ممدوح حمزة: تعاونيات زراعية صناعية فى الصحراء تحل مشكلة التكدس السكانى فى مصر

0 التعليقات
 رجل من أشد المعارضين لسياسات النظام السابق فى ملف الإسكان والأراضى، اعترفت بخبرته الدول الأجنبية قبل أن تشهد له دولته، ويقدم حلولا لتوفير الإسكان المنخفض التكلفة، ولعلاج تشوهات التوزيع الجغرافى للسكان فى مصر، ممدوح حمزة، الاستشارى الهندسى، الذى شارك فى عدد من المشروعات العملاقة حول العالم، يتحدث ل«الشروق» عن أسباب مشكلة الإسكان فى مصر ورؤيته لحلها.

«الدولة تجاهلت توافر وحدات سكنية لائقة للطبقات متوسطة الدخل، وهو ما أدى إلى تفاقم مشكلة الإسكان فى مصر» بهذه العبارة بدأ حمزة حديثه عن سبب أزمة الإسكان فى مصر.

الانشغال عن حل هذه القضية يعتبره حمزة نتيجة غياب دور الدولة، ونتاجا طبيعيا لسياسات الفساد التى أدت إلى انشغال وزارة الإسكان فى عهد الوزير الأسبق، إبراهيم سليمان، والسابق، أحمد المغربى، للإسكان بتخصيص أراض للإسكان الفاخر على حساب إسكان محدودى الدخل.

يقول حمزة إن الدولة منذ فترة الثمانينيات بدأت تتخلى عن توفير إسكان للطبقات المتوسطة ومحدودة الدخل، واتخذت سياسات بعيدة لا تخدم هذه الطبقات، مع الاتجاه للبناء بهدف التمليك بدلا من الإيجار، واشتدت الأزمة مع دخول الأجانب فى شراء عقارات.


أزمة إسكان

على الرغم من عدم وجود سكن يتلاءم مع إمكانيات أغلب فئات الشعب، يقول حمزة إن مصر لا تعانى من أزمة إسكان ولكنها تعانى من أزمة توفير مساكن منخفضة التكاليف تناسب الشريحة العظمى من المصريين، وهم أصحاب الدخل المحدود والمتوسط.

وقد تفاقمت هذه المشكلة مع تركيز وزير الإسكان الأسبق، محمد إبراهيم سليمان على البناء للفئات الأكثر دخلا، كما يقول حمزة موضحا أن «ما تم بناؤه من وحدات سكنية لمحدودى الدخل، منذ مجىء الوزير فى 1993 وحتى خرجه من الوزارة فى 2005، لم يزد على 6 آلاف وحدة سكنية فى العام، رغم أن احتياج مصر من هذا النوع من الإسكان يصل إلى 350 ألف وحدة سنويا، وفقا لتقديرات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء».

ويشير حمزة إلى أن تحيز سليمان للإسكان الفاخر بلغ به أن طلب من المهندسين، فى إحدى زياراته لمشروع إسكان منخفض التكاليف فى القطامية أثناء إنشائه، أن تتم إزالة بعض الحوائط من وحدات المشروع لتوسيع مساحتها وتحويلها للإسكان الفاخر. «لم نبن لمدة 16 عاما لمحدودى الدخل، واتجهنا لبناء القصور والفيللات والشقق الفاخرة، مما وضع مشكلة الإسكان لمحدودى الدخل فى أحرج حالاتها»، يضيف حمزة.

ويرى حمزة إن دخول حديد التسليح والخرسانة لقطاع البناء الاقتصادى كان نوعا من الخطأ، «علينا أن نصلح هذا الخطأ ونعود للصواب باستخدام الحوائط الحاملة فى البناء منخفض التكاليف وتوفير مسكن مناسب وآمن يوفر الحياة الكريمة للمواطن محدود الدخل بسعر مناسب»، موضحا أن الشعب المصرى كله كان يستخدم الحوائط الحاملة حتى 1950، مشيرا إلى أن القصور الملكية كلها وجامعة القاهرة مبنية بالحوائط الحاملة.

وينوى الاستشارى المعروف تطبيق تجربة الحوائط الحاملة فى مصر ويقول إنه يقوم بتنفيذ وبناء وحدات لمحدودى الدخل لن تزيد تكلفتها على 36 ألف جنيه بنظام الحوائط الحاملة، لكنه يرفض أن يفصح عن تفاصيل هذا المشروع حتى يتم الإعلان عنه رسميا.


علاج تشوهات التوزيع الجغرافى

الخروج من المأزق الحالى لأزمة الإسكان فى مصر، وما تعانيه القاهرة الكبرى من تكدس ممكن من خلال إقامة مجتمع جديد فى الصحراء الغربية، كما يرى حمزة، يضم وحدات سكنية اقتصادية فى مناطق توشكى، وبحيرة ناصر، وشرق العوينات، والواحات البحرية، ففى هذه المناطق من الممكن أن تخلق مجتمعات عمرانية جديدة تستغل المياه الجوفية وتنشئ عليها مجتمعات ريفية فى الأساس، تقوم على الزراعة، والصناعة التعدينية، والحرفية.

ويقوم تصور الخبير الاستشارى للمجتمعات العمرانية الجديدة على المفهوم التعاونى، بحيث يشارك عدد من الشباب فى جمعية تعاونية تحصل على قطعة أرض على أن يسددوا سعرها على 25 سنة، ويقيموا عليها وحدات سكنية لهم.

وتكون الأراضى الزراعية، فى ضوء هذا التصور، مسئولية الجمعيات التعاونية بحيث تقسم إلى مساحات لا تقل عن 2500 فدان تستفيد منها 500 أسرة، بخلاف العمالة التى ستقوم بزراعة الأرض، وتخصص الأرض للشباب دون تملك، على أن يعود العائد الزراعى للجمعية التعاونية، وبذلك «نحل مشكلة التكدس السكانى، ونتخلص من جزء من البطالة، وتزيد مساحة الأرض الزراعية فى مصر».

التصور الذى يضعه حمزة يربط هذه المجتمعات الجديدة بباقى أنحاء الجمهورية من خلال خط سكك حديدية دائرى يربط الصحراء الشرقية بالغربية، ممتدا من بورسعيد والسويس إلى رأس بناس فى جنوب محافظة البحر الأحمر، ليصل إلى بحيرة ناصر، ثم يمتد إلى الواحات البحرية، ومنها لمرسى مطروح.


العشوائيات وغياب التخطيط

المناطق السكنية العشوائية مشكلة تعانى منها مصر، وبالأخص إقليم القاهرة الكبرى، الذى يضم وحده 82 منطقة عشوائية، ويرجعها ممدوح حمزة لعدم تنفيذ خطة التعمير التى أعدتها الدولة وبدأت فى تنفيذها فى أواخر السبعينيات.

فقد بدأت الخطة على يد الخبير صبحى عبدالحكيم، بتخطيط عمرانى يشمل مدنا وقرى ليخدم كل سكان مصر فى الحضر والريف، واستمر تنفيذ هذه الخطة فى عهد الوزير الأسبق حسب الله الكفراوى، ثم بعد رحيله اتجهت الدولة لبناء المدن الجديدة فقط وتم إغفال بناء القرى، علما بأن 65% من المجتمع المصرى، فى بداية إقرار هذه الخطة، كان من سكان الريف، و35% فقط من سكان الحضر.

ويقول حمزة إن هذه الخطة التى كلفت الدولة نحو 22 مليار جنيه لبناء 21 مدينة جديدة، أهملت الجزء الأكبر من السكان، وكانت النتيجة أن سكان الريف هاجروا إلى المدن، فأصبح الآن 55% من المجتمع المصرى يقطنون الريف، و45% من سكان مصر يعيشون فى الحضر بعد أن هاجر 10% من الريف إلى المدن، وهم الذين اتجهوا إلى البحث عن إسكان يناسب إمكانياتهم المتواضع، فلجأوا إلى المناطق العشوائية فى المدن، وكانت النتيجة أننا فقدنا 10% من سكان مصر المنتجين الذين تحولوا إلى مستهلكين فى الحضر».

ويضيف حمزة أنه نتيجة عدم توفير المساكن الرخيصة اضطر محدودى الدخل إلى بناء مساكنهم بأنفسهم سواء على أراضى الدولة أو الأراضى الزراعية، مما ساهم فى سرعة انتشار المناطق العشوائية فى أطراف المدن الكبرى، حتى أصبح 38.8% من المصريين فى الحضر يعيشون فى المساكن العشوائية، وهو ما اعترفت به الدولة فى تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى ابريل 2008

ومن جهة أخرى تم إنشاء الطرق السريعة فى المناطق الزراعية رغم وجود تحذيرات من الخبراء منذ عام 1961 من إنشاء طرق سريعة على تلك الأراضى تجنبا للجذب السكانى الذى سيتبع إنشائها، كما كان هناك اعتراض على إقامة الجامعات الإقليمية على الأراضى الزراعية، ومطالبة بضرورة دفعها إلى أطراف الوادى حتى تجذب إليها السكان والإسكان وتمتد بلا حدود على الأراضى الصحراوية، لكن حدث العكس.

وأدت أزمة توفير السكن الملائم إلى التهام جزء كبير من الأراضى الزراعية وإقامة تجمعات عمرانية سرطانية تأكل الرقعة الزراعية بمعدل متزايد بلغ 60 ألف فدان فى العام الواحد، ومن المنتظر أن تغطى كل أنحاء دلتا النيل الزراعية عام 2035 إذا سار العمران بنفس المعدلات.


مليون وحدة سكنية

التوسع فى توفير الإسكان منخفض التكاليف يعتبر أولوية فى رأى حمزة، الذى يقترح أن تجمع الدولة موارد إضافية لهذا النوع من الإسكان من خلال فرض ضريبة على المسطحات الخضراء غير المنتجة للغذاء، مثل ملاعب الجولف والحدائق والمتنزهات المملوكة للأفراد أو الشركات أو القطاع الخاص عموما، والتى تزيد مساحاتها عن 500 متر مربع، بالإضافة لفرض ضريبة على الشواطئ الخاصة، وعلى الأجانب الحائزين لوحدات سكنية فى المناطق الحضرية، نظير فرصة السكن التى كان من الممكن أن تتاح لأحد المواطنين ليحيا فيها هو وأسرته، وأخيرا، فرض رسوم ضئيلة على الجامعات الخاصة التى تزيد رسومها على 30 ألف جنيه فى السنة.

وقد بدأت حكومة تيسير الأعمال تلتفت للسياسات الخاطئة التى تم اتباعها فى الماضى وتحاول إيجاد حلول لها، حيث أعلنت عن مشروع لإنشاء مليون وحدة سكنية خلال السنوات الخمس القادمة، وهو ما يعتبره حمزة اتجاها جيدا.

ويمكن أن يقسم هذا المشروع لثلاثة أجزاء، فى رأى حمزة، تتناسب مع شرائح المجتمع المختلفة، «جزء يخصص للقادرين على البناء بأنفسهم، وجزء يخصص للإسكان المتوسط تباع وحداته بسعر التكلفة، بحيث لا يزيد سعرها على 60 ألف جنيه، وجزء يتم بناؤه ويقدم للمواطنين بنظام الإيجار.

ويدعو حمزة الدولة إلى تشجيع صغار المستثمرين على بناء المساكن بغرض الإيجار وليس التمليك، مع منح حوافز وإعفاءات ضريبية لهذا النوع من الاستثمار.


محاكمات أصحاب الأراضى

الكثير من المحاكمات التى يتعرض لها كبار رجال الأعمال الآن جاءت نتاج سياسات التخصيص العشوائى للأراضى، كما يقول حمزة، والتى كانت تتم للمحظوظين، والمقربين والأقارب، واكبر دليل على ذلك منح شركة سوديك، التى أسسها مجدى راسخ، حمو علاء مبارك، مساحة 2100 فدان أقيم عليها مشروع بيفرلى هيلز، وهى شركة كانت فى ذلك الوقت لا تمتلك الخبرة الكافية أو سابقة الأعمال التى تؤهلها للحصول على كل هذه الأراضى، «على الأقل شركة طلعت مصطفى كانت تملك سابقة أعمال وقامت بعمل مشروع كبير وناجح هو الرحاب، قبل منحها الأراضى الشاسعة لمدينتى».

ينتقد الخبير الاستشارى الطريقة التى كان يتم بها تخصيص أراضى الدولة للمستثمرين، ويقول أنه ضد أن تكون هناك جهة واحدة لها سلطة منح أراضى الدولة، «لأن هذا التصرف يشجع على الفساد المدقع» حسب وصفه، متسائلا «لماذا تم منح أراض لشركة الاستشاريون المصريون، أو لرجل الأعمال عماد الحاذق أو لشركة كنوز، ما هى المعايير التى كانت تمنح من خلالها الأراضى؟».


سياسة المزادات

يرى حمزة أن المزادات التى أجريت فى عام 2006 كانت «خرابا على مصر، وعلى المجتمع»، ويقول إن هذه المزادات حدثت فى غياب رؤية وخطة للإسكان فى مصر، المزاد إذا كان تم للمصريين فقط من الممكن أن نعتبر إجراء هذا المزاد نصف خطأ، حتى وإن كان الهدف منها الشفافية فى بيع الأراضى أو جذب موارد إلى خزينة الدولة قدرت بالمليارات،

لأن «الدولة من المفترض إنها ليست تاجرا، والسكن ليس سلعة إنما احتياج».

«أوافق على إجراء مزاد الأراضى المخصصة للأغراض التجارية وفى الفنادق لكن يكون مزاد على حق انتفاع، لأن هذه المشروعات توفر فرص عمل لأبناء بلدنا وتستجلب سائح أجنبى يدر دخلا بالعملة الصعبة، وتؤدى إلى تشغيل الكثير من الصناعات» تبعا لممدوح حمزة.

ويرى حمزة أن قيام مزادات على الأراضى المخصصة للإسكان أدى إلى رفع سعر متر الأرض إلى الأسعار العالمية، وطرد المواطن المصرى خارج المنظومة وفى المقابل سمح للعرب والأجانب، الذين لا يوجد سقف لإمكانيتهم، بالتواجد على حسابنا نحن أبناء البلد.

حمزة الذى يضع صورة الرئيس الراحل عبدالناصر على جدران مكتبه، يحدد الطريقة التى يجب أن يتملك بها الأجانب أراضى فى مصر، ويقول إنه من المفترض أن يسمح للأجانب فقط بشراء الأراضى بغرض النشاط السياحى لإقامة مشروعات فندقية من خلال نظام حق الانتفاع فقط وليس البيع، وللاستثمار الصناعى بغرض إقامة مصانع للإنتاج وليس للصناعات التجميعية، أو يسمح لهم بشراء أراض بغرض إقامة المولات التجارية، على أن يكون على الأقل 70% من منتجاتها التى يتم تسويقها منتجات مصرية، أو بغرض إقامة المبانى للإدارية على أن يكون على الأقل 50% من إيجارها يحصل من شركات الأجنبية. «ويمنع تماما تملك الأجانب للأراضى المخصصة للإسكان، ويجب أن يتم التعامل مع هذه القواعد على أساس أنها قرآن لا يحيد عنه أحد ولا استثناء عليه». تبعا للاستشارى العالمى.

ويضيف أن أراضى الإسكان يجب أن تخصص فقط للمصريين إما انتفاعا أو تمليكا، على أن يسمح للأجنبى فقط بشراء شقة للإقامة فيها، وما أن يقيم فيها عليه أن يدفع ضريبة دخل مثل المصريين. حمزة يوضح السبب من وراء وضعه لهذه الشروط بأن السماح للأجنبى بتملك عقار على أرض مصر يمنع فى المقابل مواطنا مصريا من التملك لعقار، مشيرا إلى أن الهدف من دفع هذه الضريبة هو الحد من المضاربة على الأراضى والشقق. «فى سويسرا لا يحصل أى فرد على إقامة إلا بعد أن يقوم بسداد 200 ألف فرنك فى العام» يتحدث الاستشارى المعروف.

المصدر جريدة الشروق

Share

دعاة ونشطاء إسلاميين يطالبون بإعادة صياغة خطاب الحركات الإسلامية

0 التعليقات
 اتفق الشيخ محمد حسان، الداعية السلفي، والشيخ محمد المختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية، والداعية الإسلامي صفوت حجازي، والدكتور عصام العريان، والدكتور عبد الرحمن البر، عضوا مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، والباحث عمار علي حسن، على أهمية المسارعة لإيجاد صيغة جديد لخطاب الحركات الإسلامية في مصر بما يجمع تلك الحركات لتحقيق المصالح المشتركة والنهوض بالبلاد في هذه الفترة الدقيقة.

ودعا الشيخ محمد المختار المهدي خلال مشاركته في حلقة نقاشية اليوم الاثنين، بجمعية الشبان المسلمين حول "مستقبل خطاب الحركات الإسلامية في مصر في مرحلة ما بعد الثورة"، إلى تشكيل رابطة للعلماء تتولى إصدار الفتاوى الموحدة بعد دراستها باستفاضة، بدلا مما يحدث حاليا من فتاوى سريعة وآنية عبر الفضائيات حيث يصدر أحد الدعاة فتوى ثم يرد الآخر عليها، مطالبا بضرورة إيقاف التعصب المذهبي الذي يقوم على البحث في التراث عن المسائل الخلافية الشاذة.

وأكد المهدي أن على الدعاة التركيز على الإيمانيات بعد أن حرم الشعب من الثقافة الإسلامية خلال المرحلة السابقة، مطالبا بالعودة للقرآن الكريم ليتم شرح العقيدة الإسلامية من خلاله، وطالب بتجبن الخلافات، ومراعاة الظروف بما يوجب عدم إستخدام لفظ "الخلافة الإسلامية" كي لا تستخدم كفزاعة"، مضيفا: "من رحمة ربنا إن الثورة مرفعتش شعارات إسلامية وإلا كان العالم كده اتجند ضدها".

من جانبه، قال الشيخ محمد حسان إن مصر تمر بمرحلة إعلامية صعبة، في ظل إعلام منفلت لا يسير وفق الشريعة، ويديره أصحاب أجندات خاصة، بما يوجب أن ينطلق التطهير والتغيير من الفرد قبل الدستور والقوانين، لأن شباب مصر يعاني من أزمة في الأخلاق يجب أن نبحث لها عن الحلول المناسبة.

وشدد حسان على ضرورة وجود خطاب إسلامي جامع لمختلف أطياف الحركة الإسلامية، لإيجاد إعلام يسمح بالاختلاف في الفرعيات دون الأصول، ويركز على التناصح لا التقاذف وتصيد الخلافات، وأكد على ضرورة الاعتماد على الكوادر الإسلامية المتخصصة في جميع المجالات ودفع عجلة التنمية والاقتصاد بما لا يخل بمحاكمة المفسدين.

وركز القيادي الإخواني عصام العريان، على الدعم العالمي للإسلام من خلال وضع المشروع الإسلامي كمحط لأنظار الجميع، بما يوجب توظيف الإعلام لتقديم صورة متميزة للإسلام إلى جميع العالم، وتقديم خطاب إسلامي متزن يصل لغير المسلمين بصورة واضحة تراعي القواعد العامة كالحرية والعدالة والمساواة.

وقال العريان "إن هناك حملة استفزازية شرسة تشمل كل ما هو إسلامي وتصدر للجميع فوبيا من الإسلام والإسلاميين ومنهم الإخوان، بما يوجب على الإسلاميين الهدوء وعدم الإنجرار للاستفزاز، لأن نجاح المشروع الإسلامي في مصر سيجعله أكثر قدرة على النجاح في العالم كله، وأكد أن الإخوان لديهم حاليا مشروعا لتأسيس منابر إعلامية كبرى ومتعددة".

وصرح الدكتور عبد الرحمن البر، بأن "الفساد المنظم لا يواجهه إلا مصلحون منظمون بما يوجب اجتماع أصحاب المناهج الحقة والتعاون الداخلي بين أطياف الحركة الإسلامية، لأن الأصل في علماء الحركات الإسلامية أنهم طلاب حق يوجب التماس العذر للمخالف حيث يجب الرجوع إلى الحق متى اتضح، خصوصا وأن الاختلاف ينحصر في الفروع بما يجب معه ألا يتهم المخالف بالصلال أو ارتكاب البدع".

وأكد البر على أن للخطاب الإسلامي أن يركز على نقاط أهم خلال المرحلة المقبلة مثل بناء الشخصية المصرية بعد قرون من الإفساد طالت كثيرا من سماتها الأصيلة، وضرورة تصحيح صورة الشريعة الإسلامية التي تقدم بصورة مخيفة ، والاهتمام بالأعمال الخيرية، وتقديم خطاب واقعي منفتح ومطمئن ومزيل للشبهات ويعلن تقبله للنقد والمراجعة.

واتهم البر الإعلام بتصيد أخطاء الخطاب الإسلامي بما يدفعه لأخطاء جديدة، وطالب الإسلاميين بإعادة طرح قضاياهم بصورة دقيقة، مؤكدا أن قضية مثل كاميليا شحاتة يجب أن تطرح على أنها مواطنة مصرية مختفية حبسها من ليس من سلطته الحبس، وهي بهذه الصورة قضية حقوقية مهمة، وأبدى دهشته من دعاة الليبرالية الذين يحاولون إقصاء من يرغب في إقصائهم، مؤكدا أن الإقصاء ليس حلا والأفضل استيعابهم.

وقال الداعية صفوت حجازي: "الثورة أرادها الله وصنعها فثار الشعب المصري وسقط النظام"، وأكد أن سلوك الدعاة صبح جزءا من خطابهم الإعلامي بعد أن أصبحوا موضوعين تحت الميكروسكوب، لدرجة أن الإعلام أصبح يرصد "كيف ينام الشيخ فلان بالطريقة الفلانية، ثم يحسبها على كل الإسلاميين، وما غزوة الصناديق عنا ببعيد"، محذرا من استدراج الإعلام للإسلاميين لمناطق لا يجب أن يتواجدوا فيها ومواضيع لا يجب أن يتحدثوا عنها.

وأضاف حجازي: "مينفعش الشيخ يبقى جاهل بالسياسة ومش فاهم مصلحاتها، واللي مش عارف لازم يتعلم، حتى لا تستمر فضائح العلماء في الانتشار عبر وسائل الإعلام، نريد دولة المحبة بين جميع أبناء الوطني للوصول إلى الولايات المتحدة العربية، وهي خطوة لن تبدأها إلا مصر"، وشدد حجازي على عدم الإنجرار للحديث في بعض الموضوعات التي يجذب أعداء الدعاة الإسلاميين للحديث فيها، "فميصحش نتكلم عن حكم أكل الفسيخ وإن لمس الفسيخ يوجب الغسل".

وعلق الباحث عمار علي حسن، بقوله "إن إعلام الحركات الإسلامية يجب أن يراعي الإشارات والرموز وليس الكلمات فقط، فالمصحف والسيفان في شعار الإخوان جزء من خطابهم الإسلامي، وقال إن الخطاب الإسلامي المحافظ مقبول شعبي وعليه اقبال جماهيري، رغم أن التيار الإسلامي حرم من حقه في الرد على كل ما كان يثار ضده في إعلام النظام السابق، إلا أن تنصيب البعض نفسه وصيا على الناس خلال خطابه الإسلامي أفقده بعض بريقه".

وانتقد حسن طريقة الدعاة في نقل نصوص الفتاوى دون طريقة إعمال عقل العلماء المتقدمين للوصول لهذه الفتوى بما أوصلنا لمرحلة من الجمود، مضيفا أنه لا يجد معنى لشيخ جالس في فضائية يستقبل الأسئلة من أمة انشغلت باقحام الدين في جميع الأمور، فيرد الشيخ لأن القناة تريد المكاسب المادية، فيكون الدين الخاسر الوحيد، ضاربين بعرض الحائط قول النبي محمد: "أنتم أعلم بشئون دنياكم".

ورأى حسن أن تقديم الفقه والسيرة على الحضارة في الخطاب الإسلامي أضر بالدين، لأن مبحث الحضارة الإسلامية التي نشأت من تفاعل وتكامل الإسلام مع الآخر يقدم إجابات وردود على كل من يتهم الإسلام بالجمود والتطرف ورفض الآخر، مضيفا أن تركيز الخطاب الإسلامي على المظلومية والدفاع عن النفس لن يكون مقبولا بعد الآن نظرا لفتح الطريق للتعبير عن الآراء، ويجب عليه أن يستخدم أدوات السينما والمسرح والدراما، بأشكاله وأدواتها الحالية، لا بتحويل الفن إلى وعظ.

واتهم حسن الإسلاميين بالتسبب في الخوف من الشريعة الإسلامية نظرا لطرح مسألة الحدود حاليا، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية تطرح الحقوق قبل الحدود، ولا يمكن الحديث عن تطبيق الحدود قبل توفير جميع الحقوق التي تكفل للفرد حياة كريمة.

المصدر جريدة الشروق

تعليق المدونة
خطوة نعتبرها فاتحة خير حيث أن توحد التيارات الدينية على الساحة سيمنع ضربات بث الفرقة التى يتعمدها الكثيرون من دعاة الفتنة أو هواة الصيد فى الماء العكر حيث نسب للتيارات الدينية الكثير من الأفتراءات فى الأيام الماضية هم منها براء و يا حبذا لو جعلوا لهم متحدثا أعلاميا يكون مسئول عن التحدث لوسائل الأعلام

Share

فيديو .. زيارة داخل بورتو طرة

0 التعليقات
كل يوم الجرائد يظهر فيها خبر عن مباراة فى كرة القدم بين المسجونين من المسئولين السابقين و حتى الآن لم تظهر لنا أى تفاصيل عن هذه المباريات لا تشكيل الفريقين و لا مراكز اللاعبين هذا ما دفع أحد الشباب لمغامرة من داخل غرف خلع الملابس فى بورتو طرة و الحصول على التشكيل الكامل لفريق الفساد السياسى و التفاصيل بالطبع داخل الفيديو



Share

كلمة الدكتور عصام شرف لأهالى سيناء

0 التعليقات

نص كلمة الدكتور عصام شرف أثناء زيارته لسيناء


" إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي من السيناوية الكرام،

زملائي المحافظين وقادة الجيوش،

إذا سمحتم لي في بداية الأمر انا جئت لكي أخاطبكم من قلبي بأفكار لا أريد ان أقرا من ورق، جئت لأسمعكم وأستمع إليكم، جئت لفتح صفحة جديدة لنسيان الماضي ولكي نأكل عيش وملح مع بعضنا وأنا اعرف معني ان نأكل عيش وملح مع بعضنا. وفي الحقيقة جئت محمل بعدد كبير من الرسائل، الرسالة الأولي هي تهنئة وتقدير وإعزاز من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجميع أعضاء المجلس ورسالة إعزاز من شباب الثورة في مصر الذين يرسلون تحياتهم لإخوانهم في سيناء تحيه تفوق الوصف لمدي إعجابهم بدوركم التاريخي وبالنسبه للشباب فهناك شاب مجند في القوات المسلحة لم يستطيع ان يأتي معي بل وصل انه يبكي كي يأتي معي وهذا الشاب اسمه 'محمد عصام شرف' وسوف يكون معي هو وأخوته في القريب عندما نجتمع مره أخري.

الرسالة الثانية هي مجموعة من المشاعر أريد أولا ان اوضح ان سياده المحافظ قال أثناء كلمته ان هذه المطالب مجرد عنواين ولكنني أقول لسيادتكم انها محاور عمل وأوامر ولولا أن الوقت غير متاح كنت سأتي أول مارس حيث استمع للسيناوية وانا أعرف مشاعرهم وألامهم من الماضي الكئيب وهذا الماضي يحمل إهمال لحقوق ومشاعر السيناوية ويستحق الإعتذار والأسف عنه. وجئت للتخطيط لإلغاء صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة وفي ذهني صورة لشباب واعي شباب 25 يناير الذي قامت علي أكتافة الثورة وحمته القوات المسلحة المصرية. وعندما نتكلم عن سيناء نتكلم عن الأصول، عن الأراضي وعن الموقع الذي هباه الله كل النعم.

فنجد انه يجب ان يخرج من سيناء أكثر من ثلث إقتصاد مصر وستكون دائماً الدرع الواقي لمصر وستكون قضيتنا هي قضية مشاركة ومواطنة.

اليوم جئت أعلم تماماً أني أستطيع ان أستمع لكل الطلبات والتي أعتبرها حقوق للشعب السيناوي وقد كنت وزير نقل سابق ,اعرف ان ميناء خليج العقبة يحتاج إلي تطوير وان سيناء تحتاج إلي تنمية شاملة، واشكر الأخت التي تحدتث عن الصورة الخاطئة المريعة التي تم وضع فيها أهل سيناءوالتي لن تتكرر ولا أريد ان أطيل عليكم ولكني اتكلم عن محاور عمل لنا وأعلم ان لديكم مشاكل جامة بخصوص الأحكام العسكرية والمدنية وأعلم ان لديكم مشاكل في التنمية الإدارية والتوظيف ومشاكل أخري سنعمل علي حلها ولذلك فقد وضعنا ثلاث لأءات لا للتجاهل الأمني، لا للتهميش، ولا للتفرقة في المعاملة.

وكما قلت إنها محاور عمل وليست عناوين وقد تحدثنا في مجلس الوزراء عن هذة الأرض المباركة ومن يعيش عليها وكيف تدار الأمور فيها وسندرس ان تكون هناك وزارة أو هيئة قومية لتنمية سيناء من خلال أفضل وسيلة ممكنة، وهناك من الشخصيات والأسماء التي لا يتسع الوقت لذكرها ومنهم سكينه فؤاد التي تحمل الهم السيناوي ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يستمر كما كان في الأحوال الماضبة. فلا المنطق ولا العقل ولا الدين وكل مظاهر الحياه من تخطيط وتنمية ننفي هذا وان يعود الماضي مره اخري. لذا ومن خلال المشاركة والمواطنه عليكم ان تشاركوا في تخطيط التنمية.

وانا اود ان وجه رساله احب فأنا احبكم أكتر مما تتصورا. أشكركم وأدعو الله لكم بالتوفيق".




Share

فيديو .. قناة خمسة تهييس الحلقة الأولى من أنتم ؟

0 التعليقات
خمسة تهييس ..هى حلقة اسبوعية كلها تهييس>> استننى كل اسبوع حلقة و لو منزلتش استنى اسبوع كمان :) 
أستمرارا لقنوات اليوتيوب تطل علينا هذه المرة قناة خمسة تهييس و رغم أختصار أصحاب القناة فى التعريف بقناتهم إلا أنه من الحلقة الأولى لهم أتوقع ان تكون الحلقات عبارة عن نقد ساخر لغياب الوعى الثقافى لدى فئة كبيرة من المواطنيين محاولة من اصحاب القناة للضغط على الجروح بطريقة تعتمد على الفكاهة فى العرض
أولى حلقات تهييس تم تصويرها بميدان مصطفى محمود و تظهر مدى سطحية أفكار متظاهرى مصطفى محمود و كيف تحركهم أما العاطفة أو الجهل و إن كنت أضيف لهذا الصدمة التى لم يستوعبها مرتادى مصطفى محمود حتى الآن
قناة تهييس لها صفحة عالفيس بوك توالى التواصل مع مشاهدى القناة اضافة غلى التنويه عن جديد فيديوهات القناة

تم نشر مقالين عن حلقة تهييس الأولى المقال الأول بموقع بص و طل و المقال الثانى بموقع جريدة الوفد

مقال بص و طل

إلى صابر عابدين من برك الخيام خليك في مصطفى محمود

المواطن صابر عابدين من برك الخيام مواطن مصري، لكنه مش مصري عادي.. ده مصري من بتوع مصطفى محمود، والله أنا مش صعبان عليّ غير مصطفى محمود ده.. الراجل المحترم اللي الظروف خلاته يشوف كل أمراض المصريين؛ ابتداء بالأمراض العضوية للي بيروحوا المستشفى بتاعه، وانتهاء بالأمراض التانية للي بيروحوا الميدان بتاعه!!

وفي ميدان مصطفى محمود شفنا حالة المواطن صابر عابدين.. المواطن صابر عابدين صاحب وجهة نظر.. الراجل شايف إن المصريين مش هيبقى لهم كرامة بعد الثورة.. وشايف إن الأرض اللي إحنا واقفين عليها دي عملها حسني مبارك.. ومش عارف بصراحة عملها إزاي، بس هو أكيد الريس عملها وعمل أكتر منها كمان.. لأن المواطن صابر عابدين شايف إن الريس مبارك هو اللي عمل الجلابية اللي هو لابسها، وهو اللي عمل الضحكة اللي في وشي والملح اللي في مِشّي..

المواطن صابر عابدين شايف إن كل الشعب المصري مهلوس وبيشرب برشام، وهو بعينه -اللي ياكلها الدود- شاف شرايط زرقا بتتوزّع في التحرير.. وشاهد حيّ إن الإخوان المسلمين بيفرّقوا حشيش.. يبقى كده نشاطات الجماعة بقت سياسة وتربية ودعوة عامة ومخدرات، ومش بعيد يكون من بين تصنيفات الإخوان محب ومؤيد ومحشش!! وكمان عبود الزمر طلع عضو في الإخوان، أكيد عضو "هيدين" ولا حاجة، ده باين برشام التحرير هبّ عليه في مصطفى محمود!!

المواطن صابر عابدين خرّيج خامسة ابتدائي بس شايف إن أهم ما فعله مبارك هو النهوض بالتعليم.. صابر عابدين ماتخفاهوش خافية: عارف إن البرادعي هو اللي سلّم صدام زي الخروف للأمريكان، وعارف إن أيمن نور بيهرّب آثار لفرنسا، وعارف إن حمدين صباحي عنده مصنع خمور تحت السلم في كفر الشيخ، وحتى البسطاويسي الراجل اللي محدش سمع عنه حاجة وحشة، صابر عابدين من هذا المزنق بيوجه له سؤال غامض عشان ربنا يكفينا شر الفضايح بيقول له: الطب الشرعي موجود في مشرحة زينهم. قل له كده وهو هيفهم!!

حالة المواطن صابر عابدين حالة غامضة، شايف إن مبارك هو أبوه ومع ذلك بيكره الحزب الوطني اللي كان رئيسه حسني مبارك..

حالة المواطن صابر عابدين حيرتني كتير.. مش عارف أقول عنه إيه.. أتمنى إن كل بتوع مصطفى محمود ما يكونوش زي صابر عابدين؛ لأن لو حد تاني عنده كل هذا الكم الضخم من المعلومات الخفية والملفات السرية واللباقة والمرونة في الحوار ده يبقى الثورة المضادة هتقضي على الثورة الحقيقية!!!

أنصار الثورة المضادة يصعب جمعهم معا في ثلة واحدة؛ لأن فيهم شباب متعاطف مع مبارك وتربّى على البرنامج العام وصوت العرب والأهرام والجمهورية والالتصاق الأبدي بين "السيد والرئيس"، وبين مواطنين مش شايفين البلد فيها حاجة وحشة، إلا إن الأوردرات بتتأخر ومش بتوصل بسرعة! وبين مستفيدين حقيقيين من بقاء النظام السابق بيتسهّل لهم إجراءات وبتتفصّل لهم قوانين وبتتزوّر لهم انتخابات، ودول أكثر الفئات التي تهتف بحرقة في ميدان مصطفى محمود..

بصراحة أنا ضد آفة التعميم وخصوصا تعميم الاتهام، فمن الطبيعي أن يحدث اختلاف منطقي حول أي قضية، ده حتى وجود الله الذي هو الحقيقة الأولى لم يتفق عليه الجميع، أي نعم المنكرين لهم نار جهنم وبئس المصير ولكن الله سبحانه سمح لهم بالحرية.. "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"... ثم أكمل "إنا أعتدنا للظالمين نارا"..

وخطابي اليوم إلى المواطن صابر عابدين وكل الفئات وطني، المتشحتفين على الرئيس مبارك أبونا اللي موكلنا وملبّسنا ومدلّعنا ومشخلعنا، أعدكم بتحقيق أحلامكم.. أحلامكم الحقيقية.. أحلام أولادكم وبناتكم في مستقبل أحسن، صابر عابدين اللي خرج من خامسة ابتدائي عشان يصرف على اخواته ابنه مش هيبقى مضطر يعمل زيه، بدل العشة اللي ساكن فيها في برك الخيام من حقه وحدة سكنية تليق بآدميته وتحترم مصريّته أمام أهله وجيرانه وأمام نفسه.. اللي بيقف وبتقف في الطابور من يوم عشرين لحد يوم تلاتين مستني أو مستنية السبعين جنيه معاش مبارك من حقه ومن حقها إننا نكرّمهم ونراعي ربنا فيهم، اللي بيشتغل بلطجي عشان يصرف على أولاده ومضطر يمسك مطواة ويشيل سنجة، واللي بتضطر تخانق وتزاحم وتشرشح عشان البيه اللي مقبّضها، هنحفظ كرامته وكرامتها أكتر وهنوفّر لهم دخل أفضل وحياة آدمية أكثر رقيا..

كذاب كل من يدعي أنه كان مرتاحا في عهد مبارك، ويخدع نفسه كل من يظنّ أن الثورة ضده، الثورة ثورة مصر، قامت عشان كل مصري يرفع راسه فوق؛ لأنه مصري..

الثورة لن تُقصي أحدا، ولن تظلم أحدا، ولن تقتصّ من أحد، ولهذا أدعو المواطن صابر عابدين من برك الخيام إلى أن يقف في مصطفى محمود حتى يرى الحقيقة التي ربما لم يرها بعد.. والتي قد بانت بشائرها في حياة أكثر ديمقراطية ودستور يحترم حقوق المواطن، ووزارة شفافة تقوم بواجباتها لا تكذب ولا تخادع ولا تراوغ.. واحترام عالمي وشهادات من دول متقدمة بهذا، وإحساس حقيقي بمعنى كلمة مصر..

صديقي المواطن صابر عابدين وكل الصابرين والعابدين.. افعلوا ما شئتم بشرط ألا تخدعوا أنفسكم أو تخالفوا ضمائركم..

المصدر موقع بص و طل

  مقال عن قناة خمسة تهييس بجريدة الوفد الألكترونية

فيديو.. برشام الثوار وحشيش الإخوان وخمور صباحي

لمؤيدي الرئيس المخلوع حسني مبارك حججهم، التي قد نراها غير مقنعة، أو "مدفوعة الأجر".. لكنهم يرددونها بكل ثقة. في هذه الحلقة من برنامج (خمسة تهييس) المسجلة في 8 أبريل الجاري، ستسمع حججا عن دور مبارك البطولي في "حرب النكسة"، وعن "ان الجلابية اللي لابسها دي اتعملت في عهده"، واتهامات لثوار التحرير بـ"ضرب برشام هلوسة" وللإخوان بـ"يفرقوا حشيش" وحمدين صباحي بـ"مصنع خمور تحت بير سلم بيته"، ولأيمن نور بـ"تهريب آثار لفرنسا"، وهشام بسطويسي بـ"تقريرالطب الشرعي في مشرحة زينهم.. وهو ح يفهم".


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية فيديو.. برشام الثوار وحشيش الإخوان وخمور صباحي





Share

فيديو .. ثانى حلقات قناة قبيلة .. دمفس 2 أنواع الحكومات

0 التعليقات

أنواع الحكومات هى ثانى حلقات قناة قبيلة  فيها تعريف لانواع الحكومات بمصطلحات بسيطة و سهلة





Share

فيديو .. أولى حلقات قناة قبيلة الفصل بين السلطات

0 التعليقات

فناة قبيلة هى قناة جديدة على اليوتيوب و هى استمرارا لقنوات اليوتيوب التى تحاول عرض مجموعة من الأفكار بطريقة جديدة و مبتكرة و توقعى الشخصى أن هذه القنوات فى الفترة القادمة سوف يكون لها السبق فى كل شىء فكما خطفت مواقع التواصل الأجتماعى من فيس بوك و تويتر ميزة السبق الأخبارى من القنوات الأخبارية الكبرى الآن اليوتيوب و قنواته سوف تسحب البساط من برامج التوك شو .
قناة القبيلة كما يعرفها أصحابها:
القبيلة هى مجتمع للأفكار و التعبير عنها ... فريق كبير بيتكون مننا كلنا ... بيعتمد على الناس انها تألف و تنتج و تخرج افلام و فيديوهات و حملات اعلانية ... بنشتغل بروح القبيلة المترابطة ... زى ما ويكيبيديا موسوعة بيكتبها كل الناس, قبيلة هى أفكار بيألفها كل الناس و بينفذها كل الناس ...

تقوم قناة القبيلة بعمل بعض الحلقات لمناقشة المصطلحات السياسية و تبسيطها بطريقة تتميز بالبساطة و الكوميدية فى نفس الوقت و هذه هى الحلقة الأولى و تشرح معنى الفصل بين السلطات




Share

النائب العام يأمر بنقل مبارك غلى مستشفى عسكرى لحين تجهيز مستشفى سجن طرة لأستقباله

0 التعليقات

أرسل النائب العام خطابا للسيد وزير الداخلية يبلغه فيه بأتخاذ الأجراءات اللازمة لنقل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك إلى أحدى المستشفيات العسكرية لتنفيذ أمر الحبس الأحتياطى بها مؤقتا مع اتخاذ جميع الاجراءات الطبية لملاحظة حالته و توفير الرعاية الطبية و العلاج و تعيين الحراسة اللازمة عليه كونه محبوسا أحتياطيا لحين أستكمال التجهيزات الطبية المطلوبة بمستشفى السجن بطرة على النحو الذى ورد بكتاب الطب الشرعى و نقل الرئيس السابق اليها و اخطار النيابة العامة بتنفيذ القرار


Share

حسن نافعة .. صباح الخير يا سينا

0 التعليقات
صباح الخير يا سينا 
 
حسن نافعة
Mon, 25/04/2011 - 08:02
أحسن الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الثورة، حين قرر القيام بزيارة لسيناء، ووفق غاية التوفيق حين اختار ذكرى 25 أبريل موعدا لهذه الزيارة المهمة، بكل ما ينطوى عليه هذا الاختيار من معان رمزية عظيمة. وكان الرجل موفقا غاية التوفيق حين ترك النص المكتوب جانبا، فجاءت كلماته المرتجلة بسيطة وواضحة ونابعة من القلب، فوصلت بسهولة ويسر إلى قلوب الحاضرين والمستمعين وإلى عقولهم أيضا.
 لكن الأهم من ذلك أن الرجل كان، رغم بساطته وتلقائيته، شجاعا فى طريقة طرحه للرسالة التى جاء ليبلغها إلى أهالى سيناء، ومن خلالهم إلى شعب مصر كله، والتى تضمنت أبعادا ثلاثة: اعتراف، واعتذار، وتعهد. فقد اعترف الرجل بأن العهد البائد تجاهل أهالى سيناء فى الماضى، وقام بتهميشهم واضطهادهم، وممارسة التمييز ضدهم. ولأن «المنطق والعقل والدين وكل مظاهر الحياة»، طبقا لنص التعبير الذى استخدمه، ترفض استمرار مثل هذه السياسة، فإنه لم يتردد فى أن يقدم اعتذارا صريحا عنها لشعب سيناء،
مؤكدا أن حكومته «قررت أن تقول لا للاضطهاد، ولا للتجاهل، ولا للتهميش، ولا للتفرقة فى المعاملة بين المصريين»، ثم تعهد بالاستجابة لمطالبهم، وبفتح صفحة جديدة معهم، وبتخصيص «وزارة أو هيئة قومية لتنمية سيناء»، فى إشارة واضحة إلى أن سيناء ستكون من الآن فصاعدا حجر الزاوية فى كل خطط التنمية الشاملة لمصر فى مرحلة ما بعد الثورة.
ما إن انتهى اللقاء الذى جمع رئيس الوزراء بأعيان سيناء فى عيون موسى، والذى حرصت على متابعته كاملا عبر شاشات التليفزيون، حتى أحسست بشعور غامر بالفرح، وبيقين كامل بأن مصر تتغير. ولا أعرف لماذا اجتاحنى شعور غريب وأنا أستمع إلى صوت عبدالحليم حافظ يأتينا من بعيد، مرددا «صباح الخير يا سينا»، وكأننى أستمع إلى أغنيته الشهيرة لأول مرة، وكأن سيناء لم تعد إلى حضن أمها وتتحرر من مغتصبيها سوى اليوم فقط.
لقد شاءت الأقدار أن يكون مبارك، وليس السادات، هو أول من رفع العلم المصرى، إيذانا باكتمال تحرير هذا الجزء الغالى من أرض الوطن فى 25 أبريل 1982.
كنا نتصور وقتها أن مصر تستطيع بعد أن حررت أرضها، وبصرف النظر عن القيود التى تفرضها عليها معاهدة السلام مع إسرائيل، أن تشرع فى عملية تنمية حقيقية وفى تصحيح ما وقع من أخطاء سياسية فى الماضى، وكنا نتفاءل برئيس جديد تنم كلماته عن أنه رجل زاهد فى السلطة وفى الثروة أيضا ويتحدث كثيرا عن «الكفن الذى ليس له جيوب».. لكننا خدعنا جميعا.
الرجل الذى كنا نتصور أنه لن يمكث فى السلطة سوى فترة ولاية رئاسية واحدة أو فترتين على أكثر تقدير وجدناه يتشبث بها إلى آخر رمق فى حياته، ولم يكتف فقط بالبقاء فيها لمدة ثلاثين عاما كاملة، ولكنه أصر أيضا على نقلها لابنه من بعده. والرجل الذى لم يكف عن الحديث عن الكفن الذى ليس له جيوب وجدناه يملأ جيوبه وخزائنه كلها بالمال الحرام المسروق من عرق الشعب.
وبدلا من تنمية سيناء لتستوعب 2 مليون مصرى، اكتفى الرجل بتنمية شرم الشيخ والإقامة فيها بعيدا عن القاهرة الملوثة، ولم يتردد فى بيع الغاز المصرى لإسرائيل بثمن بخس.
سياسة مبارك تجاه سيناء وأهلها على مدى الأعوام الثلاثين الماضية تعد صفحة سوداء فى تاريخ الوطن، نرجو أن تكون قد طويت، ونأمل أن تكون الصفحة الجديدة التى تفتح اليوم بيضاء ناصعة فى تاريخ هذا الوطن.. صباح الخير يا سينا.

المصدر جريدة المصرى اليوم

Share

فهمى هويدى .. كأنها كذبة أبريل

0 التعليقات
بقلم: فهمي هويدي
 
25 ابريل 2011 09:24:26 ص بتوقيت القاهرة

كأنها كذبة أبريل

 ليس «كلام الجرايد» بالخفة التى يتندر بها الكثيرون، لأن بعض الكلام فخاخ، وبعضه أقنعة وأستار، إليك عينة من ذلك البعض الذى أتحدث عنه.

فى يوم 19/4 نشر الأهرام لمراسله فى أنقرة خبرا تحت العنوان التالى: «مكاتب لحزب الله وحماس على الأراضى التركية» ذكر أن مستشار رئيس الوزراء التركى إبراهيم قالن أكد ما تردد حول سماح أنقرة بافتتاح مكتب سياسى لحركة طالبان الأفغانية على الأراضى التركية بهدف إنهاء الحرب التى تشنها الحركة ضد حكومة كابول.

بعد ذلك نقل المراسل عن «مصادر إعلامية» توقعها أن يكون لحزب الله اللبنانى وكذلك حركة حماس الفلسطينية مكاتب مماثلة فى المدن الكبرى بالأناضول. وعلق على ذلك قائلا «إن ذلك يكرس مخاوف العالم الغربى وإسرائيل من الطابع الدينى للحكومة التركية التى سبق لها أن نفته طوال السنوات السابقة».


كما رأيت فالخبر هو أن أنقرة وافقت على فتح مكتب لطالبان لكى يؤدى مهمة محددة فى ظروف معينة. أما ما تعلق بحزب الله وحركة حماس فلم يكن سوى تسريبات إعلامية. ومع ذلك فإن العنوان اعتبر أن «التسريبات» هى الخبر، وذهب المتن إلى أبعد حيث قرر أنها تكرس

مخاوف الغرب وإسرائيل من الطابع الدينى الذى نفته حكومة حزب العدالة والتنمية، وهو ما وضعنا بإزاء صياغة ملغومة تناسب المزاج الإعلامى فى مصر بأكثر مما تنور القارئ بما يحدث فى تركيا.

يوم 7 أبريل الحالى نشرت جريدة «الوفد» تقريرا كتبته إحدى الزميلات تحت عنوان: «يد من حديد مطلوبة يا شرف» (المقصود رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف). ونقلت الزميلة عن «مصدر موثوق» قوله إن: إحدى الدول العربية قامت بتخصيص مليارى دولار (حوالى 12 مليار جنيه مصرى) لدعم قيادات دينية بمصر، لضمان اكتساحها الانتخابات البرلمانية المصرية القادمة، أما كيف سيضخ ذلك المبلغ الهائل فى مصر لكى يحقق المراد منه خلال ستة أشهر فإن الزميلة نقلت عن المصدر الموثوق الذى وصف فى موضع آخر بأنه «متنفذ» قوله أن ذلك سيتم من خلال 150 ألف مصرى ممن ينتمون إلى تلك التيارات والموجودين على أراضى الدولة الشقيقة التى رعتهم منذ الستينيات وقت أن غضب عليهم عبدالناصر. فى إشارة إلى أن الدولة الشقيقة المقصودة هى المملكة العربية السعودية، والفصيل الذى ذهب إليها فى الستينيات لم يكن سوى أعضاء الإخوان المسلمين).

الزميلة سألت فى تقريرها: ما العمل إذن، وهؤلاء سواء المسيسون أصلا والمنظمون فى كوادر منذ عقود، أو باعة صكوك الغفران للبسطاء من أهل مصر الذين يستخدمون الدين ويكفرون العباد،ويمتهنون الإفتاء للعامة، فى لعبة خطرة وبغيضة يمارسون فيها سياسة جس النبض بفتوى أو بقطع أذن مواطن؟ أما الإجابة على السؤال فقد تمثلت فى عدة مقترحات تضمنها التقرير والتى اختزلها العنوان فى الدعوة إلى التعامل الحازم والضرب بيد من حديد لوقف ما وصف بأنه «محاولات ضخ أموال عربية لتقزيم مصر». وهو كلام إذا صح فإنه يعنى أن ثمة مؤامرة عربية تستوجب كشفا وتحقيقا عاجلا لكنه لم يؤخذ على محمل الجد.

فى 14/4 كان الموضوع الإخبارى الذى احتل رأس الصفحة الأولى لجريدة الوفد حول قرار النائب العام بحبس الرئيس السابق وولديه مدة 15 يوما. وفى التفاصيل أن ابنى الرئيس نقلا بطائرة حربية إلى مطار ألماظة بالقاهرة، حيث تولت القوات المسلحة توصيلهما إلى سجن مزرعة طرة، وأنه تم تأمين الطريق من حى مصر الجديدة إلى مقر السجن «خشية وقوع هجوم من قبل أعوان حماس فى القاهرة»!..وهى نكتة تدعو إلى الرثاء بأكثر مما تثير من الضحك.

اللافت للنظر أن اسم حركة حماس تردد على ألسنة بعض القيادات الأمنية فى التحقيقات لتفسير عمليات إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط قتلى بينهم. وهو ما ذكره رئيس مباحث أمن الدولة السابق اللواء حسن عبدالرحمن فى التحقيق معه، حين قال إن عناصر من حركة حماس وحزب الله اللبنانى دخلوا ميدان التحرير وأطلقوا الرصاص على المتظاهرين لإحداث فتنة فى البلاد. (جريدة الشروق 19/4).

عندى نماذج أخرى من اللامعقول الذى ينشر كل يوم لا يتسع لها المكان، اكتفى فى التعليق عليها بما قاله الشاعر حافظ إبراهيم فى هجاء بعض الصحف المصرية عام 1917:

جرائد ما خُط حرف بها ــ لغير تفريق وتضليل

يحلو بها الكذب لأربابها ــ كأنها أول أبريل!

كنت أظن أنها لغة إعلام النظام السابق التى لم تتغير، لكن يبدو أن الداء قديم والحالة متأخرة!
المصدر جريدة الشروق

Share

قائد الحرس الجمهوري الأسبق: مطبخ الرئاسة السياسي كان يدار بطريقة «عندنا إيه النهارده؟»

0 التعليقات

4سنوات ونصف قضاها اللواء صبرى العدوى داخل مطبخ السلطة، منها 3 سنوات فى قلب رئاسة الجمهورية من خلال عمله قائداً للحرس الجمهورى منذ عام 2001 إلى 2004، بعدها تولى منصب محافظ الإسماعيلية لمدة عام ونصف.. وهو ما أتاح له تكوين رؤية حول كيفية اتخاذ القرار السياسى فى مصر وتنفيذه أيضاً.
كشف «العدوى»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، عن بعض أسرار حكم «مبارك».. وقدم رؤيته لدور القوات المسلحة حالياً ومستقبلاً، وتطرق إلى الكثير من القضايا الأخرى.. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى مصر حاليا؟
- لم يكن أحد يتصور أن يحدث هذا التغيير بتلك السرعة، وذلك العنف، فمن المفترض أن تكون للثورة روافد وبدايات، لتكون هناك حالة من حالات المخاض، وهو ما لم يحدث، ولم يتمكن أحد من التنبؤ بما حدث.
■ ما أكبر الأخطاء التى ارتكبها النظام السابق وأدت إلى قيام الثورة؟
- الانفصال التام بين ما يحدث فى الشارع ومتخذ القرار، فعندما تصل الحقائق بشكل مبتور لصانع القرار تؤدى إلى نتيجة عكسية، وتتسبب فى قرارات خاطئة.
أيضاً البقاء على «كرسى الحكم» لمدة 30 سنة أمر ضد طبيعة الحياة، فالأمور لا يمكن أن تبقى ثابتة، ومن ضمن «العلامات الكبرى» ما حدث فى الانتخابات الأخيرة، فلا يمكن أن تكون رموز الدولة بهذا الشكل، وتسير جميع الأمور لصالح الحزب الوطنى، وأصبح قيادات الحزب يمارسون هذا الدور بـ«فجور سياسى» تحت ستار الشعبية الزائفة.
ووصل بهم العناد إلى منع العديد من الأسماء السياسية المعروفة والمرموقة من دخول مجلس الشعب «عينى عينك».
■ ما تردد عن التوريث وتولى جمال مبارك رئاسة الجمهورية هل ساهم فى قيام الثورة؟
- كلام التوريث بدأ من عام 2001، وكان جمال يظهر فى الصورة ثم يختفى، فقال الكثيرون إن الرئيس يختبر الشعب، وآخرون قالوا: «إيه المشكلة.. جمال مصرى ومن حقه»، فكلمة «التوريث» لم تكن مباشرة، لأنها ظهرت منذ 10 سنوات، والجديد فى الوضع ما حدث فى 2007 من تعديلات دستورية كانت تهدف إلى إبعاد القوات المسلحة عن الصورة.
■ وموضوع «التوريث».. هل أصاب القوات المسلحة بنوع من القلق؟
- القوات المسلحة منذ فترة طويلة جدا، وبعد عام 1952، كانت هناك محاولات لعزلها عن السياسة، وبالتالى فالمسألة ليست مشاركة سياسية، وإنما محاولة عزلها تماما عند اتخاذ أى قرار.
■ لكن القادة كانت تدور بينهم حوارات جانبية عن قصة التوريث؟
- لم تكن الفكرة مقبولة إطلاقا وكانوا يقولون «إيه التهريج ده؟». ورأيى أن كل هذه الحالات «عدوى» تتم على مستوى البلاد العربية، فموضوع التوريث لم يكن مقتصرا على سوريا فقط.
■ كنت موجودا فى قصر الرئاسة فى الفترة من 2001 إلى 2004، وهى الفترة التى شهدت نضوج ملف التوريث، والظهور القوى لجمال مبارك.. ما ملاحظاتك من داخل القصر؟
- لم تكن لى أى ملاحظات على الإطلاق، والدليل على ذلك أنه عندما حدث تغيير فى قيادة الحزب لم يتول جمال مبارك دوراً أكبر.
■ حاليا، هناك انتقادات للدور السياسى للجيش، كيف ترى هذه الانتقادات.. وكيف نخرج من هذه المرحلة الصعبة؟
- من بداية الأزمة، تصرفت القوات المسلحة بـ«حس سياسى» أكثر منه «حساً عسكرياً»، والقوات المسلحة بما لديها من إمكانيات تستطيع أن تحسم كل الموضوعات المثارة والمعلقة.
وأرى أن القوات المسلحة تنتظر حتى تستشير فى الموضوع المطروح مرة واثنتين وثلاثاً، وكل الأحداث السياسية التى حدثت خطيرة للغاية، لذلك دائما ما كانت تدير حوارا حولها، ثم تأخذ بأكثر الآراء وسطية.
■ فى رأيك، هل تنحى الرئيس مبارك أم أجبرته القوات المسلحة على التنحى؟
- القوات المسلحة لم تجبره على التنحى، ولكن ما أجبره على التنحى هو تضخم وتنامى ما حدث فى الثورة، فلم يكن أحد يتصور أن تصل أعداد المتظاهرين إلى هذا النحو.
القوات المسلحة حافظت على الثورة، وليس ذلك كلاما مرسلا، فقد سبق أن مارست هذا الدور فى انتفاضة 77 الشهيرة . ما حدث فى 25 يناير كان نزولاً «مختلفاً» للقوات المسلحة، وعندما يعلن المشير وتعلن القوات المسلحة أنها تسعى لتسليم السلطة فهى ملتزمة بذلك، وكل إجراءاتها «ناعمة»، وبها شىء من التوافق.
■ وهل تستبعد أن يكون للقوات المسلحة مرشح فى انتخابات الرئاسة؟
- ما حدث حتى الآن يقول إن القوات المسلحة لن يكون لها مرشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية. كلمة أن يكون لها مرشح معناها أن القوات المسلحة تفرز من داخلها شخصية عسكرية ترى القوات المسلحة أنها الأنسب لتولى الرئاسة، وبخلاف ذلك سيكون الأمر «افتراضياً»، والقوات المسلحة أبعد ما تكون عن ذلك، وهى تركت الفرصة متاحة لكل الناس، وهناك حوالى 3 شخصيات ذوى خلفية عسكرية أعلنوا عن نيتهم الترشح، لكنهم لا يمثلون القوات المسلحة.
■ وما رأيك فى المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة بصفة عامة، ومن تراه الأصلح لرئاسة الجمهورية؟
- سأتكلم كمواطن. أنا لى مأخذ على كل واحد منهم، إذا استطاع أن يقنعنى بعكسه فأهلا به وسهلا.. الدكتور محمد البرادعى له إيجابية أنه من فجَّر الفكرة، ووضع سقف التغيير بإيجابية، غير أنه تنازل عن هذه الميزة طواعية بعدم تواجده فى البلد لفترة طويلة، بالإضافة إلى أن من معه لم يساعدوه بالطريقة التى تجعله يصل للناس ببساطة وبشكل جيد، أما عمرو موسى فله خلفيته الطويلة والحِرَفية داخل مجال الدبلوماسية، وظل يترقى من سفارة كذا إلى سفارة كذا حتى وصل إلى منصب وزير الخارجية، وتصرفاته داخل النظام كانت فى إطار سياسة الدولة، ولم يكن على استعداد شخصى لممارسة دور مختلف، ثم عمل فى جامعة الدول العربية، الأمر الذى أدخل تغيرا حادا عليه، ومسألة السن «يعنى».
■ وبالنسبة للمرشحين أصحاب الخلفية العسكرية ما رأيك فيهم؟
- لن أتكلم عن تاريخهم، لأن تاريخهم فى الخدمة بالقوات المسلحة محترم ومشرف، وهو ما يعطى لهم مصداقية، وهناك ميزة لمن خدم فى القوات المسلحة، أن لديه القدرة على اتخاذ القرار.
أيضا من المهم أن يرتبط القرار بالقبول الشعبى، فلو كان القرار لدينا مرتبطا بقبول شعبى أو بالديمقراطية لكان من الممكن أن نصل الآن لمكانة أفضل من مكانة تركيا أو سنغافورة.
■ من صاحب الفرص الأوفر من العسكريين: الفريق شفيق أم الفريق حتاتة أم اللواء بلال؟
- أعتقد أن «شفيق» كانت لديه نوايا طيبة جدا، ولكن كان مثل من أُلقى فى البحر و«إيده متكتفة.. وقالوا له عوم»، لم يكن ممكنا أن يعين رئيسا للوزراء ولديه 16 وزيرا مرفوضون شعبيا ونطالبه بالحل.
«شفيق» يتميز بالقبول والكاريزما، وما أحدثه من تطور فى وزارة الطيران المدنى يمكن تكراره، ولكن طبعا خلفيته قد تجعل الآخرين لا يتعاونون معه. أما اللواء بلال فليست له فرص كثيرة، وحتى وجوده فى القوات المسلحة مر عليه فترة طويلة جدا.
أما الفريق مجدى حتاتة فقد فوجئت بإعلانه نيته الترشح، وهو يحب مصر جدا ورجل دقيق ويهتم بالتفاصيل، ويستطيع أن يدير مثل هذه الأمور.
■ هل أنت مع الانتقادات التى وجهت للجيش فى الفترة الماضية حول تعامله بعنف أو ببطء فى بعض الأمور؟
- أتصور أن المجلس العسكرى يسعى إلى إنهاء هذه الفترة الانتقالية بسلام، وهو إلى حد ما يريد أن ينهى الأمر بسرعة وسلامة.
■ يعنى هل سيكرر سيناريو سوار الذهب بنقل السلطة لمدنيين؟
- هذا هو المعلن والذى أراه من تصرفات، لأنه فى الوقت الذى حدث فيه التنحى وكانت القوات المسلحة لها اليد العليا، كان من الممكن أن تتدخل فى كل الملفات، ولكن ما يحدث الآن من عملية «أخذ ورد» وحوار مع قوى المجتمع يؤكد أن «سوار الذهب» سيتكرر مرة أخرى، والتاريخ سيسجل للمشير أنه الرجل العسكرى الذى كان فى يده كل شىء، وفضل أن يسلم السلطة طواعية لمصلحة مصر.
■ الفترة الماضية كان هناك كلام كثير عن دور الحرس الجمهورى، وعادة لا يشعر الشعب به.. ما هو الدور الذى من المفترض أن يقوم الحرس الجمهورى به؟
- من الناحية الحِرَفية البحتة، المهمة الأساسية له هى حماية رأس الدولة والنظام الجمهورى وتأمين ضيوف الدولة من رؤساء ووزراء والسيطرة على مؤسسة الرئاسة، فالحرس الجمهورى مهمته جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة، ولم يكن فى تصميمه أو مهامه فى الفترة الأخيرة أن يواجه الشعب مباشرة أو الثوار مباشرة، لأن الترتيب: أن تدار الثورة بالحوار، ثم يتدخل الأمن، وإن لم يفلح يتدخل الجيش، وبالتالى الحرس الجمهورى غير معنىّ بأن يتعامل مع الثوار الرافضين للرئاسة، فمهمته هى تأمين فلان الفلانى رئيس الجمهورية هو وعائلته وضيوفه ومقاره ولقاءاته.
الحرس الجمهورى جزء من القوات المسلحة، وله دور فى تأمين الدولة وليس الرئيس فقط، وهو ما يجعلنى أتساءل: هل هذا النظام سيستمر، أم سيتم التعامل معه مثلما هو الحال فى الخارج بالاستعانة بالمكاتب الخاصة؟
■ هل كانت لديهم تعليمات بضرب المتظاهرين؟
- كنت قائد حرس من خارج الثورة، وعندما كنت أتكلم مع أولادى المتظاهرين فى التحرير قلت لهم لا تختبروا الحرس الجمهورى، ولا تدخلوا معهم فى مواجهة. الحرس لن يسمح لكم بأن تصلوا إلى القصر الجمهورى، وتدخلوا المكاتب وتشعلوا فيها النيران مثلما حدث فى مقار أمن الدولة، و«مش هتعملوا زى ما عملت حماس فى مكاتب فتح».
الحرس الجمهورى مسؤول عن تأمين هذا الأمر لأنه من الأهداف الحيوية، وكذلك الحال مع مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فالمسؤول عنه الحرس الجمهورى، وبالتالى لا داعى أن تدخلوا إلى هذه المواجهة، لأن الوقت لن يسمح بالتفكير فى مدى قومية الحركة ووطنيتها، والحرس - حسب معلوماتى - لم يكن لديه هذه النقطة من الحوار، بمعنى أنهم لو جاءوا «هنضرب ولاّ لأ. أنا متأكد إن الكلام ده كان بيدور جوه كل ضابط».
وأتذكر أنه عندما كنا أول من نزل إلى الشارع فى مظاهرات الطلبة عام 68، لم نكن نعرف «إحنا هنضرب إخواتنا وأهالينا ولا لأ؟» ووصلنا إلى نوع من التوافق بأن نستعرض القوة كنوع من الردع.
■ هل تعتقد أن هناك خلافات حدثت بين الحرس الجمهورى والجيش خلال الفترة الماضية؟
- لا أعتقد أبدا. العسكريون يحكمهم احترام متبادل على مستوى العالم كله، وذات مرة سألت الدكتور أسامة الباز فى حوار لى معه فى الرئاسة: «يا دكتور لو قارنت الكتيبة الروسى والسويدى والبنجلاديش لماذا لن تجد فرقا بينها، جميعها تسير بنفس النظرية، فقط يختلف الشخص والعقلية والديانة؟» فكان رده: «لأنهم يتعاملون مع الأمن القومى، وهو أمر ما فيهوش هذار».
وبالتالى عندما تسألنى هل حدث نوع من الرفض أو الخلاف بين الحرس والقوات المسلحة، أرد عليك: لا أعتقد، وعندما كنت قائدا للحرس كنت أقول لضباطى إن تأمين الرئيس لن يكون بأن تموت تحت أقدامه، فعندما اجتاحت العراق الكويت لم ينقذ نضال الحرس الأميرى أمير الكويت فى هذا الوقت، وإنما أنقذه المعلومة فى الوقت المناسب والحل السياسى، ولا أعتقد أن يقف الحرس أمام الجيش ويعارضه، لأن الوضع الطبيعى أن قائد الجيش هو من يرشح قائد الحرس.
■ الأزمة الصحية التى تعرض لها الرئيس السابق مبارك عام 2003 فى مجلس الشعب.. ما الانطباع الذى تركته لديك وأنت الذى أدرتها؟
- هى أزمة صحية ألمت به أثناء إلقاء خطابه، وأثناء إلقاء الخطاب يكون سكرتير الرئيس للمعلومات معه صورة من الخطاب ويتابع السطور وقراءة الرئيس، فشعر أن هناك نوعا من السرحان وعدم التركيز، ومع العرق المتزايد شعرنا أنه سيحدث شىء، لذا أول من تنبأ بما يمكن أن يجرى هو سكرتير الرئيس للمعلومات، وقام الحرس الخاص فحمله وتحرك به من المجلس، وأغلق الباب، حتى يقدم له العلاج ويصبح مؤهلا لأن يدخل مرة أخرى.
وفى هذا الموقف كانت الدولة تدار من خلال المسؤول عن اتخاذ القرار فى هذا الوقت، وكان القائد العام للقوات المسلحة سيادة المشير ووزراء الداخلية والإعلام ورئيسى مجلسى الشعب والشورى، ولا أعتقد أنه حصل من جانب الحرس الجمهورى أكثر من أنه ينفذ دوره بشكل جيد.
هناك ناس ممن لا يعلمون شيئا عن العسكرية والانضباط قالوا إن هذا التوقيت كان من الممكن جدا السيطرة على الدولة، وهذا كلام «مش مظبوط» انتهت موضة «الانقلابات والعسكر»، وهذا يجعلنى على المستوى الشخصى أضحك عندما أسمع بعض الناس فى حوارها تتكلم عن العسكر كما لو كانوا قادمين من الثكنات «بالجزمة الضباشى» مثلما كان يقول صلاح جاهين و«هى مش كده خالص».. القوات المسلحة ناس منوط بهم مهام محددة للدفاع عن مصر، وليست مهمتها أن تجترئ على السلطة.
■ كنت قريبا من الرئيس وقت أزمته الصحية.. هل أوصى بشىء أو شعر بأن الأجل قد اقترب؟
- لا، كان بعيداً عن هذا الإحساس.
■ كيف كان يفكر رجال الدولة فى هذا الوقت، هل فقط فى إنقاذ الرئيس؟
- لا، ما حدث كان مفاجأة، ولم يكن هناك تفكير فى أنه حدث، حتى إن بعض الصحفيين أضيروا لأنهم سألوا عن صحة الرئيس، وكان ذلك وقتها «سراً حربياً»، أما رجال الدولة والمنوط بهم اتخاذ القرار فكانت هذه الواقعة أمرا عارضا بالنسبة لهم.
■ خلال 3 سنوات أو أكثر فى الحرس الجمهورى، ما الذى رأيته فى القصر ولم يعجبك، وعندما وقعت الثورة تذكرته؟
- «فيه فرضية عند كل واحد، وكنت بافترض لما عُينت قائد حرس إنى هاشوف مطبخ الرئاسة.. وكيف تصنع وتتخذ القرارات والمواقف السياسية للبلاد».
وهناك واقعتان أسجلهما للتاريخ، الأولى أن الرئيس استدعانى شخصيا ذات مرة، وقال لى : «أنا زهقت، وعايز أعرف كل حاجة بتتم فى البلد». وافترضت أن هذا التكليف يعنى أن أجهزة جمع المعلومات الموجودة لديه لا تعمل بشكل جيد، رغم وجود سكرتير للرئيس للمعلومات، الذى اعتبر هذا التكليف كأنه ثورة مضادة أو أنه انقلاب على توزيع الوظائف والمهام ولم يكن فى مخيلتى غير أننى مستعد أن أنفذ، وفوجئت بأننى لا أستطيع أن أنقل كل ما أعلمه للرئيس.
■ لماذا؟
- لأننى أعرفه من حضرتك ومن آخرين، فالمعلومات ممكن أن تكون شائعة أو تكون غير مؤكدة، وحتى أنقل للرئيس لا هو ولا أنا «ينفع نقول بيقولوا.. ما ينفعش». أنا أصبحت مثل الرسول الذى ينتظر الرسالة التى من المفترض أن يحصل عليها، حتى يوصلها لمن يفترض أن تصل إليه. المهم، شعرت أن هذا المطبخ الذى كنت أريد أن أراه «غير موجود»، وأنه «مفيش مطبخ»، وأن المسألة تدار على طريقة «إيه اللى عندنا النهارده؟!».
وفى هذه الفترة كانت لدينا معلومات وحقائق «ترفع ضغطك وتوترك»، منها معلومات عن مسؤولين وغيرها، وكانت الأرقام مستفزة سواء بخصوص الأموال أو العلاقات والمصالح.
■ وماذا كنت تحكى للرئيس؟
- ماذا أحكى له؟.. هل أقول له «بيتقال»؟!
■ ولا مرة تلقيت معلومة مؤكدة وقلتها له؟
- لم أتلق معلومات، وأبلغت أجهزة جمع المعلومات أن قائد الحرس ورئيس المكتب العسكرى للرئيس هو المسؤول عن عرض المشاكل والوقائع والتقارير اليومية والشهرية. وهذه التقارير لم تعدُ كونها عن نقص فى أدوية القلب، زيادة أسعار اللحوم فى بعض المحافظات، كله كلام ولو قرأت أرشيفا لهذه التقارير ستجدها مكررة، فقد كانت الإسماعيلية مثلا من المحافظات التى دائما ما تعانى من نقص فى بعض أدوية مرضى السكر.. «إشمعنى الإسماعيلية؟.. وإشمعنى مرضى السكر؟»، وحتى عينت محافظا لم أعرف السبب.
■ هذا معناه أن الرئيس كان يشعر أنه يتم تغييبه؟
ـ ما أعرفه أنه خلال الـ3 سنوات التى عملت فيها قائدا للحرس وصل لقناعتى الشخصية أنه يسمع ما يريد أن يسمعه، ما يُحكى له هو الأقرب إلى قلبه، والذى يرتاح له أكثر، فإذا قلنا مثلا التجربة التعليمية فى مصر من التجارب الرائدة على مستوى العالم، وإن الولايات المتحدة أشادت بتجربة مصر فى التعليم ومعجبة بها ويسمع ذلك من وزير التعليم ومرافقيه ولا يعقب عليه بالشك أو بالتدقيق أو بالرفض.. فأتصور أن هذا من أنواع الرغبة فى أن يذهب فى تغييب.
وضع طبيعى وأنت قائد وتعرض عليك الأمور أن يكون لديك مجموعة محررين، فتقول: «المحرر نشيط شوية.. وده كذاب شوية.. وده دقيق ونمكى». هذا تقييمك للأمور، وبالتالى عندما تعرض عليك معلومة تأخذها وتضربها فى المعامل، وتضع فى اعتبارك المسؤول الذى جاء بهذه المعلومة، ومدى مصلحته الشخصية فى تقديمها.
■ وفيمن كان يثق الرئيس أكثر؟
- كان من الناس الذين يملكون حرفية إظهار الثقة، بمعنى أنه فى حواراته وسلامه وتعليقاته يستطيع أنه يبعث رسالة لكل من يهمه الأمر أنه المفضل لديه، وهذه كانت لعبة الحاكم، ولا أعتقد أنها جديدة، وكان كل الناس الموجودين حاليا قيد الحساب والمساءلة، «همّا دول الطاقم بتاعه، صفوت وزكريا وكل الأسماء دى».
■ لو أردنا ترتيب أهل الثقة؟
- هذه الأمور تحكى عن نفسها، عندما تكون أميناً لرئاسة الجمهورية لمدة 18 سنة، وعندما تكون وزيراً للإعلام وتقول «مش هبقى وزير سابق»، ثم تنقل رئيساً لمجلس الشورى، وتستمر كل هذا العمر بهذه العلاقة الوثيقة.
والرئيس كان «لما يزعل من حد أو يفقد الثقة فى حد ماكانش عنده مهلة، يعنى لو قلب الصفحة ما يرجعلهاش خالص، وما ينفعش معاه لا 10 ولا 20 سنة»، والأمثلة واضحة وموجودة فى الحياة العامة والخاصة له.
■ وأسامة الباز «مشى ليه»؟
- معلوماتى طبعا أنه لم يكن طامحا إلى المكان، وليس لديه تليفون محمول، و«اللى بيركب جنب السواق فى عربية صغيرة.. وما كناش بنعرف نجيبه لو أراده الرئيس».
أسامة الباز كان زاهدا، وكان يعطينا إحساس التاريخ مع الفكر فى لحظة واحدة، كل حاجة لديه، والذاكرة ما شاء الله عليه «يجيبها من أيام أنور السادات وعبدالناصر».
■ هل تعرض «مبارك» لمحاولات اغتيال فى فترتك؟
- لا، آخر واقعة كنت أنا رئيس أركان الجيش الثانى، وكانت فى نطاق الجيش فى بورسعيد، عندما تم الاعتداء عليه بسلاح أبيض.
■ هذه الواقعة تسببت فى كرهه لأهالى بورسعيد؟
- البلد لو أدير بهذا الشكل «بحب دول ومش بحب دول.. يبقى خد عندك.. هتلاقى راح المحلة كام مرة.. ولا المنيا كام مرة.. بلاش نتكلم فى هذه الجزئية.. الناس طبعا بتكبّرها وتقللها».
هذه النقطة تنقلنا إلى شىء آخر وهو مهمة الحرس، فقد كنت أقول لضباطى: مهمة الحرس تبدأ من إيقاف مؤامرة خارجية يخطط لها أقوى جهاز مخابرات فى العالم ضد الرئيس، وحتى «واحد طلع الصبح لقى كيلو الطماطم غلى وشتم البلد وقالك الرئيس ده أنا حاجيب أجله».
مشكلة تأمينه إلى حد ما لم تكن صعبة رغم أن الحرس الجمهورى اختبر فى ذلك، وبالتالى علاقته بأمنه الشخصى لم تكن تمثل بالنسبة له وسواساً. وأنا أحكم على الأمر بأنه لو كان ذلك صحيحا لاهتم بمعرفة السلبيات ومعالجتها، وبما يفجر العمل المضاد ضده، يعنى أكبر كتلة كانت تعانى منه هى الإخوان المسلمين، كان يحاول أن يتواصل أو يقلل حالة الغضب.. لأ كانت المسألة بالنسبة له «الأمور جميلة جدا.. ومسيطر على الدنيا.. والزبالة بتاعة مصر زادت لأن مستوى المعيشة ارتفع، ما هو ده كان اللى بيتعرض عليه».
■ وعندما كان يقدم له أمر، هل كان يعرف المعلومات من أصحابها الأساسيين؟
- كان مباشرا، و«على طول.. اطلبوا لى فلان» وفلان هذا هو الوزير المختص.

المصدر جريدة المصرى اليوم

Share

بلال فضل .. مهزلة ومأساة

0 التعليقات
مهزلة ومأساة 
 بلال فضل
Mon, 25/04/2011 - 08:10
- يا ليتنى ما سألت عن أم ماجد. صدق الله تعالى حين قال لنا: «لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم». اتضح أن أم ماجد التى تحدثت عنها (الأهرام) لم تكن كما نُشر بدوية رقيقة القلب قررت أن تطمئن على صحة الرئيس المخلوع مبارك وتبكى فى حضرته، بل كانت عرافة طلبها مبارك خصيصا لكى تقرأ له البخت، ويقال والعهدة على الراوى إنها سبق أن تعاملت معه فى أكثر من مناسبة قبل خلعه.
الراوى شخصية محترمة أثق فيها بنفس القدر الذى أثق أنك ستتشكك فى كلامى الذى أنقله عنه، وهو لكى يزيل شكى فى كلامه، استشهد بالكتاب التذكارى المصور الذى أصدره (الأهرام) ذات نفسه عن مبارك فى عهد إبراهيم نافع، وهو موجود فى المكتبات العامة لمن أراد، لأنك لن تجد مكتبات الأهرام حريصة على بيعه الآن، بداخل الكتاب ستجد قصة يرويها أحد رفاق مبارك القدامى هو السيد أحمد عرفة حول أول علاقة لمبارك مع العرافين، كان ذلك فى السودان عام 1959 حينما كان مبارك ضابطا هناك، والتقى بعراف سودانى تنبـأ له بأنه سيصبح رئيسا لمصر، لكن مبارك الذى لم يكن يمتلك أى طموح سياسى أكثر من رغبته فى أن يكون سفيرا فى لندن بلد الإكسلانسات لم يأخذ الأمر بجدية، وربما جعله ذلك العراف يتعامل مع جميع العرافين والمنجمين باستخفاف شديد، إلى أن وجد نفسه رئيسا للبلد الذى شهد انبعاث فجر الضمير الإنسانى، فعادت ثقته فى العرافين ثانية.
يروى لى الشخص المحترم واقعة يتداولها المقربون من مبارك ليكشفوا كيف دفعت مصر الكثير نتيجة لإيمان مبارك بالعرافين، كان ذلك فى عام 1982 أو ما حوله، وكان مبارك فى باريس حين أحضر له الدكتور بطرس غالى منجمة فرنسية كانت شهيرة فى أوساط الدبلوماسيين، وكان ذلك بحضور الكاتب الكبير أنيس منصور، كما يقول الراوى. قالت المنجمة لمبارك ضمن نبوءات أخرى كثيرة «ستموت فى السنة التى تعين فيها نائبا لك»، ويقسم لى الشخص المحترم أن هذا دون غيره كان السبب الوحيد الذى جعل مبارك يرفض طيلة الثلاثين عاماً الماضية تعيين نائب له، وأنه حتى عندما طرح عليه المقربون منه فكرة تعيين ابنه جمال نائبا له رفضها بقوة، واختار فكرة أن يأتى جمال من داخل الحزب الوطنى كمرشح رئاسى للحزب فى الوقت الذى تخف فيه ضغوط المؤسسة العسكرية الرافضة للتوريث. أخذت أضرب كفاً بكف وأنا أتأمل تلك الواقعة، حاولت الاتصال بالأستاذ أنيس لكننى لم أتمكن من الوصول إليه للأسف الشديد، وأنا أتمنى أن نقرأ له تعليقا على تلك الواقعة وهل كان فعلا شاهدا عليها أم لا، أتمنى أن نسمع تعقيبا من الدكتور بطرس غالى أو من أحد المحيطين السابقين بالرئيس المخلوع، بالمناسبة أتمنى أن يقوم الأستاذ أنيس منصور بالإفراج الفورى عن أسراره التى كان يحجبها وجود مبارك فى السلطة، خصوصا تلك الشرائط التى قال مرارا وتكرارا إنه سجلها للرئيس الأسبق أنور السادات وتحتوى على أسرار خطيرة، وأنه رفعها إلى مبارك لكى يحصل على إذن بنشرها، ويبدو أن الإذن لم يأته أبداً لأسباب حان أوان كشفها.
أتمنى أن يقول لنا أحد المقربين من مبارك هل كانت الزيارة المفاجئة التى قام بها إلى السنغال منذ سنوات حقا من أجل اللقاء بعراف شهير يذهب إليه العديد من رؤساء الدول، وهل كان لدى مبارك فعلا غرام بالعرافين والمنجمين؟، وهو أمر سبقه إليه العديد من الرؤساء والسياسيين، أنا شخصيا أصدق ذلك ليس فقط فى ظل الرواية التى نشرت فى كتاب الأهرام، ولم ينفها مبارك فى حينه، ولكن لأن الطريقة العشوائية المتخبطة العنيدة التى أدار بها مبارك مصر طيلة الثلاثين عاما هى التى تجعلنى أصدق ذلك وأجد فيه تفسيرا لمهازل كثيرة حدثت فى مصر. يبقى أن أقول لك إننى تأكدت من مصدر داخل الأهرام أن الخبر الذى بعث به مراسلا الأهرام من سيناء كان يحتوى على تفصيلة تقول إن أم ماجد عرافة فعلا، لكن ربما رأى بعض مسؤولى النشر أن نشر تلك التفصيلة لا يليق بوقار الأهرام، خاصة أن السيدة لم تدل للمراسلين بأى تفصيلات حول ما دار بينها وبين الرئيس، ولذلك قرروا نشر الخبر دون تلك التفصيلة، وكان هذا خطأ بالغاً، لأن القارئ تصور أنه خبر يهدف لاستثارة عطف القارئ على الرئيس المخلوع فى هذا الوقت الحساس الذى ينتظر الناس فيه أن يروه ماثلا أمام العدالة، راجع تعليقات قراء الأهرام على الخبر فى موقعه لتتأكد من ذلك، بالمناسبة لم أتلق حتى الآن إجابة على أهم سؤال طرحته «فين ماجد؟ وما موقفه من كل ما حدث؟».
ـ تلقيت رسالة مؤلمة ومهمة من الصديق الكاتب محمد فتحى، أعتقد أنك ستذهل عندما تقرأها مثلما ذهلت، لكن المهم ألا تكتفى بالذهولبل تبادر للحركة فور قراءتك لها. يقول محمد فتحى فى رسالته « لا أعرف يقيناً هل سيتغير شىء بعد هذه الرسالة أم لا لكننى مؤمن بأنه (يجب) أن يحدث شىء. أى شىء لبطل السطور القادمة. بالأمس كنت ضيفاً على حفل توقيع رواية للصديق محمد سامى البوهى. حضرت متأخراً قليلاً وكان أحدهم يجلس بجانب محمد ويتحدث حديثاً غريباً. للوهلة الأولى ظننته أحد أبطال حرب أكتوبر حيث كان يتحدث عن عملية حربية، لكن صغر سن المتحدث نسبياً جعلنى أستبعد كونه أحد أبطال أكتوبر المنسيين، وما أكثرهم. بعد قليل كنت مشدوهاً للتفاصيل التى أسمعها بصحبة ما يقرب من ثلاثين قارئاً حضروا حفل التوقيع، فإذا بهم يستمعون بمنتهى الإنصات للرجل الذى اتضح أنه البطل المصرى أيمن محمد حسن، والذى تم إسقاطه عمدا من ذاكرة الأجيال الجديدة، وآن لنا أن نذكِّرها به.
فى بداية التسعينيات كان هذا الرجل واسمه أيمن محمد حسن يقف فى خدمته فى القوات المسلحة على الحدود المصرية الإسرائيلية، وفى واقعة غريبة، لا أستطيع أن أعرف إن كانت تتكرر حتى يومنا هذا أم لا، رأى جندياً إسرائيلياً يقف داخل الحدود يمسح حذاءه بعلم مصر. جن جنون أيمن وقرر أن ينتقم بأى شكل لكرامة وطنه التى أضاعها النظام باتفاقيات وتنازلات مهينة، ولستة وأربعين يوماً ظل أيمن يدرس كيف ينفذ انتقامه، وفى عملية تدرس الآن فى عدد من الكليات والأكاديميات العسكرية توغل أيمن فى الحدود الإسرائيلية منفرداً ووحيداً دون أن يعرف أحد وبصحبة أسلحة استولى عليها من وحدته وانتظر مرور عربات إسرائيلية حربية ثم بدأ الانتقام لكرامة وطنه. قتل أيمن فى وقت لم يتعد ثلث ساعة 21 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً من أسلحة مختلفة على رأسهم الجندى الوقح الذى أهان العلم المصرى، ومنهم عميد فى المخابرات الحربية (أمان) وجرح أيمن 20 آخرين بعد مهاجمته لسيارة جيب وأتوبيسين إسرائيليين. ولم يصب سوى بجرح فى رأسه ونجا بأعجوبة من مطاردة مذهلة كان ينوى الاستشهاد فى آخرها، لكن الله أراد له أن ينجو وأن يعود للحدود المصرية ليسلم نفسه ويحكم عليه فى 6 أبريل 1991 بالسجن لمدة 12 عاماً.
بعد قضاء عشر سنوات خرج أيمن من السجن. عومل معاملة السوابق. ضايقه جهاز مباحث أمن الدولة وسد أمامه أبواب الرزق.تاجر به العديد من الصحفيين والأسماء الرنانة فى الصحافة المصرية ولم يساعده أحد. وعده أحدهم بإنشاء مشروع له بالتعاون مع رجل أعمال لكن الصحفى لم يعد يرد على مكالمات أيمن فيما بعد، باع فيه الأنذال واشتروا بعد أن عرف مصادفة أن نصاباً لا يعرفه جمع له تبرعات من الجالية المصرية فى الإمارات تقدر بآلاف الدولارات، لكن بنساً واحداً من هذه الدولارات لم يصل إليه.
 يعمل الآن الرجل الحر الذى لم يطق أن يهان وطنه وخاطر بحياته ودفع 12 عاماً من عمره فى السجن بصحبة القتلة والمسجلين الخطر رأساً برأس كسباك، سباك متنقل لا يجد حتى محلاً يمتلكه، ولا أحداً يدعمه، ولا إعلاماً حراً يحكى حكايته أو يسلط عليه الضوء، هذا الرجل يعمل الآن سباكا، ولا أعرف كيف سأحكى لابنى حكايته وهل سأكتفى بالجزء الذى كان بطلاً فيه أم سأكمل للجزء الذى يظهر الكثيرين فى صورة الأنذال والمتاجرين بالرجل. لسبب أو لآخر، وبثقة فى الله أولاً وأخيراً وعدته أنه لن يأتى الأول من مايو إلا وهو يعمل فى وظيفة ثابتة محترمة تكفل له دخلاً لائقاً، أو بمشروع يساهم فى دعمه رجال أعمال شرفاء يحاولون رد الجميل لهذا البطل، وأثق فى الله أنه سيجعل هذه الكلمات سبباً فى أن يتحقق الوعد الذى قطعته على نفسى، كما أثق فى أنك ستتبنى القضية لنشرها على الناس كى يعرفوا من كان بطلاً، ومن تاجر بهذا الوطن، والأهم لكى نقوم جميعاً بدورنا فى توفير وظيفة لائقة أو مشروع خاص بالبطل أيمن محمد حسن، ورقم هاتفه لدىّ لمن يهمه الأمر.
بعد رسالة محمد فتحى، ليس عندى ما أقوله، لكن لدى ولديك الكثير لكى نفعله، أو هكذا أظن.
 belalfadl@hotmail.com

المصدر جريدة المصرى اليوم


Share