس المجلس الذى يدير الدولة.. وهى التفرقة التى تسير بالتوازى مع التفرقة بين الجيش المصرى العظيم وبين المجلس الأعلى.
والثابت أن المصريين يعرفون قدر جيشهم العظيم ويضعونه فى المكانة اللائقة به باعتباره جيش الشعب المصرى، ويرون فيه المؤسسة الوطنية بامتياز، ولهذا السبب ارتضوا ورحبوا بإسناد الإدارة السياسية للدولة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشكل مؤقت، حين أعلن المجلس تعهده بحماية الثورة واستمرار مسيرتها لتحقيق الأهداف التى خرج من أجلها الشعب المصرى إلى الميدان وقدم ألفا من الشهداء وآلافا من المصابين فى معركة «التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية».
وطبيعى عندما يشعر الطرف الأول فى العلاقة التعاقدية (الشعب المصرى) أن الأداء السياسى من البطء ومن الغموض بما لا يتناسب أبدا مع أهداف ثورته العظيمة، أن يصفر ويزأر ويهتف معلنا احتجاجه وغضبه من الطرف الثانى فى العلاقة والذى تعهد بتحقيق مطالب الشعب وأهداف ثورته.
وعليه فإن المسألة ليست كما يحاول الإعلام الحكومى تصويرها بأنها «شعارات معادية» أو «هتافات مسيئة» للسيد المشير بصفته العسكرية أو القوات المسلحة، بل هى هتافات غضب مشروع ضد «رئيس الدولة» تولدت من إحساس تنامى على مدار الأسابيع الماضية بأن الثورة تتقهقر إلى الوراء، أو فى أفضل الأحوال «محلك سر».
ومن المهم فى هذه الحالة أن يزن الذين يطلقون التوصيفات كلماتهم قبل ترويجها، بأسلوب لا يختلف أبدا عما كان سائدا فى عصر الرئيس المخلوع، فالاختلاف والتعبير عن الغضب من السياسات يبقى حقا جماهيريا، دون أن يعد ذلك نوعا من «العداء» و«الإساءة»، إلا إذا كان هؤلاء الذين استبدلوا بمبارك المجلس العسكرى يعمدون إلى التحريض على الملايين التى خرجت فى ميادين مصر فى جمعة «الثورة أولا» بتصنيفهم بأنهم « أعداء ومسيئون» للقوات المسلحة.
واللافت أنه مع عودة الملايين إلى الشارع للتظاهر والاحتجاج والاعتصام، تتجاهل السلطة المؤقتة هذا الخروج الجماعى للمصريين على نحو مثير للدهشة، ولم نسمع حتى الآن «عصر أمس السبت» تصريحا أو تعليقا من أى من الذين يديرون مصر ويحكمونها.
إن ما جرى فى ميادين مصر أول أمس كبير ومهم وفارق فى مسيرة الثورة المصرية، فلا تصموا آذانكم عما يهدر به الشعب من احتجاج وغضب.. تكلموا أو افعلوا شيئا يرحمكم ويرحمنا ويرحم مصر الله.
10 يوليو 2011 09:02:44 ص بتوقيت القاهرة
يا مشير.. يا مشير
المفترض أن المشير طنطاوى هو رئيس مصر الآن باعتبار أن المجلس العسكرى يقود البلاد بديلا لرئيس الجمهورية المخلوع مؤقتا، وحتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.
وطالما قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يضطلع بمهمة الإدارة السياسية للبلاد فى هذه الظروف فمن حق جماهير المحكومين أن تعبر عن رأيها فى طريقة الإدارة، وتعلن ترحيبها بما تراه جيدا وتزأر بالهتاف الغاضب ضد ما تراه افتئاتا على أحلامها وتطلعاتها، خصوصا أنه لولا هذه الجموع لما شهدت مصر ثورة أسقطت رأس النظام، وجاءت بالمجلس العسكرى بديلا مؤقتا له، أى أن الجماهير هى صاحبة الفضل فى صعود المشير طنطاوى إلى سدة حكم البلاد.
وعليه ينبغى التذكير بأنه لابد من التفرقة بين المشير طنطاوى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، وبين المشير طنطاوى رئيس الدولة باعتباره يرأس المجلس الذى يدير الدولة.. وهى التفرقة التى تسير بالتوازى مع التفرقة بين الجيش المصرى العظيم وبين المجلس الأعلى.
والثابت أن المصريين يعرفون قدر جيشهم العظيم ويضعونه فى المكانة اللائقة به باعتباره جيش الشعب المصرى، ويرون فيه المؤسسة الوطنية بامتياز، ولهذا السبب ارتضوا ورحبوا بإسناد الإدارة السياسية للدولة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشكل مؤقت، حين أعلن المجلس تعهده بحماية الثورة واستمرار مسيرتها لتحقيق الأهداف التى خرج من أجلها الشعب المصرى إلى الميدان وقدم ألفا من الشهداء وآلافا من المصابين فى معركة «التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية».
وطبيعى عندما يشعر الطرف الأول فى العلاقة التعاقدية (الشعب المصرى) أن الأداء السياسى من البطء ومن الغموض بما لا يتناسب أبدا مع أهداف ثورته العظيمة، أن يصفر ويزأر ويهتف معلنا احتجاجه وغضبه من الطرف الثانى فى العلاقة والذى تعهد بتحقيق مطالب الشعب وأهداف ثورته.
وعليه فإن المسألة ليست كما يحاول الإعلام الحكومى تصويرها بأنها «شعارات معادية» أو «هتافات مسيئة» للسيد المشير بصفته العسكرية أو القوات المسلحة، بل هى هتافات غضب مشروع ضد «رئيس الدولة» تولدت من إحساس تنامى على مدار الأسابيع الماضية بأن الثورة تتقهقر إلى الوراء، أو فى أفضل الأحوال «محلك سر».
ومن المهم فى هذه الحالة أن يزن الذين يطلقون التوصيفات كلماتهم قبل ترويجها، بأسلوب لا يختلف أبدا عما كان سائدا فى عصر الرئيس المخلوع، فالاختلاف والتعبير عن الغضب من السياسات يبقى حقا جماهيريا، دون أن يعد ذلك نوعا من «العداء» و«الإساءة»، إلا إذا كان هؤلاء الذين استبدلوا بمبارك المجلس العسكرى يعمدون إلى التحريض على الملايين التى خرجت فى ميادين مصر فى جمعة «الثورة أولا» بتصنيفهم بأنهم « أعداء ومسيئون» للقوات المسلحة.
واللافت أنه مع عودة الملايين إلى الشارع للتظاهر والاحتجاج والاعتصام، تتجاهل السلطة المؤقتة هذا الخروج الجماعى للمصريين على نحو مثير للدهشة، ولم نسمع حتى الآن «عصر أمس السبت» تصريحا أو تعليقا من أى من الذين يديرون مصر ويحكمونها.
إن ما جرى فى ميادين مصر أول أمس كبير ومهم وفارق فى مسيرة الثورة المصرية، فلا تصموا آذانكم عما يهدر به الشعب من احتجاج وغضب.. تكلموا أو افعلوا شيئا يرحمكم ويرحمنا ويرحم مصر الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق