عمر طاهر .. برما يتصل بك

عمر طاهر
برما يتصل بك
Monday, July 18, 2011 at 10:48am

اتصل بي برما وش الفجر تقريبا، «إيه اللي مصحيك لحد دلوقتي يا برما» فقال لي: لا أعرف ما الذي جعل عصام شرف وحسام حسن يجتمعان في أحد فصوص مخي في لقطة واحدة؟ لقد اكتشفت أن ظروفهما متشابهة بقدر كبير.. كل منهما وصل إلى منصبه في لحظة تاريخية فارقة.. مصر كانت على وشك الوقوع في فخ التوريث، والزمالك كان على وشك الوقوع في فخ دوري الدرجة الثانية، وكل منهما وصل إلى مكانه وسط تأييد جماهيري عارم. شرف حصل على شرعيته من ألتراس الثورة، وحصل عليها حسام حسن من ألتراس التالتة يمين، حتى مشكلتهما خلال أداء المهمة كانت واحدة تقريبا. شرف يعاني من المجلس العسكري وحسام كان يعاني من مجلس إدارة ناديه.

قلت له «هل تعتبر أن المجلس العسكري نسخة من مجلس إدارة نادي الزمالك؟»، قال لي: لأ طبعا.. يكفي أن المجلس العسكري استجاب لطلبات الثوار، وسمح لشرف أن يشتري اللاعبين المحترفين الذين يحلم بوجودهم في تشكيلته، بينما اختصر أعضاء مجلس الزمالك المسافات وراح شايل حسام نفسه عشان وجع الدماغ، وراحوا كلهم قافلين موبايلاتهم حتى يتفادوا مواجهة الجماهير الغاضبة، بصراحة حسنا فعلا المجلس العسكري بأن أبقى على الدكتور شرف ولم يقله ومنحه فرصة جديدة بإمكانيات وصلاحيات أوسع.. أنا شخصيا أتمنى أن ينجح هذا الرجل هذه المرة لأنني ما زلت أراه أول قدم لروح الثورة في السلطة وأتمنى أن تثبت وجودها بالفعل، فنجاحه سيكون من أجمل دروع البطولات التي سيحتفظ بها الميدان في دولابه، لأنه نجاح لواحد من أبناء النادي.. قصدي واحد من أبناء الميدان.

قلت له «برما.. ممكن أعرف رأيك بصراحة في أداء المجلس العسكري؟»، تنهد برما تنهيدة كادت تحرق التليفون، ثم قال: لا أستطيع أبدا أن أفترض في المجلس العسكري أنه شرير أو متواطئ.. لأنني لا أمتلك أدلة ملموسة على هذا الافتراض.

قلت له «أومال إيه؟»، فقال: ليس شرطا أن يكون المطرب العظيم ناجحا عندما يتجه إلى التمثيل، وأعتقد أن المجلس العسكري غير موفق في إدارة شؤون البلاد لمشكلات مهارية، نظرياتهم في الإدارة تصلح مع فترة انتقالية في حياة وطن مستقر بالفعل وكل نقاطه فوق الحروف ومؤسساته تعمل بكامل كفاءتها وأفكاره مرتبة ونهائية.. لكنها لا تتماشى بشكل مرضٍ مع وطن تقريبا يبدأ من الصفر، هم يمثلون خير أجناد الأرض بلا أدنى شك.. ولكن مهارات العمل السياسي أكثر تعقيدا من مهارات حمل السلاح.

قلت له «طب ومجلس إدارة الزمالك؟»، فقال لي: يا راجل دول بقالين رسمي، قلت له مندهشا «بقالين؟»، فقال لي: بقالين وواقفين في محل مش بتاعهم أصلا.

قلت له «برما أنا عمري ما سألتك عن المرشحين المحتملين للرئاسة»، برطم قليلا بكلام لم أسمعه ثم قال: بص.. عندي مشكلة مع كل واحد.. مشكلتي مع عمرو موسى «الآلاطة» الزائدة، التي قامت الثورة للقضاء عليها أصلا، ومشكلتي مع البرادعي أنه يبدو أحيانا زاهدا زيادة عن اللزوم، وروح غاندي التي تتلبسه أحيانا تشعرني بالوهن، ومشكلتي مع العوا أنه داخل علينا دخلة شكري سرحان على تحية كاريوكا في «شباب امرأة»، ومشكلتي مع حمدين أنه كتير على مصر وهيربكنا «يعني لو كان حمدي واحد مش حمدين كانت تبقى أسهل شوية»، ومشكلتي مع أبو الفتوح أنه ستايل قديم لفكرة رئيس الجمهورية بلغة خطابه وكلاسيكية شخص خرج من عباءة كيان سياسي محافظ ومنظم زيادة عن اللزوم.. فاضل حد؟.

قلت له «المستشار البسطويسي»، فقال لي «دماثة البسطويسي نموذج لدماثة الضيوف لا أصحاب البيت.. وتلك مشكلة».

قلت له «ألا ترى فيهم أي مميزات؟»، فقال: على اختلاف نياتهم أرى في كل واحد منهم شخصا يحب البلد بطريقته، ولديه فكرة تشبهه يحاول أن يدفع بها بلده إلى الأمام، أحب وأكره، وأنا أنظر إليهم لكنني أبدا لا أمتلك أدنى شك في وطنيتهم جميعا.

قلت له «طب رجعنا تاني لعصام شرف وحسام حسن»، فقال: على كل واحد منهما أن يستفيد من تجربته السابقة وهو يخطو خطوته الجديدة، فمثلما نطلب من حسام حسن أن «يسيطر على أعصابه» نطلب من الدكتور شرف أن «يثور قليلا

هذا المحتوى من

 

Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق